ليبانون ديبايت - فادي عيد
تطرح مصادر مسيحية مواكبة للمبادرة الرئاسية، أكثر من علامة استفهام حول القرار الذي سيعلنه قريباً رئيس تكتّل "التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون، خصوصاً في ضوء المعلومات المتواترة عن فتح خطوط تواصل مباشرة في الأيام الماضية ما بين الرابية ومعراب، حيث اقترب موقف "القوات اللبنانية" من البلورة، والذي ما زال في موقع الدراسة الجدّية لانعكاسات انتخاب النائب فرنجية رئيساً على الساحة الوطنية عموماً، والساحة المسيحية خصوصاً.
وأشارت المصادر أن الرابية ومعراب، وقبلهما بكركي، قد تبلّغت رسائل ديبلوماسية واضحة من الحلفاء الخارجيين والإقليميين بضرورة الإفادة من الفرصة التي لا يبدو بعدها فرصة في المدى المنظور. وأوضحت أن خلاصة هذه النصائح أتت نتيجة دوران الإستحقاق الرئاسي في حلقة مفرغة بسبب الفيتوات الداخلية والخارجية على غالبية المرشّحين الذين يوصفون ب"الأقوياء" في فريقي 8 و 14 آذار.
وبصرف النظر عن واقع التريّث والتحرّكات السرّية في الكواليس المسيحية بشكل خاص، فإن المصادر المواكبة نفسها، أكدت أن هناك مساراً زمنياً للتسوية الرئاسية، وهو بدأ منذ أسابيع معدودة، ولكنه ما زال مرهوناً بموقف أقطاب فريق 8 آذار بشكل خاص وهم "حزب الله" والعماد عون، بعدما اقترب البعض في فريق 14 آذار من إعلان موقفه بترشيح النائب فرنجية بشكل رسمي الأسبوع المقبل.
وقالت هذه المصادر أن حديث أكثر من عاصمة غربية وإقليمية في بيروت، خصوصاً عن "الفرصة الأخيرة"، ليس موجّهاً للقوى المتحفّظة في 14 آذار فقط، بل هو موجّه أيضاً إلى قوى 8 آذار التي ما زالت تتردّد في الموافقة على الخيار الرئاسي المطروح، لا سيما وأن بكركي أوحت وكأنها ستسير في هذا الخيار، وقد تبلّغه المعنيون سواء من خلال بيان المطارنة الموارنة، أو عبر اللقاءات السياسية المباشرة مع البطريرك بشارة الراعي.
وأضافت أن إصرار الأفرقاء الخارجيين المعنيين بالإستحقاق الرئاسي على تجنّب الإنهيار المحتّم للواقع اللبناني في حال استمرار الشغور في موقع رئاسة الجمهورية، قد شكّل الحافز الأول لصياغة هذه التسوية، على أن يتم إخراجها إلى النور من خلال شخصيات وأطراف محلية، وبالتالي، فإن هذه التسوية الرئاسية تبدو شبيهة بما سبقها من اتفاقات حاسمة كاتفاق "الطائف" واتفاق "الدوحة"، وهدفت إلى إنهاء حالة مأزومة ونقل لبنان إلى واقع جديد، بصرف النظر عن حجم المعارضة الداخلية أو مبرّراتها وأسبابها.
ولاحظت المصادر المسيحية المواكبة نفسها، أن اكتمال التحضيرات من خلال اللقاءات السياسية المرتقبة، لا سيما بين العماد ميشال عون والنائب فرنجية في الأيام المقبلة، سيرسم صورة الموقف النهائي لقيادة فريق 8 آذار التي لم يعتبر حتى الساعة أي من أركانها أن الفرصة السانحة قد لا تتكرّر، وأن الوقت ما زال متاحاً للتعمّق في مراجعة ما تحقّق من تحوّلات على صعيد الملفات السياسية المرتبطة بالتسوية الرئاسية، وخصوصاً قانون الإنتخاب الذي لا يشكّل محور الخطاب العوني في الفترة الماضية.
وخلصت هذه المصادر، إلى أن المعبر الإلزامي للإستحقاق الرئاسي ما زال في الرابية، والتي تشكّل المحطة الأخيرة أمام وصول النائب فرنجية إلى قصر بعبدا، لا سيما وأنه بحاجة ماسة إلى أي غطاء مسيحي حقيقي من القوى السياسية المسيحية الأساسية ك"التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News