مختارات

علي نون

علي نون

المستقبل
الأحد 13 كانون الأول 2015 - 08:15 المستقبل
علي نون

علي نون

المستقبل

بالإذن.. بين الجنرال والديبلوماسي

placeholder

لم يترك قائد "الحرس الثوري" الإيراني الجنرال محمد علي جعفري، فسحة لأتباعه في بغداد كي يتمتّعوا برياضتهم السيادية المستجدّة من خلال تقديمهم شكوى في مجلس الأمن ضدّ تركيا لأنّها تنشر "جيشاً" يضمّ 150 عنصراً في ضواحي الموصل!

الجنرال جعفري عاجَلَ السياديين العراقيين فوراً، وذكّرهم بسطوة بلاده في بلادهم، والتي تخوّل أي مسؤول إيراني الدعوة إلى إلغاء الحدود بين البلدَين من أساسها! إضافة بطبيعة الحال، إلى إلغاء تلك الحدود مع سوريا ولبنان، طالما أنّ الدول الثلاث صارت في الوجدان "الثوري" كما في الوعي الديبلوماسي الإيرانيَّين، جزءاً من أملاك «الولي الفقيه»، التي لا يحق لغيره، أن يقرّر فيها أي شيء خارجاً عن إرادته!

والجنرال يتحدّث بصفته قائداً عاماً لـ"الحرس الثوري".. لكن قبله بيوم واحد، كان القيادي "الديبلوماسي" حسين أمير عبداللهيان نائب وزير الخارجية، يقول شيئاً قريباً في بداياته ونهاياته وغاياته وتأويلاته من كلام نسف الحدود الدولية. حيث أنّه لم يجد أي حرج في القول إنّه كإيراني، له أن يقرّر في سوريا أكثر من المعارضة السورية نفسها! وله أن يُعلن بأنّ بلاده «لن تسمح» لتلك المعارضة بأن تقرّر مصير سوريا!

الفارق في اللغة لا يلغي التطابُق في المضمون.. العسكري"الثوري"» المجالد والطموح يقول الأمر على قياسه التثقيفي وتراكمات التعبئة الحربية في ذلك القياس. بحيث أنّ إلغاء الحدود ليس بالنسبة إليه، سوى عملية محاكاة لخريطة القتال في غرفة العمليات.. ولأنّ الدنيا سجال وساحة وغى ولا شيء آخر، فإنّ أوّل العلاج وآخره عند جنرال الحرب، هو نسف (إلغاء) أي عوائق، أيّاً كانت طبيعتها من أمام الهدف (الاحتوائي) المطلوب تحقيقه!!

.. و"الديبلوماسي"الفصيح في دولة «الولي الفقيه» يقول الأمر أيضاً على قياسه، لكنّه يغلِّب الطبع على التطبُّع، والمضمون على الأعراف المألوفة في عالم الديبلوماسية.. أي أنّه لا يستطيع مهما تشاطر وتفذلك أن يسوّق بلغة تصالحية أو موارِبة، مشروعاً إحيائياً امبراطورياً أطلقه ويرعاه «الولي الفقيه» شخصياً! ولا يمكن له أن يتقدّم متراً واحداً إلى الأمام من دون ثنائية المواجهة والفتنة!

الجنرال الداعي إلى نسف الحدود، لا يتوقّف عند جزئية الانتفاضة السيادية لأتباع بلاده في بغداد ضدّ الأتراك.. ولا يهم إن أحرج هؤلاء أم لا، بل تراه كزملائه قبله الذين «أعلنوا» أنّ حدود إيران صارت في جنوب لبنان، مشبّع بذاتيّته القومية وإلهية أهدافه.. ومثله «الديبلوماسي» الذي يقرّر أنّه في سوريا أهم من أهلها! والاثنان، في كل حال، لا يفعلان سوى الإضاءة الإضافية على حجم الخراب الذي تشيعه إيران أينما حلّت بركاتها التنويرية: من انقلاب بني حوث في اليمن، إلى الفراغ الرئاسي في لبنان، مروراً بكارثة العراقيين ونكبة السوريين!

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة