اقليمي ودولي

عربي21
الثلاثاء 16 شباط 2016 - 20:28 عربي21
عربي21

كيف يستقطب "داعش" المهندسين والأطباء؟

placeholder

نشرت صحيفة لوفيغارو الفرنسية تقريرا حول نجاح تنظيم الدولة في استقطاب عدد كبير من الكفاءات العليا من جميع أنحاء العالم، بهدف تعويض نقص الموارد البشرية والمساهمة في بناء "دولته"، بعد أن نجح هذا التنظيم في استقطابهم بإغراءات دينية ومادية.

وقالت الصحيفة، إن المنضمين لصفوف تنظيم الدولة ليسوا فقط من المقاتلين والانتحاريين، بل يوجد بينهم أطباء ومهندسون ومختصون في الكمبيوتر وطلبة، اختاروا الانضمام إلى هذا التنظيم، استجابة للنداءات التي أطلقها عبر منصاته الدعائية، حيث إن أبي بكر البغدادي في أول خطاب له من حزيران 2014، دعا العلماء والخبراء إلى الالتحاق بتنظيمه، للمساعدة على "بناء دولة الخلافة".

وذكرت الصحيفة أن تنظيم الدولة، في سبيل إنجاح مشروعه وبناء دولته، يجتذب كل أصحاب الاختصاصات الدقيقة، على غرار الأطباء من أجل معالجة المقاتلين الجرحى، والمهندسين لتشغيل محطات تكرير النفط وتصنيع المتفجرات، والصحفيين وخبراء الاتصال من أجل نشر دعاية التنظيم، والموظفين الإداريين من أًصحاب الخبرة لضمان فعالية إدارة شؤون هذا التنظيم.

وأشارت الصحيفة إلى أن السنوات الأربع التي تلت اندلاع الحرب في سوريا وظهور تنظيم الدولة، شهدت هروبا جماعيا لأصحاب الشهادات العليا في سوريا والعراق، وهو ما يعبر عنه بهجرة الأدمغة. ونقلت عن الباحث الفرنسي المتخصص في الشؤون الإسلامية، رومان كايي، قوله: "إن إحصاءات منظمة الصحة العالمية تشير إلى أن نصف أطباء مدينة حمص غادروا البلاد بسبب الحرب".

وقالت الصحيفة إن تنظيم الدولة من أجل تعويض هذا الفراغ، أطلق حملة ضخمة لاستقطاب الاختصاصات التي يحتاجها، عبر مواقع التواصل الاجتماعي وبنشر مقاطع الفيديو والصور التي تتباهى بجودة التجهيزات الطبية والجامعات التي يملكها التنظيم، ما دفع بطبيب أسترالي يدعى طارق خمله كان يعمل في مستشفى في مدينة أديلايد، للانضمام إليه في نيسان/ أبريل 2015، بل وساهم هو أيضا في نشر الدعايات، حيث ظهر في أحد مقاطع الفيديو يقول: "عندما وصلت إلى هنا شعرت بفرح غامر، لقد كان علي أن آتي منذ وقت طويل".

ولفتت الصحيفة إلى أن مهارات النساء أيضا مطلوبة لدى التنظيم، حيث إن عدة نساء حاصلات على شهادات الدكتوراة أو الماجستير في اختصاصات عديدة، يضطلعن بوظائف هامة في إدارة التنظيم.

وقالت الصحيفة إن الأسباب التي تدفع الشباب لاتخاذ هذا الخيار الغريب، تتعدد بحسب ظروف كل شخص، حيث إن بعضهم يذهبون لأنهم لم يجدوا عملا في بلدانهم الأصلية، بعد أن يقنعهم التنظيم بأنهم إذا هاجروا نحوه سوف يحصلون على أجور جيدة، إذ إن الخبراء في مجال الإعلام قد تصل أجورهم إلى 7 آلاف دولار شهريا.

ونقلت الصحيفة عن الباحث الفرنسي ماثيو غيدار، قوله: "لقد نجح أبو بكر البغدادي في تسويق خطاب عالمي مختلف وجديد، استقطب كل الشباب الذين يشعرون بخيبة أمل تجاه الأنظمة القائمة، وعدم الرضا عن ظروف معيشتهم، في ظل الفراغ الإيديولوجي وفشل المشاريع السياسية في بلدانهم الأًصلية".

وفي الختام؛ قالت الصحيفة إن تنظيم الدولة كان على وعي تام بأن استقطاب هذه الأدمغة يمثل مسألة بقاء بالنسبة له، حيث إنه بالإضافة إلى قدراته العسكرية، يعلم أن استمراره مرتبط بوجود أفكار ومهارات متطورة من أجل مواجهة كل القوى التي تقف ضده.

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة