المحلية

placeholder

جيسيكا خضرا

ليبانون ديبايت
الأحد 24 كانون الثاني 2016 - 08:48 ليبانون ديبايت
placeholder

جيسيكا خضرا

ليبانون ديبايت

خدلك لقب والحقني

placeholder

ليبانون ديبايت - جيسيكا خضرا

أسطورة الغناء، حورية الرقص، النجم العملاق، المطرب الأسمر، شهريار الساحة، قمر الليالي، نجم النجوم، رائعة الخصر، جوهرة الطرب... "عد ولحقني" ألقاب مضحكة مبكية كُتِبَت بالأسود العريض قرب صور أصحابها. يافطات ملأت شوارع السهر، لكل مقهى أو ملهى أسطورة أو نجم "مارك ديبوزيه وهوم مايد". ألقاب تنافس بعضها وتتسابق، وما أكثر الظواهر والأساطير على رقعة ال 10452كلم2 حيث باتت الغالبية مشاريع نجوم. ففُقدت معايير الفن الراقي لصالح " العز للهز والصوت شنق حاله".

يكفي اليوم، "اذا المامي والجيران شافوكي موهوبة وعندك الطلة"، مثلا، ويرونك رشيقة، دلوعة، وهزة خصرك "بتهز جبال ورجال"، أن تصبحي راقصة، "كل رسمالها شقفة قماش متر بمتر"، و"تعربشي" عالطاولات بسهولة على أنغام الدربكّة و "تترقوصي" وتصنفي حسب اطباق الطاولة "باب اول او تاني او حتى تارسو"، فدعسة "صحن الحمص والبابا غنوج" غير "التخبيص" بطبق من "السومو فوميه والكافيار" والاحلى اذا صعد رجل السيغار وصاحبة كعب ال20سنتم يقاسموها الهزة والصحون.

فبالامس كنت "راقصة" في المعجم العربي ،اما اليوم فاصبحت "رقّاصة". الأولى تقدم لوحة راقية تعتمد على تحريك واستخدام جسدها بطريقة فنية صعبة تحتاج للكثير من التمارين والممارسة، بعكس الثانية المعتمدة على "هراقتها وطق حنكها وتوابعهما".

عفوا لقد نسينا انك اصبحت راقصة بعدما فشلت "ذبذبات صوتك" باختراق الآذان بسلاسة ،رغم كل الميكساج "متمول ولحن هشك بشك وعليهم، اصلا بعد تاني كاس مين لح يسمع او يقشع، كله بيمشي".

"رزق الله عا زمان الماضي" يعود. زمن الفن الاصيل والجميل حتى باغرائه، زمن ناديا جمال، سامية جمال، تحية كاريوكا، هويدا الهاشم، داني بسترس، أماني وناريمان عبود. زمن عمالقة من عيار صباح وفيروز، ما غيرت القاب الشحرورة وسفيرتنا الى النجوم من حقيقتهم شيئا، اناس ولم يطلقوا على أنفسهم الألقاب بل أُطلقت عليهم.

أما في الماضي, إلى الزمن الجميل, نلاحظ أن العمالقة استبدلوا أسمائهم بأسماء أخرى لدواعٍ فنية, نذكر منهم جانيت فغالي التي استبدلت بصباح, نهاد استبدلت بفيروز, ولم يطلقوا على أنفسهم الألقاب بل أُطلقت عليهم من الجماهير أو النقاد والمهتمين وأهل الفن أنفسهم تخليدا للفنان صاحب اللقب "لأنو ما حدا بيقول عن زيتاتو عكرين", فكانت عملية التلقيب تتم بشكلٍ جدي حيث يمنح كل فنان لقباً مناسباً له قد يكون طريف أو غريب وذلك يعتمد على شخصية الملقّب.

رغم أن زمن الفن الجميل كان يتضمن فنانات مثيرات وممثلات اعتمدن "الإغراء النظيف" الذي كان يتم بطريقةٍ جميلة وغير مبتذلة على غرار طروب وجاكلين، فان فن اليوم الهابط القائم على معايير الإغراء والإثارة، المقوّمات اللازمة والأساسية "لمونرو العرب" و"ملكة الاغراء" وما لف لفهم.

عيب والف عيب يا جماعة الخير فقد اصبح وطننا "مصيوط" بتصديره هذا النوع من الفن. وأن تصل الحال بفنانينا إلى تلقيب ومدح أنفسهم بالألقاب؟ انها المصيبة بنفسها.

"فيروس" لم يوفر احدا حتى رجال السياسة... "فالاستذة" "والمعالي" والسعادة" طغت على الاسماء. فكم من واحد "غطى سيئاته بسموات القابه"؟ اتعظوا يا قوم، اسماؤكم قبل ألقبكم... ان هي ذهبت هم ذهبوا.

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة