داخل "8 آذار".. كلام: "علينا ان نقرأ جيدا لماذا عاد الحريري"!

هذا ما حصل: بعد منتصف النهار بقليل، نقل الى الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله قول الرئيس سعد الحريري “علينا ألا نقول ان الحزب لا يريد إنتخاب رئيس للجمهورية، فالحزب في رأيي يستمهل ويأخذ وقته”.

للتو، اتصل رئيس مجلس النواب نبيه بري بقيادة الحزب، متمنياً تلقف هذا الكلام بإيجابية، والإبتعاد في خطاب نصرالله (مساء أمس الأول) عن كل ما يثير التوتر في الساحة الداخلية، فتوترات الإقليم وتداعياتها على لبنان “تكفينا”.عادة، قيادة “حزب الله” تأخذ وقتها في التحليل.

وفي النهاية كان السؤال: ما هي الرسالة التي يريد الحريري إيصالها، والى أين يمكن أن يذهب؟والطريف ان يقال بعد الخطاب، انه لو أن نصرالله إعتمد الأسلوب نفسه الذي اعتمده في مهاجمة السعودية والدولة الخليجية، في مقاربة الوضع الداخلي لـ”خربت الدنيا”.

القرار كان التعامل مع “مبادرة” الحريري، وتمني بري بطريقة مبتكرة: الصمت!ما الذي حصل حتى انتقل الحريري من الموقف الذي يتهم “حزب الله” بتعطيل الإستحقاق الرئاسي ، وبالتالي انتهاك حرمة الدستور، الى “تبرير” سلوكه في عدم حضور جلسات الإنتخاب؟الحديث عن اتصالات جرت مع “الشيخ سعد” الذي لم يجازف ويأتي من الرياض لكي تستمر الأمور في الإيقاع نفسه. التراشق عبر الشاشات أو المنابر، لكن ليس عبر الخنادق.

تغيير قواعد الإشتباك
الحريري قال انه اقترح اسم النائب سليمان فرنجية كمبادرة إنقاذية، فلا بد من تغيير ما في قواعد الإشتباك، لتجاوز المراوحة القاتلة.والحريري يعرف ان الطرح أربك “حزب الله”. ميشال عون “نور القلب”، وفرنجية “نور العين”، لكن الحزب (الواثق من ان فرنجية الذي علاقته بدمشق أمتن بكثير من ان تجعله يغرد خارج السرب)، لا يريد ان يخسر الجنرال بتمثيله الأوسع مسيحياً، وهو الذي بحاجة الى التغطية الداخلية.

الثابت، ان “حزب الله” لن يتزحزح عن تبني ترشيح عون. اذاً لماذا لا يكون عون اليوم وفرنجية غداً؟داخل قوى “8 آذار” كلام من قبيل “علينا ان نقرأ جيدا لماذا عاد الحريري”، ليس فقط لإعادة التواصل مع القواعد، وليس فقط لمعالجة أوضاعه المالية مع أصحاب الحقوق.

جاء “الشيخ سعد” ليكون رئيسا لمجلس الوزراء ، هذا لا يمكن ان يحصل دون إنتخاب رئيس.البعض يتفاءل ويتوقع “سقوط جدران كثيرة” قبل الجلسة الإنتخابية الرئاسية الـ36 في الثاني من آذار المقبل، لكن مصادر بري لا ترى الأمور بهذه العين الوردية.