بعد الاتصال الذي اجراه الرئيس سعد الحريري برئيس القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، لا بد من التوقف عند جملة من المسائل وفق ما رأتها مصادر قيادية تعمل على خطي 8 و14 اذار، ان الرئيس سعد الحريري اخطأ مراراً وتكراراً بحق فريقه وحلفائه، وما اخطأ به الحريري :
اولاً، عندما بدأ بالحوار مع العماد ميشال عون ولم يسأل هذا الفريق، الا انه واصل الحوار من باريس الى ان احتفل معه بعيد ميلاده.
ثانياً، عندما ذهب للحوار مع حزب الله ولقاء الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، ومن ثم الحوار مع حزب الله المستمر، والذي عندما بدأ يجد مواقف سياسية من بعض اقطاب 14 اذار مستهجنة، لا بل حتى من داخل نواب وشخصيات تيار المستقبل.
ثالثاً، ذهابه الى سوريا ولقاؤه الرئيس بشار الاسد على مدى ايام والمباحثات التي اجراها يومها مع الرئيس الاسد.
رابعاً، وليس اخيراً المبادرة التي اطلقها بما يعني رئيس الجمهورية ولقاءه معه وترشيحه لرئاسة الجمهورية وكانت المواقف المستنكرة لهذا الترشيح من وزراء ونواب المستقبل اولاً، ومن ثم كبار فريق 14 اذار.
كل المواقف التي اطلقها فريق 14 اذار بعد هذه الاحداث وغيرها لم تكن سهلة عليه تؤكد المصادر، الا انه تجاوزها، لكن ما لم يستطع تجاوزه ترشيحه للنائب سليمان فرنجية، اذ اعتبره فريقه في مجالسه الخاصة خيانة واضحة لكل فريق ومبادئ 14 اذار.
من هنا فأن الكلام السياسي الكبير في مجالس 14 اذار وصل الى حدّ التشكيك الكامل بخطوات سعد الحريري، من هنا نقل ان الدكتور سمير جعجع هنأ العماد ميشال عون على هذا الحليف المتمثل بالامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وقد قالها كبار كتاب ومثقفي فريق 14 اذار على الشاشات بهذا المعنى وغيره.
بالطبع القضية لا تتعلق بالنائب الوطني سليمان فرنجية في قضية ترشيحه، اذ انه ابن الخط العروبي وابن المقاومة، القضية وفق 8 اذار تتعلق بالحريري نفسه الذي يريد العودة الى رئاسة الحكومة بأسرع ما يمكن والاسباب اقتصادية اكثر منها سياسية، واشارت الى ان خطوات سعد الحريري، مع فريقه السياسي، شكلت صدمات متتالية، ما جعل المستقلين في 14 اذار، يفكرون كثيراً في الخطوات التي يتخذها الحريري في حال حصلت توافقات اقليمية ودولية، اي ايرانية - سعودية، وايرانية - اميركية حول اليمن ولبنان، خصوصاً بما يتعلق بقضايا كبرى في هذه الساحات، وهذه التطورات هي جزء من ارتباطات الحريري الاقليمية، كون طرح فرنجية لم يكن الا بعد موافقة مباشرة من قيادة السعودية وكذلك الامر بما يتعلق بلقاء الرئيس الاسد ومن ثم الحوار مع العماد عون ولقاء السيد نصرالله والحوار المتواصل مع حزب الله .
في حقيقة الامر، على فريق 14 اذار تضيف المصادر في 8 اذار ان يتقبل هذه الامور بكل رحابة صدر، اولاً نتيجة الاشتباك الاقليمي، وثانياً لأن الفتنة المتحركة في المنطقة تصيب المسيحيين كما كل المسلمين، كما ان عليه وفق اوساط «عاقلة» في «المستقبل ان لا يتوقف عند هذه المبادرات الجريئة، بل ان يتماهى معها، لأن التجربة اللبنانية المتواصلة منذ عقود اثبتت بقوة ان لا خيارات منفردة وان لا امكانية للانتصارات الاساسية الحاسمة في لبنان.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News