المُطاردة مستمرة بين حارس الثورة وجبهة النصرة

خرج عبد الباسط الساروت، قائد كتيبة شهداء البياضة ، بتسجيل صوتي، هو الأول له بعد المعارك التي اندلعت بين كتيبته وجبهة النصرة في بلدات الريف الشمالي لمحافظة حمص.

قال الساروت، "نحن كتيبة شهداء البياضة لا ننتمي لأي فصيل، وبنادقنا مصوبة فقط لقتال النظام الذي خرجنا ضده،"مضيفا "جبهة النصرة بغت علينا وقاتلتنا ونحن سنقاتل كل من يبغي علينا ونقاتل الشبيحة ولن نخرج من سوريا كما يريدون".

إعلان قائد كتيبة شهداء البياضة، "عدم مبايعته لأي فصيل، يأتي في سياق محاولته نفي الأخبار التي اعلنتها جبهة النصرة، حول إقدامه في الأشهر الاخيرة على مبايعة تنظيم داعش في الريف الشمالي، وقيامه بإيواء عناصر تابعين للتنظيم، وتأمين الحماية لهم".

حماية الساروت
وطالب ناشطو الثورة السورية، بضرورة حماية عبد الباسط الساروت، ومنع جبهة النصرة من اعتقاله او قتله، خصوصا أن الساروت الذي كان يحرس مرمى منتخب سوريا للشباب قبل عام 2011، فقد عدد من اخوته واقربائه الذين سقطوا في المعارك مع قوات النظام، ولذلك اطلق عليه لقب "حارس الثورة"، و "بلبل الثورة".

فشل المحاولات
ولم تفلح المحاولات التي قام بها عدد من رجال الدين والشخصيات العسكرية في ريف حمص الشمالي، من تقريب وجهات النظر بين "شهداء البياضة"، وجبهة النصرة من أجل وقف الإشتباكات، بعدما أصر قياديو الأخيرة على مطلب تسليم الساروت نفسه، وإلا فإن المعركة لن تتوقف، الأمر الذي يرفضه الأخير.

تضامن الناشطين
الناشط خالد ابو صلاح، (برز في فترة حصار حي بابا عمرو بمدينة حمص)، وفي معرض تضامنه مع قائد كتيبة شهدا البياضة، قال، "جميع من يعرف الساروت، ومن ضمنهم من هاجموه، يعلمون حق العلم بأنه ليس داعشيا وليس أيديولوجيا بالأساس، ويعرفون حق المعرفة أنه شاب شهم بسيط شجاع طيب القلب مستعد أن يضحي بنفسه من أجل أن لايجوع طفل صغير".

وأضاف، "إن تركنا للساروت وحيدا يواجه مصيره طريدا مشردا في الأرياف بعد الهجوم عليه في ريف حمص، وعندما يهجم عليه من كان يوما محاصرا معه ظلما ويتخلى عنه أبناء الثورة دون أن يقفوا معه ويطالبوا بوقف الهجوم وعقد محكمة مستقلة تبت في الأمور، هو دفع واضح له ليذهب باتجاه ‫داعش"، متابعا، "ليس هكذا تعامل الثورات أبناءها المخلصين الذين حملوا همها وضحوا بكل ما يملكون في سبيلها".

النصرة تبث تسجيلات مصورة
وفي وقت سابق، نشرت جبهة النصرة تسجيلاً مصوراً لما قالت انها، "اعترافات عناصر من كتيبة شهداء البياضة التي يقودها عبد الباسط الساروت يقرون فيه بمبايعة الساروت وكتيبته لتنظيم (داعش) والحصول على الدعم من التنظيم ومساعدة التنظيم في قتاله ضد الكتائب الثورية في ريف حمص الشمالي".

وحمل التسجيل عنوان "عبد الباسط الساروت من حارس للثورة إلى حارس للمجرمين"، وأورد وثائق قالت جبهة النصرة إن مقاتليها وجدوها في مقرات الساروت تحتوي على قائمة بالأسلحة التي استلمها من التنظيم، ومنها مدفع ورشاشات ثقيلة وصواريخ مضادة للدروع وغيرها.

واعترف القائد العسكري لكتيبة شهداء البياضة مرشد خضير، "ببيعة الساروت للتنظيم والتقائه بأمرائه أبو بكر اليمني ورافد طه، في منطقة السعن بريف حماة الشرقي"، كما أكد مساندة الساروت لعناصر التنظيم في حربهم ضد الثوار في ريف حمص الشمالي.