المحلية

placeholder

ليندا فايز التنوري

ليبانون ديبايت
الخميس 08 تشرين الأول 2015 - 09:13 ليبانون ديبايت
placeholder

ليندا فايز التنوري

ليبانون ديبايت

الريح الروسية تغازل المتوسط

الريح الروسية تغازل المتوسط

"ليبانون ديبايت" - ليندا فايز التنوري:

لعل مواطنا لبنانيا يعيش في شوارع تطوف بالزبالة وتضج بهتافات ناقمة على فشل سلطة سياسية،لن يكون بمزاج ملائم لقراءة تتعلق بملف النفط والغاز ،بإعتباره ملفا اقل الحاحا نسبة لقضية الفراغ الرئاسي ،والتمديد للمجلس النيابي وتواطىء المجلس الدستوري معه والحكومة العاجزة عن إصدار مراسيم لتسيير امور حياتية بالحد الادنى. إضافة لإعتبار ملف النفط قضية غارقة هي ايضا في الفساد والفشل والتعتيم .لذا اخترت عنوانا لا يوحي ان ما يندرج تحته سيتناول تساؤلات في خفايا وتعقيدات هذه القضية وارتباطاتها المحلية والاقليمية والدولية.

بينما يتلهى السياسيون في لبنان بمناقصات ومعارك مشبوهة،لا تضيع اسرائيل الفرصة في استثمار الذهب الاسود الموجود في المياه الاقليمية ،وفي عقد الاتفاقات اللازمة سيما مع قبرص.حيث ابرمت هذه الاخيرة مع كيان العدو اتفاقية تنص على توسيع نطاق التعاون بينهما في مسائل الطاقة سيما لناحية تطوير حقول الغاز الطبيعي قبالة سواحلهما واستخدام خطوط الانابيب وشركات الكهرباء للربط مع الاسواق الاوروبية.ومع هذه الاتفاقية تكون فرص التعاون لبنان مع قبرص قد تضاءلت كثيرا،سيما بعد ان جعلت مسودة اتفاق وقعتها مع لبنان (حيث يلزمها احد بنودها بمراجعة لبنان قبل عقد اتفاقيات"نفطية"جديدة مع دول أخرى)مجرد حبر على ورق.

وإذا كان ما ذكر آنفا نقطا سوداء تضاف للمشهد التشاؤمي لملف النفط اللبناني هذا ناهيك عن الريبة التي يحدثها الإسم اليهودي لمساعد وزير الخارجية لشؤون الطاقة في الشرق الاوسط آموس هوشتاين ،فإن نظرة تأملية لما يشهده العالم من تغيرات استراتيجية كبرى قد يبعث بعض الامل .

يبدو جليا ان التطورات في الشرق الاوسط تأخذ منحى جديدا،سيما بعد توقيع الاتفاق النووي الدولي الايراني والتلميح الى حل سياسي قريب للأزمة السورية التي كان لبنان الاكثر تأثرا اقتصاديا بتداعياتها مسجلا تراجعا ملحوظا في معدل النمو من 7%في ال2011 الى 2%فقط.يدعم هذا الحل التدخل العسكري الروسي،الذي يعزز دور حليفه الايراني في المنطقة كاسرا هيبة اميركا الحليف الاساسي لإسرائيل(لص النفط اللبناني).

يضاف لذلك تدني سعر برميل النفط الى 47 دولار ،لأسباب مازالت باقية في السوق.فالعرض العالمي في حالة وفرة نظرا لارتفاع انتاج اوبك وزيادة انتاج روسيا الى مستويات قياسية وتراجع اداء الاقتصاد الصيني وبيانات الوظائف الضعيفة في اميركا وانخفاض طلبات المصانع في اوروبا وتحديدا في المانيا التي تعتبر اكبر اقتصاد في منطقةاليورو ورابع اكبر مستهلك للنفط في العالم.

ومن التغيرات اللافتة ايضا ان صادرات ايران من النفط تسجل ادنى مستوى لها في سبعة اشهر حيث لم تنجح الحكومة الايرانية بتعزيز صادراتها بالرغم من الاتفاق الذي حررها من عبء العقوبات الاقتصادية.

ما يحصل حولنا يستحق الوقوف،لأن ما يحدث من تسويات وصفقات اقليمية ودولية في المنطقة ليس بمعزل عن الاكتشافات الضخمة للنفط في حوض البحر المتوسط.

بدأت مباحثات التنسيق العسكري الروسي الإسرائيلي،وبدأ الحديث جديا عن حل سياسي للأزمة السورية،فهل ستتدخل روسيالحماية نفط لبنان من اسرائيل وحليفها الاميركي؟وهل سيعجل انحسار الازمة السورية من امكانية البدء بعملية التنقيب عن النفط اللبناني؟وهل سيتمكن لبنان من الافادة من استمرار تدني سعر برميل النفط عالميا؟؟

لبنان بلد منتج للنفط"؟؟عبارة برسم قدرة لبنان على الافادة من التغيرات الاقليمية الكبرى التي تشهدها المنطقة،وبرسم القدرة على مواجهة الرغبات الشخصية والسياسية التي يمارسها فريق سلطوي و التي لطالما وقفت عائقا في وجه حسن ادارة الملفات والمؤسسات.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة