"ليبانون ديبايت" - ريتا الجمّال:
في كل سنة، مع حلول شهر عيد الميلاد، يصادف الناس في المجمعات التجارية، والشوارع والكنائس رجلا يشبه الى حد يفوق الخيال "بابا نويل"، بلحيته "الطبيعية"، ملامح وجهه، حاجبيه وبنيته التي تتلاءم مع الصورة التي نعرفها عن " رجل العيد"، ويتساءلون عن هويته الحقيقية.
له صوراً كثيرة مع اولاد وحتى كبار الا ان أحداً لا يعرف من هو "بابا نويل لبنان". هو جوني خوند، مسعف في الصليب الاحمر، ومدرّس، يتنكر منذ صغره بزي "نويل" خلال عيد الميلاد ويتنقل طوال الشهر المجيد بين المستشفيات، والجمعيات، والكنائس، ليزرع الابتسامة على وجوه أطفال يصدقون " كذبة بابا نويل" البيضاء، وينتظرونه بفارغ الصبر مع الهدايا التي يحملها.
وكان لموقع "ليبانون ديبايت" حديث مع خوند، الذي روى كيف بدأت القصة معه بشكل "مقلب" كان يدبّره لأخاه الصغير ليقنعه بوجود بابا نويل، ثم انتقل الدور معه الى المدرسة، حيث اختير ليجسّد هذه الشخصية عام 2008 نظرا لوزنه الزائد، فأحب الفكرة ونقلها معه الى يومياته في شهر العيد، ولا سيّما انه يحب الاطفال كثيراً، فاتخذ قراره بأن يكون "بابا نويل الحقيقي" بمساعدة صديقه مصفف الشعر.
ويقول خوند: " عام 2009 قمت بقص شعري الطويل وتبرعت به لمركز سرطان الاطفال سانت جود، ثم قال لي مصفف الشعر، انه يجب ان أطلق حاجبيّ ولحيتي بدءً من شهر حزيران، على أن أقوم بصبغها 5 مرات حتى تشرين الثاني، كي تأخذ اللون الابيض الحقيقي، وهذا ما حصل، ومن وقتها حتى اليوم، وانا اجسّد هذا الدور سواء في مكان سكني في مار مخايل، او في المدرسة التي أدرس فيها، ومع الاطفال في المراكز، والجمعيات، والكنائس، حتى المستشفيات".
خوند الذي يبقي على لحيته لفترة طويلة نسبيا حتى حلول العيد، يتنزه وهو يضع القبعة الحمراء على رأسه، فيلفت انتباه الناس الذين يسارعون الى أخذ الصور معه، رفض تحويل العمل الخيري الى اخر "ربحي"، رغم العروض التي تلقاها، ولا يزال، لانه بكل بساطة لا يكترث للقيمة المادية، بل لتلك المعنوية التي تعطيه شعورا جميلا خصوصا وان فرحة العيد لا تكتمل وهناك اطفال محتاجون الى المساعدة، او الحنان والمحبة.
وعن الجولة التي سيقوم بها هذا العيد، كشف خوند، انه يوم الاثنين، سيذهب الى مستشفى جعيتاوي، بناء على رغبة تلاميذته، فجرى تأمين الراعي الرسمي لهذا العمل، وقاموا بشراء الهدايا لتوزيعها على الاطفال المعوقين، وسيتخلل اليوم نشاطات مسلية للاولاد. أما باقي الانشطة، فستتوزع بين أماكن اخرى، ففي 18 كانون الاول، سيزور خوند كنيسة في الديشونية، ثم سيقصد منطقة مار مخايل في 19 الحالي، ومستشفى اوتيل ديو، اضافة الى الحفلة التي ستقام في الكرنتينا المخصصة كذلك للاطفال. أما ليلة عيد الميلاد يوم 24، فيقضيها خوند مع عائلته واصدقائه المقربين.
ومع انقضاء العيد، يعود خوند الى مظهره الطبيعي، فيحلق "ذقنه" ويصبغ حاجبيه بلونهما الاساسي، فيخلع عنه ثوب "نويل"، ليلبس، اخر يحمل ايضا معاني الخير والفرح والحب، لباس الاستاذ المثال للتلاميذ ولجيل جديد، والمسعف الذي يختار سلك طريق العطاء من دون مقابل.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News