حزب الله يقطع "وان واي تيكت" للحريري ناسفا المبادرة الرئاسية من أساسها
عملية مزارع شبعا تفسح المجال أمام اتصالات التهدئة في "ملف النمر"
ليبانون ديبايت - ميشال نصر
قبل أن تنجح الوساطات في تبريد الحرب الكلامية الداخلية،على خلفية التأزم السعودي – الايراني، قفز الى الواجهة الوضع جنوبا، مع تنفيذ حزب الله لعملية نوعية في عمق مزارع شبعا، اعتبرها الكثيرون ردا على تصفية القنطار.عملية وان جاءت متوقعة في حدودها الجغرافية والزمنية، ومدروسة في الحجم، متناسبة مع الاوضاع الاقليمية والدولية، الا انها سجلت نجاحا للحزب في اختراق الاجراءات الاسرائيلية الامنية والتقنية المعقدة وأعلى درجات الاستنفار والجهوزية من الناقورة الى الجولان.
فالحرفية في التنفيذ تخطت في اهميتها عدد القتلى والجرحى والآليات المدمرة، لتوجه رسالة حول قدرة الحزب على الرصد وجمع المعلومات الاستخبارية بشكل سريع والتعامل معها حيث يتوقف المحللون العسكريون عند نقاط عدة أبرزها: المستوى المتقدم الذي بلغه سلاح الهندسة لجهة تصنيع العبوات وتمويهها رغم التقنيات التي يستخدمها الجيش الاسرائيلي، نجاح خلية التنفيذ في الانسحاب بسرعة من المكان والعودة الى قواعدها رغم غزارة القصف المدفعي والتحليق الكثيف للطيران الاسرائيلي، خاصة أن المعلومات المتوافرة تحدثت عن تخفي المنفذين لايام في المكان مستغلين الطبيعة الجغرافية وسوء الاحوال الجوية مستهدفين أول دورية تخرج منذ أسبوعين، عدم حصول اي اشتباك او اطلاق نار خفيف او متوسط بين الطرفين، ما يوحي بان العملية نفذت من مكان بعيد نسبيا.
واذا كان من الصعب الخوض حاليا في أي تكهنات قد تأتي متسرعة في انتظار مزيد من المستجدات ، أشارت مصادر سياسية متابعة الى أن حزب الله وجه ضربته وفقا لتوقيته المحلي والاقليمي الدقيق، اذ جاءت هذه العملية لتحيد الانظار عن "أزمة النمر"، بعدما بلغ التصعيد الكلامي الداخلي ذروته مهددا بانفلات الوضع في الشارع على خلفية التعبئة التي سببها خطاب السيد نصر الله الاحد، مؤكدة أن الاتصالات الجارية على أكثر من صعيد سياسي وأمني، والتي يتولاها كل من رئيس مجلس النواب ومدير عام الامن العام انطلاقا من أن لا مصلحة حاليا بالذهاب الى مواجهة مفتوحة نظرا لكلفتها الباهظة على لبنان والتي لا قدرة له على تحملها اقتصاديا، أمنيا وعسكريا،في لحظة تأزم اقليمي قد ينسف جوهر الحرب ضد "داعش" مسقطا كل التسويات المحتملة لازمات المنطقة.
فأضرار العاصفة الاقليمية التي وصلت الى لبنان لم تعد خافية، وأكثرها وضوحا انهيار مساعي التسوية السياسية لانتخاب رئيس جديد وصعود مستوى التشنج السياسي الذي بلغ حدودا مرتفعة، مع اعدام رئيس كتلة الوفاء للمقاومة لجثة المبادرة الرئاسية المجمدة منذ ما قبل الاعياد، في ثاني موقف للحزب بعد تصريح بكركي، موجها رسالة واضحة للرئيس الحريري الغير مرحب به كونه وكيل عائلة خليجية ولمصالح السياسات الغربية، قاطعا له "وان واي تيكت" ، معتبرا أن التسوية المطروحة هدفها اخضاع البلد للملكة العربية السعودية والدول الكبرى، غامزا من قناة الصلاحيات بعيدا عن الاسم والشخص.
سوداوية المشهد تلك، عززت الاتصالات للحد من انعكاسات التوترات الإقليمية مركزة على إبقاء الحوار بين تيار المستقبل و"حزب الله" في سياقه الطبيعي، باعتباره المظلة الداخلية الوحيدة لضمان الاستقرار،رغم وصف مصادر بيت الوسط كلام نصر الله "بالتحريضي الفتنوي والخطير"، مع اقرارها بأن الصوت العالي لن يقطع "شعرة معاوية الحوارية".
محصلة كل ذلك مزيد من التوتر على الحدود، مع عدم اعتبار بيان حزب الله العملية ردا على اغتيال القنطار ما يعني أن الرد لن يقتصر على خطوة الأمس، والخوف في الداخل في حال انفجار الحوار السني-الشيعي وتأجيل الاستحقاق الرئاسي، فيما ارتسمت علامات الاستفهام حول الحاجة الوطنية لتفعيل عمل الحكومة، مع اطلاق الوزير حرب من السراي "اما تفعيل المؤسسات أو اطلاق رصاصة الرحمة على الحكومة.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News