شيخ عقل الدروز لـ"ليبانون ديبايت": السلطة الحاكمة أهملت كل شيء

جملة من المواقف والثوابت الوطنية أكد عليها شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز المُعين سماحة الشيخ نصر الدين الغريب في مقابلة لموقع ليبانون ديبايت تمحورت حول الوضع في لبنان وسوريا، بالإضافة الى الشأن الداخلي لطائفة الموحدين الدروز بشقيها الروحي والتنظيمي.

البداية كانت مع الملف الرئاسي اللبناني في ظل الحراك الحاصل مؤخراً على هذا الصعيد، وأشار الشيخ الغريب أنه لا يرى في المدى المنظور رئيساً للجمهورية وهذه السلطة الحاكمة اليوم أهملت كل شيء بدءاً من الدستور، وأهملت الحكومة الضائعة المتفرقة وأهملت المجلس النيابي ودوره في التشريع، وهناك الشغور الحاصل في رئاسة الجمهورية، فكيف بها تجتمع وتجمع الكلمة حتى تنتخب رئيساً للجمهورية؟، خصوصاً في ظل أحداث المنطقة الملتهبة والعداوات بين بعض الدول العربية، وأضاف:"انه لموقف مؤسف جداً أن نتكلم بهذا المضمار، ونحن رفعنا الصوت عبر الإعلام بخصوص بعض النقاط الحساسة التي نعترض عليها جميعاً في الحالات السياسية والإقتصادية والإجتماعية التي وصلنا اليها".

من جهة ثانية لفت سماحة الشيخ الغريب الى أن موقفه من الأحداث في سوريا ثابت وواضح منذ البداية وحتى اليوم، فـ"النظام في سوريا نظام علماني يحفظ حقوق كل الطوائف، معتبراً أن الذي تجرأ على خوض هذه المعركة بوجه النظام قد خسر وسيبقى خاسراً وسينتصر الحق، فهذا النظام أعطى سوريا أكثر مما أخذ منها، أعطى الشعب السوري الإستشفاء والطبابة والتعليم والسدود والمياه الجوفية، واعطى الكرامة لها الشعب بوجه العدو الإسرائيلي المتغطرس المغتصب لأرضنا، وهذه القيادة الحكيمة يجب أن ننظر اليها بعن التقدير والإحترام".

وتعليقاً على المسيرة التي نظمت قبل أيام في مناسبة تحرير الشحار تمنى سماحة شيخ العقل المُعين على كل الوطنيين في لبنان أن يتناسوا الأحقاد وأن يعيدوا جميعاً بناء هذا الوطن الذي هدمته الحرب الأهلية بعد دخول الجيش الصهيوني على لبنان واحداث هذا الشرخ الكبير بين الأخوة وبين المذاهب والطوائف، كما اكد سماحة الشيخ الغريب أنه وبعد مرور الزمن وزيارة البطريرك الراعي الى هذه المنطقة، اعتبرنا أن هذه الصفحة طويت ونتمنى أن نتناسى هذا الحدث المؤلم ونحن كان لنا النصيب الأكبر منها، والجميع يعلم ما حصل من مآسي ومجازر تم إرتكابها آنذاك، ونحن ننظر الى تحرير المقامات المقدسة والأراضي التي تخضبت بدماء الأبرار والمشايخ واللبنانيين الوطنيين باعتبارها عيداً وليست ذكرى".

أما في ما يتعلق بالقرار الديني لطائفة الموحدين الدروز يشدد سماحة الشيخ على ان القرار موحّد دينياً وليس سياسياً، لأن رجال الدين يهتمون بالطائفة وحقوقها ووجودها في هذا الوطن، أما رجال السياسة فهم يعملون في الشأن السياسي، وربما كان هناك تأثير سياسي على بعض الجهات الدينية، لكنه ليس بالشكل الفاضح الذي يغير منهجية أهل الدين في دينهم، وحول المرجعية الروحية لفت الشيخ الغريب أن هناك مرجعيات روحية في الطائفة لكن المرجعية الكبيرة إن كان في السن او الدين فهو الشيخ أبو سليمان حسيب الصايغ مع إحترامنا وتقديرنا لكل المشايخ الأفاضل الأجلاء الذين يلتفون حول هذا الشيخ ونحن من جملتهم".

وعلى صعيد مشيخة العقل وإعادة تكريس شيخي عقل للطائفة " يشير سماحة الشيخ الغريب أن هناك شيخا عقل حالياً، شيخ يعتبر أنه شرعي وإنتخب من المجلس المذهبي وقد تم تمرير القانون في المجلس النيابي في غفلة من الزمن، أما نحن فقد تم تعييننا في إجتماع كبير ضم المئات إن لم نقل الآلاف من مشايخ الطائفة في الدوحة الإرسلانية وهي الدار العريقة في التاريخ، وتم التوافق عى تعيننا في ذلك الوقت، وإننا نرى الشرعية في العرف اكثر ما هي في القانون، لأن هذا القانون مزيف أخرج وجوهاً نحترم البعض منها، لكنها لم تعمل في مصلحة طائفة الموحدين الدروز".

كذلك يلفت شيخ العقل المعين أن هناك علامات إستفهام كبيرة حول مسالة الأوقاف التابعة لطائفة الموحدين، وهذه الأوقاف وأملاكها هُدرت ولم نعرف من هو المسؤول لأن المسؤولية في ظاهر الأمر تقع على عاتق المجلس المذهبي ولجان الأوقاف ورئيس المجلس المذهبي المسمى بشيخ العقل اليوم أما الإدارة السياسية فهي معروفة لاي جهة تتحكم بهذا القرار، ونحن لا نبرّىء المجلس المذهبي ولا شيخ العقل من المسؤولية فإذا اردنا أن نحافظ على الأوقاف التي هي محرمة تحريماً باتا على من يستعملها بغير وجهتها المعروفة، ويكون في نفس الوقت شيخاً يحترم الدين ويحترم وجوده في هذا المنصب، لا يقبل الأمر والإرادة المفروضة عليه مهما كان السبب، ولكن بكل أسف نقول الوقف ضائع ولا من يسأل، ونحن وجهنا الإنتقادات وطالبنا لمرات عدة أن يدرجوا لنا الإنجازات التي إستحدثت في العشر سنوات الأخيرة لكن دون جدوى".