مختارات

placeholder

فؤاد مطر

اللواء
الأربعاء 23 كانون الأول 2015 - 07:31 اللواء
placeholder

فؤاد مطر

اللواء

إلى اللبنانيين بالذات من النبي محمّد والسيّد المسيح

placeholder

يصادف اليوم عيد مولد خاتم المرسلين محمّد بن عبد الله صلَّى الله عليه وسلَّم. وبعد غد عيد ميلاد السيّد المسيح عيسى بن مريم عليه السلام.

في دول العالم المسيحي فرح لا حدود له. وفي لبنان أشجار زينة في الساحات وفي المنازل بالقرب من المدافئ أو على الشرفات. كما هنالك يافطات جرى تعليقها بأكثر من لون في شوارع العاصمة بيروت وإحتفالات في الدول الإسلامية بالذكرى العطِرة.

ويا ليت يكون هنالك شعور بأن مصادفة حصول العيديْن في ساعات متقاربة بأن ذلك تذكير لمن إذا جرى تذكيرهم تنفع الذكرى بأن لبنان للمسلمين وللمسيحيين على حدّ سواء، إنما للذين يؤمنون به وطناً موحَّداً لا يعتدي كي لا يُعتدى عليه، ويجب ألاَّ يتدخل في شؤون الآخرين كي لا يتدخل هؤلاء في شؤونه ويراوح التدخل بين وصاية أحياناً وإغتيال في بعض الأحيان وعمليات خطْف بين الحين والآخر وتقديم خدمات قتالية لا منطق فيها ولا خير يرتجى منها.

وفي هاتيْن المناسبتيْن الكريمتيْن وحيث إن أحوالنا في لبنان مسلمين ومسيحيين بلغت نتيجة صولات وجولات للقلة الممسكة بمقاليد الأمور عدم القدرة على التحمل، يجد كاتب مثل حالي نفسه يستحضر ما قاله النبيَّان الكريمان اللذان أرادهما الله سبحانه وتعالى وكل برسالته سراجاً يهدي عباده إلى سواء السبيل بدءاً بالإيمان المنزَّه عن التعصب وصولاً إلى التمسك بالأخلاقيات والتواضع ونبْذ الشر والطمع وقبل ذلك العنف وقتْل أو نحْر نفوس حرَّم الله قتْلها نحراً أو حرقاً أو تفجيراً داخل المساجد وفي الأحياء والأسواق.

وينطبق على أكثرية اللبنانيين المظلومين من قلة لا تقوم بالواجب الملقى عليها فلا تنظر هذه القلة الظالمة التي أعماها الجشع وعوائد السلطة عن النظر في أحوال الأكثرية التي تكاد شكواها تصل أحياناً إلى مرتبة الأنين، قول السيّد المسيح، الذي نعيش فرحة ذكرى ميلاده المجيد، لتلاميذه بعدما رأى الجموع فصعد إلى الجبل وقعد: «طوبى لفقراء النفوس، فإن لهم ملكوت السماوات . طوبى للودعاء فإنهم يرثون الأرض. طوبى للمحزونين فإنهم يُعزَّون. طوبى للجياع والعطاش إلى البرَ فإنهم يُشبعون. طوبى للرحماء فإنهم يُرحمون. طوبى لأطهار القلوب فإنهم يشاهدون الله. طوبى للساعين إلى السلام فإنهم أبناء الله يُدعون. طوبى للمضطَهدين على البر فإن لهم ملكوت السماوات. طوبى لكم إذا شتموكم وإضطهدوكم وإفتروا عليكم كل كذب من أجلي. إفرحوا وإبتهجوا إن أجرَكم في السماوات عظيم، هكذا إضطهدوا الأنبياء من قبْلكم...».

هذا ما أراد السيّد المسيح أن تسمعه الأكثرية المظلومة المضطهدة الجائعة الخائفة على مدار الساعة المصدومة من أولئك المتقاعسين عن أداء واجب ملء فراغ المنصب الأول رئاسة الجمهورية.

أما الذي خص به الأقلية فقوله لأفرادها:
«لكن الويل لكم أيها الأغنياء، فقد نلتم عزاءكم. الويل لكم أيها الشبَّاع الآن فسوف تجوعون. الويل لكم أيها الضاحكون الآن فسوف تحزنون وتبكون. الويل لكم إذا أثنى عليكم جميع النّاس فهكذا فعل آباؤهم بالأنبياء الكذَّابين...».

وأما الذي قاله الرسول العربي لكي يتأمل فيه المسلم حاكماً ومحكوماً وبذلك يتقي المسلمون في كافة أقطار الأمتيْن وبالذات في لبنان إستفحال ما هم مبتلون به، فإني أستحضر من هذه الأقوال خمسة هي بمثابة العبرة لمن يعتبر والسراج لمن هو بحاجة إلى أن يهتدي وإنشراح الصدر للأكثرية التي ضاقت صدور أفرادها من سوء تصرُّف بعض الأقلية. والأقوال - الحِكَم الخمسة هي: «إنكم لن تسَعوا النّاس بأموالكم ولكن يسًعُهم منكم بسْطُ الوجه وحُسْنُ الخلُق»، و«عليكم بالجماعة فإن الذئب إنما يصيب من الغنم الشاردة»، «إن رجالاً يتخوَّضون في مال بغير حق فلهُم النار يوم القيامة» و«لا تقاطعوا ولا تدابروا ولا تباغضوا ولا تَحاسدوا وكونوا عباد الله إخواناً» و«يسِّروا ولا تُعسِّروا وبشِّروا ولا تُنفرِّوا». وهذا القول الطيب برسم بعض إخواننا المسيحيين أيضاً.

أما لماذا بالذات هذه العبارات وكذلك أقوال السيّد المسيح فلأن المشهد اللبناني السياسي من حيث الجشع إلى حيث البغضاء إلى حيث إتساع رقعة العداوة إلى حيث تعقيد الأمور أمست من الصفات غير المستحَبة التي تزداد نمواً في لبنان.

وقانا الله منها وأبعدها عن مجتمعنا قبل حلول الميلاديْن المقبليْن بعد سنة.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة