اقليمي ودولي

placeholder

ليندا فايز التنوري

ليبانون ديبايت
الثلاثاء 27 تشرين الأول 2015 - 11:26 ليبانون ديبايت
placeholder

ليندا فايز التنوري

ليبانون ديبايت

"الأسد" الضروري المتعب

"الأسد" الضروري المتعب

"ليبانون ديبايت" - ليندا فايز التنوري:

لا شك ان الوضع السوري شديد التعقيد. لا يمكن حسم خواتيم الحرب قبل اتضاح مجريات الامور. من المغالاة الحديث عن نصر مدو. لكن "الأسد باق".

تتصارع في العالم قوتان. روسيا الاتحادية والصين ايران (الى جانب البريكس)، مقابل الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي.كل موازين القوى تجنح صوب روسيا. روسيا التي تقصف الارهاب في سوريا، تجمع كل من السعودية وتركيا واميركا في جنيف. إذن روسيا تنسق تسوية سياسية مع اميركا. تسوية لم تعد مشروطة برحيل الأسد.كأن الجميع تخلى عن فكرة الرحيل، ليبقى الجدل حول المدة التي يبقى فيها بشار الأسد رئيسا.كثيرة هي الأبعاد التي تتستر خلف الإصرار الروسي على شخصه. الغاز لعب دور البطولة في بقاء الأسد.

قطر اهم الدول المصدرة للغاز في العالم. يجمعها هذا المجال مع روسيا وايران بين ايران وقطر معركة ملعبها حقل "بارس" هو اكبر حقول الغاز في العالم. يقع نصفه في المياه الاقليمية الايرانية بينما النصف الآخر في قطر.

قطر تمثل المنافس الأكبر لروسيا في تصدير الغاز. قطر تمتلك ثالث اكبر احتياطي غاز في العالم. قطر حليف سياسي لواشنطن. اميركا تعلم جيدا أن السيطرة على منابع الغاز ووقوع الأنابيب في مناطق نفوذ تابعة لها يعني بقاءها قطبا أوحد يدير العالم.

تركيا "أردوغان" تعلم جيدا حجم الصفقات التي تنتج عن مفاوضات أنابيب الغاز والطاقة. خط "نابكو"(نبوخذ نصر اليهود في العراق) الذي أعلنت عنه واشنطن سيمر أيضا في تركيا (بحر قزوين الى أوروبا عبر أذربيجان). المنطقة العازلة التي تحدث عنها أردوغان هي الضمانة التركية لمشروع خط غاز قطري سعودي تركي. في هذا ما يبرر قلق أردوغان من قيام دولة كردية في الشمال السوري تفوت فرصة الغاز الذهبية. الفرصة بأن تصبح تركيا المعبر الأساسي لإيصال الغاز إلى اوروبا وما يمنحها ذلك من امتيازات اقتصادية وسياسية تسهل عليها مهمة الانضمام الى الاتحاد الاوروبي.

سوريا بوابة لا بد من المرور بها لذا فالأسد حليف ضروري ومتعب أيضا. في ال 2009 قدمت قطر عرضا لسوريا. عرض تمثل بتمويل مد خط أنابيب الغاز القطري المسال من قطر الى المملكة العربية السعودية وصولا الى سوريا فالبحر المتوسط. رفض الأسد السوري العرض القطري. خيار الرفض كان للحفاظ على علاقة استراتيجية مع موسكو. جاء هذا الخيار في وقت حرج لروسيا.كان بمثابة الدعم لروسيا التي تحاول استعادة مكانتها وسيطرتها على اوروبا عن طريق امدادها بالطاقة، عصب الاقتصاد الاوروبي.استعادة الثقة ب "غاز بروم "الروسية بعد ان قامت اوكرانيا بتقويضها، ما دفع الاتحاد الاوروبي لمحاولة توسيع مصادرها وطرد المخاوف التي تسببها فكرة ان لا بديل "غازي"عن روسيا.

وقعت سوريا اتفاقا مع حليفها العسكري والسياسي إيران. إتفاق بمد خط غاز من إيران يمر بالعراق وينتهي بسوريا، لتزويد أوروبا بالغاز الإيراني. إتفاق كان بمثابة خيبة جديدة لقطر بعد خيبة كبيرة سببها توقيع العقد الروسي الصيني الضخم. قطر كانت تأمل بتوريد غازها المسال الى الصين.

لم يرضخ الأسد الروسي لإغراءات الترانزيت وتأمين حاجة سوريا من الغاز. قامر الأسد ورفض، فقضى على آمال قطر والسعودية لإستخدام ورقة الغاز لتحصيل نفوذ في أوروبا. عزز مكانة إيران على حساب كل من السعودية وقطر.

في التسويات والصفقات الكبرى، الأثمان غالبا ما تكون باهظة.كلفة هذا الرفض وغيره من المواقف كانت كبيرة جدا في سوريا.
رغم الرهانات على الوقت القياسي لسقوطه. بقي الأسد. ابتسامة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حتى بعد انطلاقة الرصاصة التي قد تكون طائشة ومتهورة تشبه إبتسامة من قرر "رد الجميل". كأنها بداية المغامرة فقط. والمستقبل مفتوح على كثير الرهانات وجميع الاحتمالات.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة