مختارات

الجمعة 29 كانون الثاني 2016 - 07:05 الديار

يا زياد الرحباني...!!

placeholder

ناظم حكمت سأل "يا الهي، الى اين يمضي بنا هذا القارب الذي بمائة شراع؟". حقا، الى اين تمضي بنا هذه الجمهورية التي بمائة شراع؟

لا نتصور ان عبقرية الساسة هي التي جعلتنا نعثر على قطعة الجليد التي نقف عليها الآن بين لعبة الحرائق ولعبة الزلازل. اسألوا زياد الرحباني الذي يلامس، بكلماته العارية، لا وعينا ماذ ينتظرنا، نحن السكارى، ونحن السذج، ونحن القهرمانات، في كرنفال الخرائط...

قبل ان نخوض الحرب ضد القمامة التي باتت ضيفة شرف على دورتنا الدموية، نحتاج الى زياد الرحباني ليقودنا في حربنا ضد التفاهة. هل يمكن لاي طبقة سياسية في العالم ان تكون على مثل هذا المستوى من التفاهة؟

ديبلوماسيون ومراسلون اجانب يستغربون كيف لشعب "استثنائي" ان يتعايش مع مهرجان القمامة. بلد قال فيه نزار قباني لكأنه رسم على زجاج القمر، كيف يقبل على رقصة الفالس مع الجرذان؟...

قيل لنا ان البطريرك مار بشارة بطرس الراعي دق ناقوس الخطر امام البابا فرنسيس الاول. اولئك الذين دعاهم الملك (القديس) لويس التاسع بـ"فرنسيي الشرق" تناسوا كليا طريق الجلجلة. الهيكل عاد ملاذا للعراب، وللمهرج، وحتى لقاطع الطرق. لاحظوا ما يحدث في السباق الى رئاسة الجمهورية. هكذا تجري عادة، المعارك بين قطاع الطرق...

ان يتقاطع رأي مطران بارز مع ديبلوماسي اوروبي. لا ميشال عون سيصل على حصان ابيض الى القصر الجمهوري ولا سليمان فرنجية سيصل. اسمان وضعا في الضوء لكي يحترقا. كل الذي يقال ببغائيا الان ثرثرة على قارعة القصر. تابعوا ما يحدث في سوريا، وحول سوريا، وتصوروا اي لبنان سيكون في المستقبل. هل حقا اننا سنتحسر، ذات يوم، على الوصاية السورية؟

ربما ابدى صاحب الغبطة خشيته امام الحبر الاعظم من ان لبنان الذي كاد يذوب في القضية الفلسطينية، والتوطين آت آت لا محالة، لا بد ان يذوب في القضية السورية. التوطين تحقق وانتهى الامر. لماذا، اذاً، لا يحق للنازحين السوريين ان يكونوا شركاء في صياغة قانون الانتخاب؟

المسرح السوري في اكثر اللحظات إثارة. هكذا تمكنت قاذفات السوخوي من ان تقفل الحدود التركية بعدما ظن رجب طيب اردوغان انه بات على قاب قوسين او ادنى من لقب "سلطان البرّين وخاقان البحرين". ادارة باراك اوباما ضاقت ذرعا باصرار الحلفاء على اسقاط بشار الاسد بصواريخ التوماهوك وتسليم مفاتيح دمشق الى المغول الجدد. الخلاص جاءها من الكرملين الذي يعرف كيف يزمجر في وجه السلطان، وقد استذكر كيف ان روسيا خاضت 18 حربا ضد تركيا وانتصرت فيها جميعا، وكيف يغازل الاخرين، احيانا بالقفازات الحديدية...

هذا لا يمنع الذين اعتادوا ان يقرعوا طبول الحرب ان يقرعوها ثانية. مولود شاويش اوغلو يهمس في اذن وزير خارجية عربي انه اذا ما فكر الروس بـ«اسقاط» حلب، فإن الدبابات التركية ستكون داخل المدينة خلال ساعات.

الاسرائيليون بدأوا يتحدثون علنا عن الحرب على غزة وعن الحرب على لبنان. ماذا يحدث في ذلك الجزء الغامض من المسرح؟

الروس يسخرون من "الشائعات"التركية. يؤكدون ان انقرة اخذت علما بأن حلب، ودمشق، واللاذقية، هي موسكو وبطرسبرغ. السلطان يريد الحرب. القيصر وراء الباب...
جون كيري قال للذين يعنيهم الامر "اتركوا امر سوريا لفلاديمير بوتين. هو وحده الذي يستطيع انفاذكم من تلك الحرب العبثية، بل والعدمية، في اليمن" ما يتردد وراء الضؤ ان وزير الخارجية الاميركي نقل الى الذين التقاهم ان عليهم تحصين انفسهم و"نحن معكم". لا شيء اخر. قال اذا استمرت الامور على ما هي عليه فإن حربا كبرى ستندلع حتما. لن يكون هناك نظام بمنأى عن الزلزال.

موسكو رفعت الصوت "الدولة الاسلامية ممنوعة في سوريا". الاستخبارات الروسية لم ترَ في زهران علوش، والان ابن عمه محمد مصطفى علوش، سوى ظل لابي بكر البغدادي. مفهومه للدولة الاسلامية لا يختلف البتة عن مفهوم الخليفة. اساليبه البربرية ايضا حين يضع الاسرى، والمدنيين، في اقفاص فوق سطوح الابنية منعا للغارات الجوية...

الروس يسخرون كثيرا من الذين يتحدثون عن الحداثة والديمقراطية في سوريا. من يدعون الى ذلك يريدون تحويل سوريا الى "محمية للارانب". دولة توتاليتارية وتسحق حتى اصحاب الصرخات العارية، والايدي العارية، الذين تظاهروا من اجل العدالة قبل ان يضع "الاخوان المسلمون" يدهم عليهم، ليضطلعوا بالدور القذر اياه ويبيعوا سوريا اما للسلطان او للحاخام او لعابري السبيل.

مثلما قال فلاديمير بوتين ان قواعد النظام العالمي الجديد تخرج من سوريا، كذلك قواعد النظام الاقليمي الذي لبنان جزء منه. اذاً، كفى الساسة ضحكا على ذقوننا. لا رئيس جمهورية الان في لبنان. ايضا لا مجال لتهريب الاستحقاق الرئاسي كما يروج البعض. الجمهورية التي بمائة شراع باتت بحاجة الى تسوية. من قالوا بالسلة المتكاملة يعلمون الى اين يمضي القارب الذي بمائة شراع...

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة