أمن وقضاء

الثلاثاء 12 كانون الثاني 2016 - 07:46 الأخبار

موقوف يسأل: لماذا لا توقفون الرافعي والمصري وبارودي؟

موقوف يسأل: لماذا لا توقفون الرافعي والمصري وبارودي؟

جُرم الموقوف السوري محمد الحمصي الملقّب بـ «أبو عمر» يُشبه جرائم كُثُر يحاكمون أمام المحكمة العسكرية، لكنّ جرأة الحمصي لم تتحلَّ بها سوى قلة من الموقوفين الذين يمثلون أمام المحكمة. نظر الموقوف مباشرة إلى رئيس «العسكرية» العميد خليل إبراهيم، ثم توجّه إلى ممثل النيابة العامة القاضي فادي عقيقي، قائلاً: «ليش ما بتوقّفوا المشايخ؟

الشيخ سالم الرافعي والشيخ زكريا المصري والشيخ بلال بارودي بحمّسوا الشباب وبوزّعوا سلاح ومصاري.. منجي منتوقّف نحن وهنّي بيقعدوا على جنب ما حدا بقرّب عليهن». فعلّق رئيس المحكمة بأن هذا الكلام ذكره أكثر من موقوف، لكنّ القاضي عقيقي طلب تدوينه، مستفسراً من الموقوف غالي حدّارة (الشاب الذي ظهر في الفيديو إلى جانب الفنّان التائب فضل شاكر مفاخراً بقتل «فطيستين» للجيش)، الذي استُمع إلى إفادته كشاهد في قضية الحمصي التي يُحاكم فيها بتهم «تشكيل عصابة مسلّحة، والسعي إلى احتلال بلدات في الضنية ومحاربة الجيش وقتل عناصره وحض الآخرين على الانشقاق»، عن صحة ما ذكره الحمصي، فردّ مؤكداً كلامه.

وأضاف قائلاً: «هول المشايخ كانوا يدفعوا ٣٠٠ دولار أو ٥٠٠ ألف ليرة للشب». سرد حدّارة والحمصي حكاية انتقالهم إلى الضنية والتحاقهم بمجموعة أحد قياديي تنظيم «الدولة الإسلامية» في الشمال الشيخ أحمد سليم ميقاتي المشهور بـ«أبو الهدى ميقاتي». وذكر المتهم الحمصي أن حدارة هو من اصطحبه إلى الضنية، «بعد تداول معلومات عن تحضّر حزب الله لاجتياح جرود الضنية بعد انتشار عناصره على الحدود». وذكر أنّ المسؤول العسكري لدى ميقاتي المطلوب «أبو عمر كسحة» أبلغهم بذلك، مشيراً إلى أنّه ترافق مع حدارة وفادي جبارة إلى بخعون حيث مكثوا في منزل شادي جبارة، ثم انتقلوا إلى منزل أبو الهدى ميقاتي بعد تنقلهم بين بقاعصفرين وبخعون وعاصون. وذكر المتهمان أنّهما كانا في الشقة ضمن مجموعة من خمسة أشخاص، بينهم عسكريان منشقان يلقبان بـ «أبو بلال» و «أبو عبيدة»، والتحق بهم ستة شبان سوريين في تلك الليلة. ثم أحضر فادي جبارة تسعة بنادق حربية وقواذف أر بي جي وحشوات متفجرة.

استمر الشاهد حدارة بإنكار معرفته بميقاتي أو علمه بأنّ كسحة كان مسؤولاً عسكرياً لديه. ولمّا كان يُسأل عن سبب ذهابه إلى الضنية كان يُجيب: «قلنا نستفيد مثل ما كنّا نستفيد من باقي المشايخ». لكن العميد إبراهيم واجهه أكثر من مرة، ولا سيما عندما ذكر أنّه تلقى اتصالاً من أبو مصعب البقّار، شقيق بلال البقّار الذي اعترف لدى فرع المعلومات بأنّه أمير تنظيم «الدولة الإسلامية» في طرابلس، أبلغه فيه أنّ «أبو الهدى اعتُقل». إذ علّق رئيس المحكمة قائلاً: «بما أنّك لا تعرفه، لماذا سيتصلون بك لإبلاغك بأنّه اعتقل؟ ما شأنك أنت؟». وواجهه العميد بما قد ورد في إفادة الحمصي بشأن أنّه ذهب مع حدارة لاحقاً إلى مسجد عبدالله بن مسعود حيث تحدّثا عن مخطط أبو الهدى بشأن احتلال الضنية والانتقال بعدها إلى طرابلس. فردّ قائلاً: «نعم ذهبت إلى المسجد والتقيت شادي المولوي وأبو عمر منصور وعرّفاني بطارق خياط، لكن لم نتحدث عن مخطط أبو الهدى». وقد طلبت النيابة العامة ضمّ الملف إلى ملف المتهم أبو الهدى الميقاتي لتلازم الوقائع الجرمية في الملفين لتُرجأ الجلسة إلى ٢١ آذار المقبل.

أعقب هذه الجلسة، مثول المتهم السوري محمد برو بجرم الانتماء إلى جبهة النصرة. استجوب رئيس المحكمة برو الذي نفى ما أُسند إليه، متهماً شاباً على عداوة معه يدعى عبد القادر مامية، بتحرير تقرير كيدي بحقه أدى إلى توقيفه. وادعى المتهم أنه عُلِّق وعُذِّب في وزارة الدفاع لأنه أضرب عن الطعام احتجاجاً، طالباً من النيابة العامة نقله من سجن الريحانية، لكن القاضي عقيقي ردّ بأن ذلك من اختصاص وزارة الدفاع. ثم ذكر المتهم أنّ مامية موقوف في سجن زحلة لتُرجأ الجلسة إلى ٢١ آذار للاستماع إلى شهادته. وفي ملفات الإرهاب أيضاً، أصدرت المحكمة العسكرية حكمها في قضية يحاكَم فيها المتهمون سليمان الدامرجي وسيف الدين إسبر ووائل مثلج ومحمد الدوخي لتقضي بسجن المتهمين الثلاثة الأوائل خمس سنوات، فيما حكمت بالسجن المؤبد غيابياً بحق الدوخي. وأعاد العميد إبراهيم استجواب المتهمين، ليُحضر متهماً في قضية أُخرى بصفة شاهد، هو ملاذ عبد اللطيف أسعد، ابن أحد السجناء الذي خرج في صفقة التبادل مع جبهة النصرة.

وردّ ملاذ على سؤال إبراهيم عمّا يفعله أبوه لتطالب به «النصرة» قائلاً: «أبي معارض سوري ودكتور في العلوم السياسية». علماً بأن ملاذ، بحسب اعترافات سردها العميد إبراهيم، شارك في صناعة متفجرات برفقة خبير المتفجرات الشهير أحمد العموري الملقب بـ «أبو عبدو»، «انتقاماً لخطيبته» التي يتهم النظام السوري بقتلها. وتجدر الإشارة إلى أنّ المعلومات تُشير إلى أن العمّوري المذكور صنع صاروخاً جُرِّب في سوريا.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة