المحلية

placeholder

المحرر السياسي

ليبانون ديبايت
الثلاثاء 21 تشرين الأول 2025 - 07:15 ليبانون ديبايت
placeholder

المحرر السياسي

ليبانون ديبايت

هذا ما أشعل غضب برّاك!

هذا ما أشعل غضب برّاك!

"ليبانون ديبايت" – المحرّر السياسي


لم يخرج موقف السفير الأميركي توم برّاك عن مسار التهديد الذي اعتمده منذ أسابيع بعد انقطاع زياراته إلى لبنان وجولاته المكوكية بين لبنان وإسرائيل، وتجاوزت رسائله التهويلية للبنان و"حزب الله" الحدود اللبنانية إلى دول المنطقة، وفي مقدمها إيران مع اقتراب استحقاقٍ أممي نهاية تشرين الأول الجاري.


صحيح أن السفير برّاك ما زال يُمعِن في رفع سقف خطابه الموجّه إلى الحزب، إلاّ أنه يصوِّب هذه المرة ومجدداً على لبنان الرسمي، في سياق الطرح المتعلّق بالمفاوضات مع إسرائيل بهدف التوصل إلى الإلتحاق بمسارات التفاهمات التي ترعاها واشنطن في المنطقة، بدءاً من غزة وصولاً إلى سوريا مروراً بلبنان.


وإذا كانت المعطيات الدبلوماسية تربط ما بين موعد عودة العقوبات الدولية على إيران، وما بين التصعيد الأميركي، وضمناً الإسرائيلي، فإن تهديد برّاك بالحرب مجدّداً يقرع طبول الحرب في لبنان، كما في إيران، وذلك على الرغم من أن لبنان اتخذ القرارات المعنية بحصرية السلاح، كما تقول الأوساط، إنما في المقابل، فإن برّاك قال إن الإتفاق الذي أوقف الحرب في 27 تشرين الثاني الماضي لم يعد صالحاً، ودعا لبنان إلى الدخول في مفاوضات مع إسرائيل لصياغة تفاهم جديد.


يواصل برّاك التعاطي بالملف اللبناني، رغم أن هذا الملف ينتقل خلال أيام إلى عهدة سفير الولايات المتحدة الأميركية في بيروت ميشال عيسى، فيما تتولى موفدة واشنطن مورغان أورتيغاس التواصل مع لجنة "الميكانيسم"، وتحصر مهامها في لبنان بالسياق الأمني والعسكري.


أوساط دبلوماسية مواكبة، تكشف ل"ليبانون ديبايت"، أن المسعى الأميركي ركّز منذ اللحظة الأولى التي تلت وقف العمليات العدائية، أو وقف إطلاق النار في تشرين الثاني الماضي، على إطلاق مسارٍ تفاوضي مع إسرائيل سواء بشكلٍ مباشر أو غير مباشر بوساطة أميركية.


لكن المطروح في هذا المسار، كما توضح الأوساط الدبلوماسية، هو المحادثات الأمنية فقط، التي تصبّ في مصلحة الشروط الإسرائيلية المبنيّة على نتائج الحرب الأخيرة، وليس أي محادثاتٍ تقترب من أي تجربة سابقة، وخصوصاً محادثات الترسيم البحري التي تولاها آموس هوكستين، ودامت سنوات حتى نجحت في تحقيق خرقٍ دبلوماسي أدى لاتفاقية الترسيم التي أقرّتها حكومة الرئيس نجيب ميقاتي السابقة.


وعليه، يبدو جلياً أن اتفاقية غزة أطلقت ضغطاً دبلوماسياً أميركياً على لبنان، ووضعت المسؤولين فيه بين خيارين لا ثالث لهما، الأول هو الموافقة على محادثات أمنية مباشرة مع إسرائيل من دون أي شروط مسبقة، والثاني ترك الباب مفتوحاً أمام بنيامين نتنياهو لمعاودة ضرباته والتمادي في اعتداءاته ضد لبنان.


في المقابل، فإن واقعاً عسكرياً جديداً قد تكوّن على الساحة اللبنانية، كما تشير الأوساط، التي توضح أن الجيش قد أنهى تسلّم منطقة جنوب الليطاني من الناحية العسكرية، فيما يُعلن مسؤولون في "حزب الله" عن إعادة بناء قدراته وكوادره وقياداته الجديدة، إنما بعيداً عن مراقبة المسيّرات الإسرائيلية التي لم تغب في الساعات الماضية عن أجواء العاصمة بيروت والضواحي، حتى أنها حلّقت على علو منخفض للمرة الأولى، وهو ما لاحظه الآلاف من المواطنين الذين انشغلوا بهذه العملية اللافتة.


الإيجابية التي تحقّقت اليوم، هي الإجماع اللبناني على رفض التفاوض المباشر رغم كل الإنقسامات السياسية المتصلة باستحقاقات الداخل، حيث تتحدث الأوساط الدبلوماسية، عن مشاورات مكثفة بين الرؤساء الثلاثة حول مسألة التفاوض غير المباشر، أنتجت قراراّ رئاسياً بالتفاوض غير المباشر على غرار مفاوضات الترسيم البحري، وهذا ما "أشعل" غضب برّاك ودفعه إلى التلويح ب"مواجهة كبرى"، إنما ليس في لبنان كما اعتقد كثيرون، بل في إيران.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة