رأت مصادر في تيار "المستقبل" وأخرى وسطية، أن الجديد في كلامه هو تخليه عن سلة العناوين التي كان سابقاً ربط بها إنتخاب رئيس الجمهورية وتشمل قانون الانتخاب والحكومة ورئيسها. واتفقت مصادر الفريقين على القول إن الهدف من تخليه عن السلة هو إراحة العماد عون الذي لا تحبذ أوساطه رهن انتخابه بالسلة وتعتبر أنها تعيق مساعيه إلى إقناع الفرقاء بعد تبني رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع ترشيحه، خصوصاً أن "القوات" نفسها ترى أن الحزب بربطه المسألتين يضع العراقيل أمام إنتخاب الجنرال.
لكن غياب "الجديد" في كلام نصرالله لجهة أن أزمة الرئاسة مستمرة ومفتوحة الى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً، لم يمنع أوساط عدد من القوى السياسية من تسجيل جملة ملاحظات ما قاله، كالآتي:
إن أوساط "المستقبل" ترى أن نصرالله قلّل من أهمية مبادرة زعيمه رئيس الحكومة السابق سعد الحريري حين انتقد "الطريقة التي تمت فيها إدارة" الاتصالات بين الأخير ورئيس تيار "المردة "النائب سليمان فرنجية ، وحديثه عن أن تسريب "خبر" اللقاء بينهما قطع الطريق على أي حوار جدي بالشكل وأدى ما نقل عن مضمون الاجتماعات الى "التباسات طويلة عريضة، تركت آثاراً في قوى 8 آذار"، ومنها اتفاق فرنجية مع الحريري على أمور عدة (منها الاعتراض الضمني للحزب على اتفاق فرنجية مع الحريري على أن يرأس الحكومة في عهده).وإذ اتهم نصرالله "المستقبل" بأنه سرب نبأ لقاء فرنجية – الحريري، فإن أوساط "المستقبل" تتهم "حزب الله" بأنه وراء التسريب وهي تذكر بالاسم من قام بذلك، بهدف التخريب عليه.
وتقول أوساط "المستقبل" أن لا أحد في "14 آذار" كان على علم بلقاء باريس، وأن فرنجية لم يبلغ أحداً به من قوى "8 آذار" سوى الحزب.وبهذا المعنى كشف نصرالله أنه كان حذراً حيال مبادرة الحريري الى الانفتاح على فرنجية حين قال إنه أبلغ الأخير بعدم الإقدام على خطوة تقود الى خلافات في صفوف الحلفاء. كما أنه كشف أنه لم تكن في حساباته أن يذهب الحريري الى النهاية مع فرنجية ويكون صادقاً في دعم ترشيحه.
وتعتقد أوساط "المستقبل" بأن تأكيد نصرالله أن الحزب غير مربك أو محرج لا يعني أنه لم يخب ظنه بأن يؤدي ترشيح جعجع لعون الى سحب الحريري تأييده فرنجية، إذ إن الأخير تمسك باستمراره في المعركة الرئاسية، فيما تمسك الحريري بدعمه حتى بعد أن أخذ جعجع خياره. هذا فضلاً عن أن رئيس مجلس النواب نبيه بري بقي على ميله نحو تأييد فرنجية بعد خطوة جعجع ، وساعد "حزب الله" على تجنب الإحراج حين رد على جعجع باستبعاد ممارسة الحزب الضغوط عليه كي يتحول نحو تأييد عون.
إن نصرالله خاطب في كلمته جمهور العماد عون، وجمهور فرنجية وجمهوره هو لإزالة الانطباع بأن الحزب هو الذي يعيق وصول أي من الحليفين الى الرئاسة، بعد الانتقادات التي وجهت الى موقف الحزب من كل من أنصار القطبين المارونيين بأنه لا يحسم موقفه، أو أنه ينحاز الى هذا أو ذاك، فيما انقسم مناصرو الحزب على مواقع التوصل الاجتماعي بين من أيد الجنرال، ومن أيد رئيس "المردة"، فهو يهتم بالحفاظ على الحلفاء المسيحيين الى جانبه في هذه الظروف الإقليمية الحرجة، وفي ظل استمرار تدخله في سورية. ولذلك فإن تأكيد حقه في مقاطعة جلسات البرلمان سببه أنه لا يريد لمشهد إنقسام "8 آذار" أن يتكرس في أي جلسة نيابية، يكون فيها عون في جهة وفرنجية وبري في جهة أخرى، حتى لو لم يحصل انتخاب الرئيس، لأن هذا سينعكس على جمهور التحالف ككل وجمهور الحزب أيضاً.
إن نصرالله على رغم اعتداده "بأننا مرتاحون في وضعنا داخلياً وإقليمياً" وحديثه عن إيران القوة الإقليمية العظمى والأولى، "لم يحتمل ملاحظة من رئيس "اللقاء النيابي الديموقراطي" وليد جنبلاط ، (كما تقول مصادر مقربة من الأخير) اعتبر فيها أن الرئاسة في لبنان معطلة بفعل الموقف الإيراني، فاستخدم عبارات من نوع أن على المرء أن يعرف حجمه حين يتحدث عن إيران. “فهو يقول إن لا أحد معصوماً عن الخطأ، لكنه في الوقت نفسه يرفض الانتقاد السياسي ويتعاطى مع الآخرين على أنهم تلامذة مدرسة".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News