لن تطول على الأرجح «سكرة» الإسرائيليين باغتيالهم «الأسير الأغلى» المقاوم الشهيد سمير القنطار. هم اعتقدوا أنهم أقفلوا الفاتورة، لكن عندما ستنتهي آخر فقرة من خطاب الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله، هذه الليلة، سيدرك الاسرائيليون أن فاتورة جديدة باتت تنتظر من يسددها.. وسيكون السعر غالياً، أقله بحسابات أهل المقاومة، الذين يدركون أن اسرائيل تحاول منذ تموز 2006، لا بل منذ التحرير في العام 2000، خلق قواعد اشتباك تترك لها «اليد العليا» في الميدان والاستخبارات والأمن، قبل أن يفاجئهم «حزب الله» بما هو ليس في الحسبان.
سقط «أبو علي» شهيداً، لكنه زرع بذرة في لبنان وسوريا وفلسطين، لن تذبل بل ستجد من يرويها دائماً وأبداً بالدماء الزكية التي باتت عنواناً للكرامة والعنفوان.. والانتصار.
في التفاصيل، ها هو الدفاع المدني السوري لا ينتظر كثيراً في جرمانا. جرافاته انطلقت الى رفع ركام المبنى الحجري الأبيض، ولم تكن قد مضت أكثر من 12 ساعة على قصفه وتدميره بأربعة أطنان من المتفجرات حملتها رؤوس أربع قنابل ذكية إسرائيلية.
وكانت طائرتا اف 15 إسرائيليتان قامتا بقصف المكان عن بعد، وهما تنتميان الى السرب 69، وقد أقلعتا من قاعدة هتساريم، جنوب فلسطين المحتلة، واتجهتا شمالا. وسجلت مراصد الجيش السوري، تحويمهما عند بحيرة طبريا، ثم إطلاقهما، من دون تجاوز خط الهدنة في الجولان، أربع قنابل ذكية مجنحة من طراز سبايس 2000، قطعت تسعين كيلومتراً من موقع إطلاقها في سماء طبريا، حتى انفجارها عند العاشرة والربع ليل امس الاول في المبنى الحجري الأبيض في جرمانا. وتقول مصادر سورية مطلعة إن الرادارات السورية لم ترصد دخول القنابل المجنحة الأجواء السورية إلا في الكيلومتر 15 قبل انفجارها في جرمانا.
وتطرح العملية الإسرائيلية أسئلة عن احتمالات الخرق التقني أو البشري الإسرائيلي. إذ إن انكشاف تحركات سمير القنطار أمام الرصد الإسرائيلي، كان جلياً، خصوصاً أنه لم يمض على وصوله الى دمشق، قادماً من بيروت، أكثر من 12 ساعة. كما أن تردده على شقة حي الحمصي في جرمانا، كان لا يتجاوز الزيارة الواحدة كل شهرين، من دون أن يمكث فيها أكثر من ساعات قليلة، حسب مصادر مطلعة.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News