مختارات

سنا كجك

سنا كجك

الشرق
الاثنين 21 كانون الأول 2015 - 11:48 الشرق
سنا كجك

سنا كجك

الشرق

وداعا يا سمير القنطار.. سأوجعهم بقلمي!

placeholder

صعبٌ عليك الكتابة عندما تريد ان ترثي عزيزا اكان صديقا او حبيبا او اخا، فالكتابة تصبح اشد قساوة والكلمات والحروف تضيع منك لانك تكتب بحبر الدموع!

خسرنا امس قائدا ومناضلا وبطلا من ابطال بلادي ... بطل لوع العدو الصهيوني حتى اخر لحظة من حياته الى ان اغتالته اليد الصهيونية الغادرة لتصفي معه حساب سنوات وسنوات رغم اسره طوال ثلاثين عاما، ولكن الاسرائيلي غدار لا يحترم المواثيق ... وامس اغتالوه ليرتقي شهيدا كما تمنى ...

اذكر عندما هاجمتني الصحافة الاسرائيلية على خلفية كتابتي مقالا استفزهم فاتهموني بمعاداة السامية، تحدثت اليه كصديق وكمناضل له خبرة مع العقل الصهيوني فقال لي: «لا تخافي اوجعيهم في قلمك والاسرائيلي لا يقتل الا ان كان بينك وبينه دماء»... واضاف: «انا الى جانبك دائما اكتبي ولا تخافي» وبالفعل مدني بالشجاعة والقوة، وكنت اثابر دائما على اطلاعه على مقالاتي بعد نشرها عن العدو الصهيوني ليقرأها وكان يردد لي: «برافو انك تضيئين على هذه القضايا الهامة لدى الاسرائيلي».

وكلماته بمثابة شهادة فخر، وكيف لا وهي من مقاوم شريف ارهق الصهاينة واذلهم وخرج من المعتقل مرفوع الرأس واعتبر خروجه آنذاك هزيمة «لاسرائيل»!

لن اتحدث عن تاريخه النضالي فكلنا يعرف سمير القنطار وشجاعته وبطولته... لن اتحدث عن مواجهته للعدو ... ولكن سأتحدث عن لباقة حديثه، وعن ادبه وعن ثقافته الواسعة، في شتى المواضيع وعن بحر معلوماته التي تتعلق بالتفكير والتخطيط الاسرائيلي نحن خسرنا قائدا مفكرا شعلة من الذكاء، ناهيك بذكائه العسكري الذي اعترف به العدو الصهيوني...

سمير القنطار بطل لن يتكرر بطل عشق فلسطين وضحى بثمرة شبابه من اجل نصرتها ... الرصاصات التي اخترقت جسده خلال تنفيذ عمليته الشهيرة ضدهم ... ابى الموت ان يخطفه ليكمل مسيرته في سبيل وطنه ... وها هو اليوم اكمل المسيرة وغدره الصهاينة!

أبوا الا ان يغتالوه! وكان يدرك ذلك لذا قال «اطمئني الدم بالدم فقط»...

اليوم نودعك يا شهيد الوطن وفي القلب غصة ... اليوم نودعك يا عزيزنا البطل وقد كتب على بلادي ان تودع ابطالها ... اليوم سنزفك الى عرس الشهادة التي طالما تمنيتها ... اليوم عرسك يا سمير ... اليوم فرحتك الحقيقية يا كبيرا بين الشهداء ... اعذرني لم استطع ان اودعك الوداع الاخير فلقد تأجل لقاؤنا .. وما كنت ادري انه سيكون اخر لقاء ...

ولكن انا اتيت اليوم لازفك مع احبائك واهلك ورفاق نضالك.

اتيت معهم لازفك الى مثواك الاخير ... وسأحفظ وصيتك سأوجع الصهاينة بقلمي وعدا ..

هنيئا لك الشهادة يا سمير ...

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة