مختارات

الاثنين 29 شباط 2016 - 07:26 الديار

عندما يفقد العرب الديموقراطية والحريات...

placeholder

عندما يفقد العرب الفكرة ومن ثم المشروع لا يرمون غيرهم بالتعدي والتمدد، هذا كلام بريطاني، وليس كلاماً ايرانياً ولا عربياً، ويضيف القائلون عليه: ان العرب ابتعدوا عن التنمية والديموقراطية وحقوق الانسان والحريات، بما فيها حق الانتخاب والمشاركة السياسية للمرأة وجيل الشباب، وفي الوقت نفسه لم يواكبوا التقدم العلمي والتقني، وتطورات التكنولوجيا وباقي العلوم حتى الانسانية منها.

وتقول اوساط سياسية انه منذ بداية تأسيس النظام العربي اعتمد على الدعم الخارجي، زائد اختراع العدو الوهمي، او العدو العربي، اخترعوا عدواً لهم اسموه جمال عبد الناصر، واخترعوا ثانياً اسمه الاتحاد السوفياتي، واخترعوا عدواً اسمه ايران، وفي الحقيقة هذه الاختراعات الموجهه اميركياً، جاء صدام حسين ليثبت انها حقيقية وقبله عبد الكريم قاسم عندما اجتاح الاول ايران.
بعد كل هؤلاء اخترع العرب بدعم اميركي وغربي عدواً جديداً وهو الجمهورية الاسلامية الايرانية، لكن الاخطر دائماً كان انه ولا مرة واحدة كانت اسرائيل عدواً للسعودية وبعض الانظمة التي تدور بفلكها والشواهد التاريخية واضحة ودامغة.
كما انه منذ انطلاق «الخريف العربي والربيع الاسرائيلي في المنطقة» تعدد اعداء السعودية من مصر وسوريا واليمن وحزب الله، وكل ما يمكن ان يمس امن اسرائيل الا اسرائيل، كانت المصافحات على اعلى المستويات واوسطها وادناها.

هذا النظام العربي كما قيل في ندوة سياسية في بريطانيا الاسبوع الماضي والتي حضرها العديد من الوجوه السياسية العربية والبريطانية المحسوبة على الانظمة والمعارضة لها، لم يحمل مشروعاً منذ قيامه، لا في التعليم ولا في الثقافة ولا في السياسة، ولا في مختلف فنون العلوم والابحاث حتى الطبية منها، فيما ارقام الانفاق الضخمة في «مربيا» و«تونس» والقاهرة وسويسرا، تفوق الخيال.
لكن في المقابل، تقول الاوساط السياسية نفسها ترعرعت المدارس التكفيرية الوهابية في السعودية وغيرها وجرى تصديرها الى معظم الدول العربية والغربية وهذه العقيدة هي التي تقاتل الانسانية وتذبحها من بيروت الى نيجيريا الى الصومال الى منيمار الى تونس وليبيا وسوريا باريس وواشنطن ولندن وبروكسل واسبانيا والى الضاحية الجنوبية من العاصمة اللبنانية.
مدارس التكفير المنتشرة في الغرب يقول هؤلاء والتي يجري اقفالها اليوم، كلها قامت من اموال «هيئات الامر بالمعروف والنهي عن المنكر».
وتقول صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية أن الغرب فى كفاحه ضد الإرهاب فإنه يشن حربه ضد طرف «داعش» ويمسك بأيدى طرف آخر للإرهاب وهو «السعودية»، مشيرة إلى أن الوهابية هي أصل الفكر المتطرف الذى يعتنقه إرهابيو داعش وغيرهم.

صحيفة «العرب» قالت بعد تفجيرات باريس يعتبر المذهب الوهابي، هو المذهب الديني الرسمي في المملكة،.ويدير رجال المؤسسة الدينية النظام القضائي في المملكة وميزانية لنشر نفوذهم في الخارج.

وقال أحد كبار رجال الدين السعوديين لـ«رويترز» في العام الماضي «يجب أن يكون المسلمون منصفين لغير المسلمين. ولهم أن يتعاملوا معهم وعليهم ألا يعتدوا عليهم. لكن هذا لا يعني ألا يكرهونهم ويتجنبونهم».
والنفوذ الديني السعودي واضح بين المتطرفين كما كان من قبل، ففي كثير من الأحيان يلجأ الجهاديون إلى نصوص كتبها علماء راحلون من علماء الوهابية.
هذه الازمة الانسانية للفكر الوهابي، جعلت زعيماً بارزاً في مجلس الشيوخ الأميركي يجدد صيغة قانون تجري مناقشته في أروقة المجلس يقضي بمحاسبة السعودية ومعاقبتها ما لم تغلق بشكل دائم كل المنظمات الوهابية العاملة على أراضيها. القانون الذي جاء تحت مسمى «قانون محاسبة المملكة العربية السعودية لعام 2007 تقدم به في 25 كانون الثاني الماضي الجمهوري البارز أرلن سبيكتر.

ويهدف القانون في نسخته الموزعة على كبار اعضاء الكونغرس إلى تشجيع الحكومة السعودية على إنهاء دعمها للمؤسسات «التي تمول وتدرب وتحرض وتقدم المساعدة للارهابيين والتغاضي عن الإرهاب».

رئيسة مجلس الشيوخ الأميركي نانسي بيلوسي وفيما يتعلق بالتشدد السلفي في السعودية، تطالب الرئيس الأميركي بتقديم شهادة دورية أمام الكونغرس تفيد أن السعودية قد أغلقت بشكل دائم كل المنظمات الوهابية في السعودية.

واشترط القانون على السعودية لتفادي عقوبات محتملة القضاء على الجماعات المتطرفة.. إلى جانب إيقاف تدفق الأموال والتبرعات من أفراد أو جماعات أو منظمات إلى كل الجماعات الإرهابية والمتشددة خارج المملكة وداخلها.

القانون الذي أحيل للمناقشة في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ يطالب كذلك الخارجية الأميركية بتقديم تقرير نصف سنوي يتضمن مراقبة التقدم الذي تحرزه الرياض في هذا الصدد. «يذكر بأن هذه هي المرة الثالثة منذ عام 2003 التي يطرح فيها قانون محاسبة السعودية أمام مجلس الشيوخ، وتناول القانون في أجزاء رئيسية منه غياب الحرية الدينية في السعودية إلى جانب الدور السعودي السلبي في العراق وتمويل الجماعات الإرهابية في الخارج.
هذا عدا عن كلام الرئيس الاميركي باراك اوباما عندما جمع العرب في كامب ديفيد قبيل توقيع الاتفاق النووي وتحدث اليهم عن ان الخطر عليكم ليس من ايران، بل غياب الديموقراطية والتنمية في دولكم، وعدم استماعكم الى الاجيال الشابة في بلادكم.
خلص المتحدثون في هذا السياق الى ان غياب المشروع العربي والتخلي عن فلسطين وحق الفلسطينيين بدولتهم وتخليهم عن دعم جماعات المقاومة في المنطقة العربية، من الاسباب الاساسية التي اوصلتهم الى حالهم اليوم.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة