أكدت مصادر العماد ميشال عون «أن التطوّرات قد تؤخّر الحلّ أو تؤجّله، لكنها لن توقفه. هناك بعض الاعتبارات الخاصة التي تسيّر البعض، وبعض التعقيدات الخارجية التي يتمّ تذليلها تدريجاً بالرغم من كل الأجواء المشحونة».
آخر الحواجز التي وضعت أمام قطار الانتخابات الرئاسية بمنحاها الوطني والميثاقي، كما تقول المصادر، «الضجة المفتعلة والمنظّمة حول موقف وزارة الخارجية من حياد لبنان والتضامن العربي، وتحميل فقدان المليارات لطرف سياسي في الحكومة». النتيجة، تخبّط داخل «البيت المستقبلي» وعودة الجميع الى الملعب الذي انطلق منه الوزير باسيل في إدارته للموقف اللبناني من قضايا المنطقة».
بالمباشر أو بالواسطة يسعى عون إلى إفهام من يسير «عكس التيار» أنه بالنهاية «لن يصحّ إلا الصحيح». صارت الخطة «أ» اليوم أكثر وضوحاً وعلانية، ولن تجد طريقها الى التنفيذ إلا بسير الجميع، وعلى رأسهم «تيار المستقبل»، بالتسوية الميثاقية التي لاحت بشائرها الأولى بولادة حكومة تمام سلام وما تلاها من توافقات وزارية، وكان يُفترض أن تُستكمل بإجراء الانتخابات النيابية ثم الرئاسية.
لا يرى عون اليوم ان هذا التأخير في الحسم لمصلحة أحد من «الانتظاريين»، إن لناحية إضاعة المزيد من الوقت او ترتيب خسائر باهظة على البلد. في الأشهر الماضية طَرح رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» أكثر من حلّ في مفاضلة بين خيارين: إما التسوية، بانتخاب عون رئيساً من قبل مجلس نواب ممدّد له، وإما بالعودة الى الصناديق وترك الخيار للناس (انتخابات نيابية أو انتخاب الرئيس من الشعب).
بالمحصّلة، يرى عون أن أمام الحريري مساراً واحداً لا غير «وهو يعرف ذلك». كل الحوارات المفتوحة مع الآخرين لا تحجب الحوار الضروري مع حامل المفتاح الرئاسي والمعبر الإلزامي الى التوازن الميثاقي. ثمّة أتجاه لا أحد قادر على أن يطلع منه، أو أن يغيّر في معادلة حماية الشراكة والتمسّك بالطائف».
بعد ساعات قليلة من عودة الحريري الى لبنان، تحضّر عون لإجراء اتصال برئيس الحكومة الأسبق لتهنئته بالعودة، لكن الأخير قوطب على الموضوع «لن أزور أياً من المرشّحين للرئاسة ومن يريد زيارتي أهلا وسهلا».
وصلت الرسالة الى الرابية، مع التسليم «بأن هناك العديد من المناسبات التي قد تفرض الاتصال لاحقاً». لكن واقعة طلب الحريري من جعجع «أن يعيّد بالنيابة عنه ميشال عون في عيده» قُرئت لدى العونيين بشيء من الإيجابية.
لكن ليس فقط هذه الشكليات، بمنظار عون، هي التي ستسهم في تصويب الأمور، «بل في تسليم الحريري بأنه صار أمام أمر واقع، ببعده المسيحي والوطني، يستحيل تجاوزه، وهو سيذهب نحو خيار الالتزام بعون رئيساً عن قناعة وليس بالفرض بعد أن أوصلت كل المفترقات السابقة سالكيها الى الحائط المسدود».
مؤشّرات هذه «القناعة» بدأت، وفق المصادر العونية، من «خميرة» مداولات الحريري وعون في باريس في كانون الثاني 2014 يوم قال الأول للثاني «ستكون خيارنا للرئاسة».
لكن ماذا عن نفي رئيس «تيار المستقبل» لهذه الواقعة وتأكيده بأنه لم يرشّح عون للرئاسة ولم يعده بشيء، تردّ المصادر «عليه إذاً أن يسأل موفديه الذين دأبوا على زيارة الرابية. ثمّة وقائع لا يمكن إنكارها، ثم لماذا في تلك المرحلة تمّ استدعاء فؤاد السنيورة وأمين الجميل وسمير جعجع... الى باريس؟ أليس ليقنعهم بخيار عون؟».
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News