"ليبانون ديبايت" - ميشال نصر
لم يعد خافياً على أحد أن عجلة الدولة اللّبنانية المعطلة بمختلف مؤسساتها، سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، والتي انطلقت من مسألة التّعيينات الأمنية والعسكرية، لتنتقل اليوم الى عنوانها الجديد، "ترقية الضباط" أو بالأصح ترقية العميد شامل روكز، الصهر الثاني للعماد ميشال عون ، وهنا بيت القصيد.
فالمعركة التي يرى فيها جنرال الرابية، تمديداً لفرص "الصهر" بالوصول الى اليرزة على غرار ما حصل للعماد قهوجي "الطامح" بالوصول الى بعبدا، في الوقت الذي كرس فيه السفير الايراني بحضوره حفل تنصيب الرئيس الجديد للتيار الوطني الحر النائب ميشال عون مرشح ايران الرئاسي. وأثارت النقزة من عين التينة الى الرياض مروراً بالمختارة التي تكافلت وتضامنت لايقاع عون في فخ مبادرة "تساعية البنود" قطبتها المخفية آلية تصويت الثلثين في مجلس الوزراء للقرارات "الكبيرة" والأغلبية البسيطة للقرارات "البسيطة" ، مع ما قد يحمله الاجتهاد اللّبناني المطّاط، ما يعني عملياً تحكّم المستقبل-الإشتراكي بمسار اللعبة داخل الحكومة.
محاولة إرساء توازن جديد أثارت الرابية، ففتحت النار باتجاه "عرّاب التسويات" (الرئيس بري) و"معقد بعبدا" (الرئيس سليمان) بحسب وصف مصادر عونية،
قبل أن تستدرك "ضاحكة في عب المستقبل" مع انفراط عقد الثلثين بإعلان الوزير أشرف ريفي صراحة تمنعه عن توقيع أي مرسوم لترقيات خارج الإطار القانوني، لتعاد وتخلط الأوراق من جديد على وقع مراجعة طعن مقدمة ضد قرار وزير الدفاع بالتمديد لقائد الجيش لدى مجلس شورى الدولة، والتي لم ترق "لجنرال" اليرزة الذي حرّك فرع الأمن العسكري للتحقيق مع صاحب الطعن بحجة مخالفته القانون بعدم إبلاغ القيادة قبل "الإدعاء".
هكذا انتقل رئيس تكتل "الاصلاح والتغيير" الى الهجوم الدفاعي ، بعد هدنة نسبية مع غريمه الرئاسي، مسدداً الهدف الاوّل ، في حملة تصاعدية قد لا تنتهي بقداس ١١ تشرين الاوّل عند "تخوم" القصر الجمهوري ،حيث يسعى العونيون لشراء "المشكل"، هم العارفون قبل غيرهم بجدية "التهديد" الذي تبلغه وزير الخارجية من نظيره في الدفاع حول عدم اللّعب بالنار داخل المربع الأمني الممتد من وزارة الدفاع الى القصر الجمهوري.
في المقابل، إنتقال من نوع آخر لوزير يمثل آخر ما تبقى من روح ثورة الارز المتمردة والعالية الثقف، بعدما أضحت المؤسسة التي رئسها بدورها آخر ما تبقى من منجزات تلك الانتفاضة التي لم تكتمل، رغم كل محاولات تهشيمها واختراقها ، تارة من خلال ضربها بالشارع السنيّ وطوراً من خلال زرع بذور الشقاق بينها وبين الجيش اللبناني، منذ ما قبل نهر البارد وصولاً الى الصدام العوني - الأمني أمام مجلس النواب، مروراً باستشهاد اللّواء فرنسوا الحاج والرائد وسام عيد.
وبحسب ظروف الأمر الواقع، توحي كل المعطيات المتوافرة وتراكم الأحداث، أن فجر الخامس عشر من تشرين سيضيف الى ألقاب العميد الركن المغوار شامل روكز صفة المتقاعد ، قبل أن يتفرّغ ربما في الوقت الضائع لإعداد رسالة الدكتوراه في العلوم السياسية التي كان قد اجتاز دراساتها العليا عام ١٩٩٧ في الجامعة اللبنانية ...الى أن يكون ذلك ستستمر المحاولات والمساعي...وسيلتزم "مغوار المشاوير" بالتسريب والايحاء.... وإسقاط وتسويق ثنائية "قهوجي-روكز" على "بعبدا-اليرزة"... إلا إذا.... مرّ الطعن القضائي في بلد لا شيئ مستحيل تحت شمسه...
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News