يستعجل الرئيس سعد الحريري اتمام التسوية الرئاسية بانتخاب النائب سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية، كي لا يفقد رئاسة الحكومة التي ابتعد عنها نحو خمس سنوات، واسقط منها مطلع العام 2011، عندما استقال من حكومته وزراء 8 آذار العشرة، مع الوزير الملك عدنان السيد حسين الذي سماه رئيس الجمهورية ميشال سليمان، لحل مسألة الثلث الضامن داخل الحكومة.
وعودة الحريري الى السراي، لا تحصل من دون وجود رئيس جمهورية من 8 آذار، وهي المعادلة التي كان عمل عليها في الحوار الذي فتحه مع العماد ميشال عون، ولم ينته الى نتائج ايجابية وكان قطع شوطا باتجاه الاتفاق، لكن عوامل لبنانية داخلية، واخرى خارجية، عطلته، كما تقول مصادر سياسية في 8 آذار، التي ترى في ترشيح الحريري لفرنجية، يهدف الى وصوله الى الرئاسة الثالثة، التي لم يتمكن من العبور نحوها بعد استقالة حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، لانه كان سيلاقي صعوبة في تسميته، فكانت التسوية التي صاغها النائب وليد جنبلاط، هو بترشيح النائب تمام سلام، كرجل وسطي ليس له خصومات في 8 آذار، وقريب من 14 آذار، بعد ان استبعدت الاسماء الاستفزازية، وان مهمة الحكومة التي سيرأسها سلام هي الاشراف على الانتخابات النيابية في العام 2013، ولم تصدر مراسيم تشكيل الحكومة الا بعد عشرة اشهر من تكليف سلام الذي ووجه د "فيتو" من 14 آذار لمشاركة "حزب الله" في الحكومة، ولم تحل المشكلة، الا بعد ان وافق الحريري على ما سماه "ربط نزاع" مع الحزب الذي كان مقاتلوه يشاركون في القتال مع النظام السوري، والقبول بتوزيره.
ومع حصول الشغور الرئاسي، والتمديد لمجلس النواب، طال وجود الرئيس سلام في رئاسة الحكومة، كما طال ايضا وجود الحريري خارج لبنان، وغيابه عن السلطة، فلا بد من كسر الجمود في انتخابات رئاسة الجمهورية للعودة الى رئاسة الحكومة، فكان المدخل من ترشيح شخصية في 8 آذار، فوقع الخيار على فرنجية ووافقه الرأي النائب وليد جنبلاط، ولم يكن الرئيس نبيه بري منزعجا، وساعد في تأييده الاقتراح السفير الاميركي السابق ديفيد هيل، وفق ما تشرح المصادر، التي تشير الى ان بقاء رئيس "تيار المستقبل" خارج لبنان والسلطة، بدأ يضعف شعبيته التي فقدت قائدها ولم يعد من قضية امام "المستقبليين" لشد عصبهم سوى تعبئتهم ضد "حزب الله"، وانه سبب كل الازمات في لبنان، بسبب سلاحه ومشاركته في القتال في سوريا دفاعاً عن نظام يقتل شعبه، وهو استقدم الارهابيين الى لبنان، الذين قاموا بعمليات انتحارية.
هذه التعبئة من "تيار المستقبل" خدمت المتطرفين داخل الطائفة السنية تضيف المصادر وبدأ التحول نحو تنظيمات اصولية مرتبطة بـ "القاعدة" "لجبهة النصرة" وتنظيم "داعش"، واحتلوا عرسال وجرودها، وكادوا ان يحولوا طرابلس الى "امارة اسلامية"، حيث نجحت قوى الجيش والامن الداخلي والامن العام، في تنفيذ الخطة الامنية، وفي كشف الشبكات الارهابية، التي تقول المصادر بانها باتت السيطرة في المناطق السنية، للجماعات الاسلامية الجهادية والسلفية، مما انعكس على جمهور "المستقبل" الذي فقدت قيادته السيطرة عليه سياسياً وتنظيمياً، مع شح الاموال وتوقف الدفع عن العاملين في "تيار المستقبل" ومؤسساته.
لهذه الاسباب، يرى الحريري ان عودته باتت ضرورية، وممرها الالزامي هو رئيس جمهورية من 8 آذار، وان فرنجية بما له من صداقات وتحالفات في سوريا مع الرئيس بشار الاسد، وفي لبنان مع "حزب الله" فان تأييده له، لن يكون عقبة امام انتخابه، تقول المصادر، لا سيما وان في السعودية اجواء انفتاح على شخصيات سنية منها من هو في "تيار المستقبل" او صديق وحليف له، ومنها من هو في الموقع السياسي الآخر، كالوزير عبد الرحيم مراد، والوزير فيصل كرامي، او استعادة العلاقة مع الرئيس نجيب ميقاتي، اضافة الى التجربة المناجحة للرئيس تمام سلام في رئاسة الحكومة التي تنظر اليها المملكة بايجابية، والتي تربطها بآل سلام علاقة سياسية قديمة.
والحريري بحاجة ماسة، للتسوية الرئاسية تؤكد المصادر لانها ممره الوحيد الى رئاسة الحكومة، فسمى فرنجية الذي رأى انها فرصة ان يعترف احد اركان 14 آذار، ان رئاسة الجمهورية هي لـ 8 آذار، التي تخشى المصادر ان تكون شكلية، والسلطة لرئيس الحكومة الذي وضع شروطه، وهذا ما اخّر سير التسوية نحو نهايتها السعيدة.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News