مخاطر تهدد أولمبياد "ريو دي جانيرو"

ربما لم يكد يتخلص العالم من آثار فيروس إيبولا القاتل بعد، حتى ظهر خطر جديد يهدد صحة الشعوب حول العالم بعد أن بدأ ينتشر في البرازيل فيروس جديد يعرف باسم فيروس زيكا، يتم تناقله عبر البعوض، ويضر بالأطفال الرضع في المقام الأول.

ومن بين التداعيات الكبرى التي تواجهها البرازيل نتيجة لذلك الفيروس هو قدرتها على استضافة دورة الألعاب الأولمبية في ريو دي جانيرو الصيف المقبل، خاصة مع تنامي المخاوف من الفيروس الذي تسبب في عدم اكتمال نمو رؤوس 4000 طفل رضيع.

والأدهى من ذلك هو أن الجهات الحكومية والأطباء المحترفين من كل مكان في العالم وجهوا تحذيراتهم للمشجعات وكذلك المشاركات اللواتي ما يزلن في سن الحمل من خطر السفر إلى البرازيل الآن خشية ما قد يحدث لأطفالهن الذين لم يولدوا بعد.

وبالفعل أعرب المسؤولون الروس والاستراليون عن تخوفهم مما قد يحدث للسيدات المشاركات في البطولة التي ستنطلق فعالياتها في شهر أغسطس المقبل، في الوقت الذي عرضت فيه بعض شركات الطيران حول العالم على السيدات الحوامل امكانية مقايضة أو استرداد قيمة تذاكرهن لتجنب السفر إلى المناطق المصابة، التي تعتبر البرازيل أكثرها سوءًا، وذلك بهدف الحد من مخاطر تعرضهن للإصابة.

وشددت في هذا السياق صحيفة الدايلي ميل البريطانية على أن عروض استرداد قيم التذاكر وتلك التحذيرات المتزايدة من السفر ستضع بلا شك مزيدا من الضغوط على بلاد تصارع بالفعل تحت وطأة مشكلات عدة من أجل التحضر للبطولة القادمة، خاصة بالنظر إلى البعوض الذي يوجد بكثرة في البرك، الأماكن الخالية والمظلمة بريو دي جانيرو.

هذا وينتقل الفيروس عن طريق بعوضة الزاعجة المصرية، التي تحمل أيضاً حمى الضنك والحمى الصفراء، واكتشف لأول مرة في إفريقيا في أربعينيات القرن الماضي، لكنه ينتشر الآن في أميركا اللاتينية. واكتشف فيروس زيكا أول مرة في القردة عام 1947 في غابات زيكا بأوغندا، وسجلت أول حالة إصابة بشرية في نيجيريا عام 1954. لكن البرازيل رصدت الحالات الأولى من الإصابة بالفيروس في مايو عام 2015، ومنذ ذلك الحين، أصيب بين 500 ألف و 1.5 مليون شخص بالفيروس في البرازيل حتى الآن وانتشر الفيروس بعد ذلك في أكثر من 20 دولة في المنطقة.