مختارات

الثلاثاء 29 كانون الأول 2015 - 07:06 الديار

الشبح...الدجّال...النبي

placeholder

انه الوالي العثماني على دمشق...

الذي اقسم في اسطنبول، وكان يتباهى بين رجاله، بأنه سيجر حصان رجب طيب اردوغان بيده وهو يطوف في ارجاء المدينة. لاحقا يعيد المشانق الى ساحة المرجة للاقتصاص ممن مضى في طريق الضلالة...

اذاً، مات زاهر علوش، الشرس، والنزق، وعاشق الجثث الذي كان يجمع في شخصه بين الهرطقة السياسية و الهرطقة الدينية. دون اي مغالاة هو رجل الحثالة، وقائد الحثالة، الذي لا يفقه من الاسلام، وجيش الاسلام، سوى صناعة الدم. حين كان يتفقه كان يوحي لمقاتليه بأنه...صنيعة الله.

ابو همام ( البقال) بعده بكثير. ولطالما كان مفتونا بخطبه الساذجة، وبنبرته العصبية، وحيث الكلمات زخات من الرصاص العشوائي الذي يصيب من يصيب ويقتل من يقتل...
لا ندري ما اذا كان الرصد الالكتروني، او الاختراق الاستخباراتي، هو الذي حدد مكان تواجده مع هيئة اركانه. لكن ما حصل كان ضربة هائلة للذين دفعوا اليه الاموال الطائلة، وكانوا يمدونه بالمرتزقة، للدخول الى قلب دمشق.

وجه آخر... ابو محمد الجولاني الذي اذ يفتقد الكاريزما، يتضاحك قادة الفصائل حول شخصيته الباهتة و المتراقصة. يغفو وهو عميل للاستخبارات التركية ويستفيق وهو عميل للاستخبارات الاسرائيلية، دون ان يتمكن من ان يضطلع بدور القائد الذي يحدد اهدافه بدقة. قيل ان العرابين العرب والاقليميين هم الذين جعلوا الجولاني رجل المواقف الضائعة والخطى الضائعة...

ايديولوجيا، لا يعرف ما اذا كان اقرب الى عقل ابي بكر البغدادي ام الى عقل ايمن الظواهري. تائه في الصحراء، و يجري تركيبه كبديل عاقل وعقلاني لتنظيم الدولة الاسلامية. حتى في لبنان، ولاسباب معلومة، يتذرع بعض الساسة بأن كل عناصر «جبهة النصرة» من السوريين. هي التي تضم لبنانيين و فلسطينيين واردنيين وصوماليين و ليبيين وتوانسة...


في كل الاحوال، ماذا يعني ان يكون مقاتلوها سوريين،وهي تنتقل بين يد واخرى، بين جهاز وآخر، وبأفكار هجينة وهمجية تتقاطع كليا مع ثقافة تورابورا واهل تورا بورا.

ايضا حركة «طالبان» كل افرادها من الافغان. يفقأون عيون اعدائهم، من بني قومهم طبعا، ويقطعون ايديهم، ومن كان من الاعيان يضعونه على كومة من الحطب. يتضاحكون «هذا رأفة بك حتى لا تتفاجأ بنار جهنم». هل يعني ذلك ان الحركة التي كما نعلم، استحدثت لحراسة انبوب الغاز الممتد من تركمانستان الى بلوشستان فالمحيط الهندي، في شمال افغانستان هي البديل المثالي للحكم؟ بوكوحرام نيجيرية ايضا. هذا غير كاف البتة للدفاع عن وجودها او عن صدقيتها.

الساحر يبقى ابو بكر البغدادي. الدمية، الشبح، العبقري، الدجال، النبي؟

كان المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية ريتشارد هيلمز يقول «قد تجدنا في الملعقة التي يتناول بها ليونيد بريجنيف الطعام». ذات يوم سأله لورنس سالزبرغر « ما اذا كنتم قد تمكنتم من تهريب عملائكم الى العالم الآخر؟». بالرغم من كل الامكانات الهائلة للاجهزة الاميركية لا معلومات عن مولانا الخليفة الذي لا يختبىء في الكهوف الافغانية، وحيث الاودية التي تبدو كما لو انها ماوراء العالم. انه في العراق، والارجح في الموصل، للاميركيين حساباتهم السريالية احيانا...

كيف تمكن ابراهيم عواد البدري من ان يستقطب اتباعا في اصقاع الارض، وهم جاهزون للقتل، وللانتحار، اخذا ببدع هي انعكاس للتأويل البربري للنص...

هنا الظاهرة. المسألة لا تتعلق بالتأثير الايديولوجي الذي قد يمتطي، احيانا، ظهر الرياح. هناك شبكات منظمة وتعمل بادارة مركزية وبجداول زمنية محددة، وفي ظروف معقدة للغاية. لا نعتقد ان ضباط الاستخبارات العراقية الذين التحقوا بالبغدادي هم من الفطنة وسعة الافق بحيث يضعون تلك الخطط الخارقة و ينفذونها في فرنسا، كما في اميركا، كما في روسيا.

اجهزة استخبارات عدة تعاملت مع تنظيم الدولة الاسلامية، ولاغراض تكتيكية، شقت امامه السبل، ودربت الخبراء، والقيادات الاستخباراتية. ما يبدو من شبكات التعبئة ان في اوروبا او في شمال افريقيا، وصولا الى شبه جزيرة سيناء، ان ثمة ادمغة تخطط بدقة، وان ثمة مقاتلين لا يحاربون مثلما يحارب الاخرون.

سؤال ساذج ان نقول «لماذا لم يتم توظيف التنظيم في القتال ضد اسرائيل؟». من صنعوه او من مدوا له يد العون، وزودوه بالمال والمتفجرات، لينفذ سنويا نحو 3000 عملية انتحارية في انحاء العراق، لا تعنيهم اسرائيل. الغاية هي الفوضى المبرمجة لكي تتفكك انظمة وتبقى انظمة..

الخليفة تجاوز الجميع. اين هو؟ اذا كان يخشى من الاغتيال، على الاقل يظهر ولو مرة ثانية، لكنه « النبي»، هذا ما يقوله جيل كيبل، والذي يفترض ان يبقى في غياهب الغيب ريثما يذهب الى...غياهب الغيب!

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة