مختارات

صونيا رزق

صونيا رزق

الديار
الأربعاء 09 كانون الأول 2015 - 07:29 الديار
صونيا رزق

صونيا رزق

الديار

حلف جديد على قدم وساق

placeholder

بعد طرح إسم رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية كمرشح تسوية بأمر خارجي، إتضح مدى هشاشة التماسك والوحدة في فريقيّ النزاع 8 و14 آذار، وبالتالي مدى كذبة ما يسمى بالتحالف بين اركان الفريقين المذكورين، إذ وعلى مدى طرح هذه التسوية ظهرت الحقائق كما هي بالفعل، من خلال التباين في الموافقة على اسم فرنجية من قبل الحلفاء والخصوم معاً، فبات الفريقان ضمن قالب سياسي واحد سمته المصلحة الشخصية فقط. فاجتماع الرجلين من دون إعلام حلفائهما مسبقا، صدّع العلاقات بين مكونات فريقي 8 و14 آذار على حدّ سواء، في شكل يصعب ترميمه،
فالخلاف بين الرئيس سعد الحريري والدكتور سمير جعجع ظهر الى العلن، في سابقة قلّ مثيلها بينهما على مدى عشر سنوات، كذلك الامر بالنسبة الى العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية، الذي لم يلق الدعم من الاول، بل ذهب الى ابعد الحدود من خلال تسمية فرنجية بـ«الاسد الثاني»، بعد طرحه السؤال على السفير الفرنسي خلال زيارته الرابية: «هل تقبلون بأسد ثان في لبنان؟ من دون ان يلق جواباً من الدبلوماسي الفرنسي الذي بدوره احتار في كيفية الرد على هذا السؤال الصعب...، إضافة الى ان عون وبحسب مصادر مقرّبة من المردة رفضَ الحوار مع فرنجية في موضوع التسوية، لانه حسم أمره، وبالتالي فهنالك خياران في جعبته لا ثالث لهما، فإمّا أن يكون هو الرئيس، أو فليستمر الفراغ.

وعلى خط حزب الله، فقد ابدى اركان الحزب مخاوف عدة من ترشيح الحريري لفرنجية، اذ إعتبروا ان في الامر مؤامرة قد تهدف الى ضرب المقاومة، كضمانة طلبها الحريري من فرنجية، لذا اعاد الحزب التجديد لعون كمرشح جدّي، وعلى خط الاخرين ضمن فريقيّ 8 و14 آذار، فهنالك سلسلة اسئلة حول فرنجية لم تنتج موافقة لا من حلفائه ولا من خصومه، لان الهدف تحصيل التطمينات ضمن مرحلة ما بعد انتخابه ،لا سيما على صعيد قانون الانتخاب الذي سينتج ولادة برلمان جديد ليتحكّم باللعبة السياسية لاحقاً.

والخط الشعبي ايضاً تبرز المآسي والويلات من مستقبل مخيف، في إنتظار حلحلة الوضع الكارثي الذي يدفع ثمنه الشعب اللبناني وحده، في حين ان رجال السياسة يمررّون الوقت بحسب مصلحة كل منهم، والنتيجة المزيد من العناد السياسي الذي اوصل الموقع الاول الى الفراغ ولحقته كل المؤسسات الدستورية.

الى ذلك يشير سياسي عتيق عايش المراحل في لبنان، الى ان عودة الرئيس الحريري الى بيروت ستحسم الوضع الرئاسي، لانه سيحمل في جيبه إسم فرنجية كرئيس بقرار اقليمي- دولي لا رجوع عنه، وفي حال لم يعد، فهذا يعني ان التسوية احترقت وسوف نعيش الفراغ القاتل، لكن هذه المرة بحسب مقولة «اما مخايل الضاهر او الفوضى»، اي ان الشلل المؤسساتي سيزداد بشكل غير مسبوق، كما نخشى من عودة مسلسل الاغتيالات والتفجيرات الامنية، مذكّراً بالتصريح الاخير الذي اعلنه الامين العام لتيار «المستقبل» أحمد الحريري، بأن فشل التسوية الرئاسية سيؤدي الى انتخابات رئاسية بالدم، وبالشعار الذي اطلقه الوزير وائل ابو فاعور من عين التينة بطلب من النائب وليد جنبلاط «اما التسوية أو المجهول»، معتبراً بأن تهديدهما هذا لم يأت من العدم.

ورأى المصدر أن الايام المقبلة ستبرز خلافاً مسيحياً بعد الفيتو الثلاثي المسيحي على فرنيجة، سيقود الاخير الى تحالف مع «المستقبل والاشتراكي»، قد تكون حركة أمل بينهم لكن بطريقة مبطّنة، وهذا يعني أن إسم فرنجية، قضى على ما تبقى من 8 و14 آذار، لانه انتج تحالفاً سياسياً غريباً عجيباً سيتمثل بالثلاثي المذكور.

وختم: «أن القادة في لبنان باتوا يعيشون الحذر الشديد من بعضهم، وبالتالي لا ينتظر احد من اللبنانيين بأن يتنازل أي زعيم منهم عن مصالحه لأجل لبنان، لان فكرة إخراج رئاسة الجمهورية من المأزق وتقديم التسهيلات باتت مستحيلة، لكن يبقى الامل بالبحث عن فدائي مسيحي قادر على جمع كل هذه الاضداد على إسمه كرئيس».

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة