"ليبانون ديبايت" - ستيفاني جرجس :
ما جرى في أروقة "الخطى الضائعة" في قصر عدل بيروت، يشي بان مرشح حزب "القوات اللبنانية" وقوى "14 آذار"  بيار حنا المشهود له بتاريخه النقابي، دفع ثمن الترهل والتشتت في صفوف "الاذاريين" اضافة الى الارباك السياسي الذي خلفه النقيب السابق جورج جريج داخل النقابة التي حولها الى قسم "كتائبي" كما يقول كثيرون. من هنا وبناء على ما حصل بنتيجة تلك الانتخابات وعلى سبيل التساؤل لا التهكم ما هو حجم تمثيل ووجود نواب 14آذار المستقلين في نقابة المحامين؟ واين هم من كلمة الفصل في الميدان النقابي؟
في قراءة دقيقة لنتائج الإنتخابات التي تمت على مرحلتين،  يمكن تفنيد 4 معايير اساسية  جعلت من حنا ضحية لفوضى الانتخابات، وهي على الشكل الآتي:
الاول، سياسة جريج التي انتهجها طوال المرحلة السابقة وتفرده في ادارة النقابة بعد ان حولها الى نقابة سياسية تقدم الخدمات لحزب "الكتائب اللبنانية"، ما ادى الى نفور محاميي بيروت من الحزبيين وسياساتهم باتجاه المستقلين ولاسيما انطونيو الهاشم نظرا لشخصيته المستقلة والحاضرة نقابيا اكثر من خصومه. 
ونتيجة هذه السياسة، عوقب ايضاً المرشح الكتائبي لويس ملحم حنا الذي لم يحقق النتائج المرجوَّة في المرحلة الاولى وحلّ عضواً رديفاً،  ما عرض بيار حنا لعقوبة التصويت الانتقامي الذي مارسه الكتائبيون من خلال امتناعهم عن وضع أصواتهم لصالحه في صناديق الاقتراع.
ولكن هذه النتائج ما هي إلا ردة فعل عفوية بعد سقوط مرشح الكتائب وبالتالي لا تعني ان هناك قراراً كتائبياً اتخذ لتشطيب مرشح القوات واسقاطه، على حد قول الخبير في شؤون الانتخابات النقابية.
الخبير ذاته، وبعد متابعته عن قرب للمعركة الطاحنة التي شهدتها نقابة المحامين، يشير في حديث لموقع  "ليبانون ديبايت" الى ان ترهل وتشتت قوى "14 آذار" فضلاً عن الفوضى التي تسلّلت الى صفوفها حجبت الفوز عن مرشّحها.
ويضيف الى هذه المعايير الثلاث، معيار انتقامي مارسه  بعض "النواب المستقلين" بهدف كسر عظم القوات، بعد ان تمكن سمير جعجع من وضع اصبعه علناً في اعينهم ومواجهتهم على مرأى ومسمع الجميع في معركة "حقوق المسيحيين" التي وقفوا ضدها واستسلموا فورا في مجلس النواب.
بما معناه ان ادعاء "النواب المستقلين" في قوى "14 آذار، بأنهم تمكنوا من محاسبة  "القوات" و "حكيمها" عبر اسقاط  بيار حنا هو مجدٌّ لا يستحقه من لا تتجاوز نسبة  تمثيله الـ 1 الى 2 %  من مجموع الاصوات.
اذاً، يتضح، بعد التفنيد الدقيق الذي قدمه الخبير لشؤون الانتخابات النقابية،  بان هؤلاء "النواب المستقلين" أرادوا توجيه رسائل سياسية لا يتمتعون بقوتها حتى، فالمعارك المتتالية في نقابة المحامين خير دليل على انهم يمثلون اقل بكثير مما يدعون. لذلك "خدونا بحلمكن" يا شباب، كما قال سمير جعجع نفسه.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
                Follow: Lebanon Debate News