مختارات

الثلاثاء 05 كانون الثاني 2016 - 07:32 الديار

طبول الحرب بين السعوديّة وإيران

placeholder

من يقرع طبول الحرب بين السعودية وايران؟ مرة اخرى، وليد جنبلاط، وسواء اتفقنا مع سياساته ام لم نتفق، قال هذه بداية الزلزال. قبل اشهر غرد دنيس روس، عبر تويتر، ساخرا «قد يكون الله عاجزا عن لملمة كل تلك القبائل». بالحرف الواحد قال...انها بداية الزلزال!

اعتدنا على ان نلقي بتبعة كل المصائب التي تقع بيننا على الولايات المتحدة، لكننا واثقون من ان الاميركيين الذين بدأوا الحديث، ومنذ ربع قرن، عن اعادة هيكلة الخرائط، هم من يلعبون بنا الان، دون ان نصغي الى قول اوبير فيدرين بأن واشنطن لا تنظر الينا سوى اننا» مخلوقات مصطنعة مثل مخلوقات والت ديزني».

شيء ما حدث وراء الستار. السعوديون علّقوا الهدنة في اليمن وراحوا يقصفون صنعاء بعدما توقفت محادثات جنيف في ظروف غامضة، ثم قطعوا، بالسيف، رأس الشيخ نمر النمر، ليتزامن ذلك مع اعلان مجلس للتعاون الاستراتيجي بين المملكة وتركيا...

الثابت ان الاميركيين يتولون ادارة الخيوط. ليسوا، في اي حال، مع اقفال باب جهنم. الاتراك يعتبرون انهم هم من يقطفون ثمار اي حرب هائلة، حرب بالصواريخ، بين الرياض وطهران. الاسرائيليون الموجودون في كل مكان إما لاعبون او شركاء في كل ما يجري. لم يتوقفوا يوما على الرهان ان يكونوا ورثة الشرق الاوسط...

ذات يوم اتصل يفغيني بريما كوف بصدام حسين، سائلا عن سبب اعدام محمد باقر الصدر، مع ان الرجل يقاتل بنظرياته لا بدباباته. اجابه «عندنا في العراق مثل يقول... قُصّ راس اقطع خبر». هل من الممكن توقع اسدال الستار على اعدام النمر ام ان التداعيات ستنحو كارثيا لان ثمة من يرى ان العملية لم تنفذ بخلفيات قانونية و«شرعية» (باعتبار ان هذه شريعة الله كما قال مفتي المملكة) وانما بخلفيات سياسية واستراتيجية، وفي السياق الذي يأخذه الصراع؟ ولكن أليس هناك من يسأل: من نصّب ايران وصية على شيعة العالم؟ ثم ألا يثبت موقفها انها تنظر الى الشيعة العرب كجاليات هجينة في بلدانهم؟

لعل ما يتردد في بعض الاروقة السياسية الخليجية يكشف شيئا عن جبل النار، هنا لا مكان لجبل الجليد. الغضب لدى الرياض بلغ ذروته لدى مصرع زهران علوش الذي كان يعدّ ليكون زعيم المعارضة في سوريا، وبالتالي هو من يشق طريقه عبر المفاوضات، او عبر المعارك، الى قصر الشعب.

ويقال ايضا ان ثمة شيئا ما كان يجري وراء الستار، بوساطة جزائرية، كأن يسهل الايرانيون دخول الدبابات السعودية الى تعز، كتمهيد للدخول الى صنعاء، لما تمثله تعز من «ثقل نوعي» في الخارطة السياسية والاقتصادية و الثقافية(والاستراتيجية) لليمن.

بعبارة اخرى ان يترك الايرانيون اليمن للسعوديين دون اي شراكة من اي جهة كانت. الوساطة تعثرت، وبدا ان الدخول الى تعز بات، على المستوى العسكري، اكثر تعقيدا، وبعد نحو شهرين من الغارات المكثفة، والتي استخدمت فيها قنابل و صواريخ، متطورة جدا ضد مواقع الحوثيين في التلال والاودية المحيطة بالمدينة. قيل ان الايرانيين يريدون للسعوديين ان يغرقوا اكثر فأكثر في المتاهة اليمنية..


وبغض النظر عن دقة هذه المعلومات، لا بد من البحث عن خلفيات اقامة مجلس التعاون الاستراتيجي بين المملكة وتركيا في هذا الوقت بالذات، في حين ان باحثين سعوديين راحوا يبررون عدم اقامة مثل هذا المجلس مع مصر، وهي الدولة العربية التي لا يمكن لها التفريط لا بمصالح المملكة ولا بمصالح اي دولة عربية اخرى، بالقول ان مصر مربكة، ومواقفها شديدة الالتباس.

أليست تركيا التي تعبث بنا، تواجه ازمة بنيوية بعدما راح الحريق الكردي،ان في الداخل او عبر الشريط السوري، يهدد أسس الدول التي اقامها «الذئب الاغبر» مصطفى كمال اتاتورك؟

لم يعد خفيا على احد ان المصريين الذين كانوا يعارضون الدخول السعودي الى اليمن، وما ادراك ما اليمن، حذروا من المضي في الصراع لانه لن يبقى حجرا على حجر في المنطقة. لدى الاستخبارات المصرية ما يكفي من المعلومات حول ما يحققه تنظيم «القاعدة» على الارض إن في أبين حيث سيطر على مدينتي زنجبار و جعار، او في حضرموت التي اصبحت عاصمتها المكلاّ في قبضة التنظيم الذي اخترق، مع» داعش»، جامعة عدن فأقفلت ابوابها...

في الاروقة الخليجية تساؤلات ومخاوف: من الاكثر خطراً على المملكة آية الله علي خامينيئي ام الخليفة ابو بكر البغدادي؟

يعلم السعوديون انه مهما لعب الايرانيون جيوبوليتيكيا فهم في لحظة ما يلتزمون قواعد اللعبة. لهم اهتماماتهم الداخلية التي لا تحصى، فيما يقال في الاروقة إياها ان «داعش» في كل جدار من جدران المملكة، وفي كل اللحى التي تستعد للحظة الكبرى...

هو تنظيم الدولة الاسلامية الذي لا يخفى على احد كيف تم تركيبه في العراق، بتواطؤ بين الاستخبارات التركية واستخبارات عربية، لارساء توازن للقوى مع الشيعة هناك. كان خطأ فادحاً الرهان على ذاك الطراز من الضباع...

حتما من مصلحة الرياض ان تتفاهم مع طهران، حول اليمن وحول سوريا، وحول العراق، لان الخيار العسكري الذي يرتطم بأكثر من حائط هو خيار انتحاري بعدما تبدى ان لعبة الامم تتخطى بكثير لعبة القبائل...

الخليفة هو من سيمسك باليمن، لا السعوديون ولا الايرانيون، اذا ما استمرت اوديسه الحطام، حتى ولو وصلت الدبابات الى صنعاء والى صعدة وتسلقت جبال مران، كما هدد، وبلغة الدمية، عبد ربه منصور هادي.

ندرك ان اي تفاعلات داخلية في السعودية ستأتي بـ«داعش»، حتى ولو عبر المؤسسة العسكرية. واذ بات جليا ان اي وصاية سياسية او مذهبية اقليمية كانت ام دولية ليست، في اي حال، لمصلحة العرب، نقول هذا ليس وقت الغضب، ولا وقت الحقد، بل وقت العقل، والا الانتحار. ليست طبول الحرب بل... طبول الانتحار!

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة