المحلية

placeholder

اخلاص القاضي

ليبانون ديبايت
الثلاثاء 01 آذار 2016 - 09:51 ليبانون ديبايت
placeholder

اخلاص القاضي

ليبانون ديبايت

هل ينتحر لبنان..

هل ينتحر لبنان..

"ليبانون ديبايت" - اخلاص القاضي:

حين توصد جميع الابواب، وتزيد الاعباء على قلبك ثقلا متصاعدا؛ حين تشعر انك لوحدك تصارع طواحين الهواء، وتكتشف عري ظهرك من سند وقوة؛ حين تصطدم أحلامك بشوك المرحلة، قد تفكر في الانتحار؛ هكذا هو لبنان اليوم؛ جميل مشوه احترق وجهه؛ وتصاعد منه دخان العار، واعتلى جسده جبالا من نفايات جعلته حديث الصحافة العالمية التي تباهت بنقل "سبق صحفي "لنهر من "زبالة السياسيين "..

بلد، شعبه لا حول له ولا قوة؛ حتى ان محاولات الانتفاضة عشوائية، مفككة باسقاط المحاصصة والتبعية؛ وباتت اخبارها ترصد على استحياء ضمن فقرة "متفرقات الاخبار "بعد ان كانت تتصدر النشرة وتحتل مقدمتها ..

في بلد تجني به "فنانة استعراضية "ملايين الدولارات، بينما يئن حملة الدكتوراه تحت وطأة البطالة والعجز، في بلد هو الاول في العالم بسباق الفراغ الرئاسي الذي ابتدعه "ملوك الطوائف"، في بلد يغيب نوره ليلا ليعيش الناس على شمعة، افتقدت سمعتها "الرومانسية " واضحت مؤشرا على فشل الادارات والمؤسسات..

كيف للبناني الذي حمل المجد والحرف وصناعة سياحة اوائل سبعينيات القرن الماضي ان يهمش، ان يصبح رقما على ابواب السفارات، ان يتحول لضحية لعبة قذرة تتقاذفها معسكرات الهيمنة والحرب بالوكالة على ارض مفتوحة على كل الاحتمالات، ارض مشرعة كوكالة من دون بواب على تجارة السلاح والمخدرات والرقيق الابيض والسمسرة وبيع اي شيء وكل شيء بلا ادنى حس للوطنية ومعنى ثبات "صخرة كأنها وجه بحار قديم "..

امام كل هذا واكثر، لم يبق للبناني خيار،كما قال "الرحباني "في اغنيته "لازم غير النظام ".."يا بتهاجر ..يا بتنتحر ..يا بتفوت باللعبة "..

هل ضاقت خيارات اللبناني الى هذه الدرجة، في ظل مصير المغتربين في دول الخليج، من الذين يحلمون في استكمال بناء بيوتهم في ضيعهم وبلداتهم، يحلمون ب "صبحية" مع اهلهم واصحابهم وقد امنوا تعليم اولادهم، وسقوف تحميهم من ظلم الطبقة الفاسدة وتجويعها لهم ..

امام هذا الواقع الاليم.. غير المسبوق في التاريخ اللبناني حتى في عز الحرب الاهلية التي كانت حتى محاورها واضحة، امام هذا المشهد "المعركة الخفية" بين معسكرات تلذذت في اللعب على الساحة اللبنانية، في ظل من خطف الدولة وتعدى حدودها منتهكا السيادة بحجة الحفاظ على سيادة دولة صديقة.. في ظل حراك يعجز عن الحراك، مشلول امام سطوة و"دهاء الطبقة الحاكمة" في ظل كل هذا، الا زال عند اللبناني امل؟ ؛ فيما تتجه الدولة للانتحار القسري. فلا من منقذ ولا من يسمع صراخ الثكالى حين تسقط سكاكين "الزعرنة" شباب في ريعان العمر بلا مساءلة القاتل"كما يجب "، او حتى رد فعل رسمي يدين ما حدث ..

بالامس شدد رئيس مجلس النواب من بروكسل على اهمية الحوار الايراني -السعودي، معيدا، او مكررا ما ذهب اليه المسؤول الايراني في مؤتمر ميونخ، فيما تشير اسقاطات تلك الدعوات بوضوح الى تراجع الدور السعودي لنصرة لبنان في سياق اعادة خلط الاوراق وسحب بساط التغطية للجيش والقوى الامنية، في اشارة الى التشديد على اللبناني بضرورة "الاعتماد على نفسه "ظاهريا، بل دفعه الى التفكير اكثر من مرة بالتخلي عن المحور السعودي لصالح المعسكر الايراني الظافر بالاتفاق النووي الاميركي -الايراني والذي شرعن له بسط سلطة اكبر وتحقيق الحلم الفارسي باخطبوط دولة الفقيه، في وقت كان يراهن فيه السنة على المحور السعودي المنهك بتذبذب تحقيق نجاحات في اليمن؛ اذ سلم الاخير بفشل دعمة لدولة منقسمة لا قرار سيادي لها..

اذن، القرار الدولي اقتضى بتقارب ايراني سعودي يدفع ثمنه القطب المحسوب على السنة، ليقف بالدور الى ان يقرر القطب الرابح صلاحياته التي ستكون محدودة بالضرورة في ظل دعم مرشح رئاسي محسوب على حزب الله وتاليا ايران وسط ما يقال عن تقدم تحرزه قوات النظام السوري بمساندة لبنانية شيعية وعالمية روسية ..
ربما ما حصل في لبنان من تهتك في مؤسسات الدولة وصناعة القرار المستقل،كان مقدمة لما هو مرسوم له من اعادة الخارطة السياسية وتجاوزها مسألة حصر الرئاسة بيد "المسيحي الماروني "على خلفية "النقمة "والتساؤل "لماذا يوجد رئيس مسيحي في الشرق العربي "في ظل تنامي قوى اليمين المحسوبة على الديانة الاسلامية بشقيها السني والشيعي..

منذ ان اغتيل الشهيد الحريري ..كان اغتياله مقدمة لما يحدث في لبنان اليوم، وكان يقولها صراحة المرجع الشيعي "لا تختبروا قوتنا "، في اشارة الى قدرته على قلب طاولة المحاصصة لجهته في غمار تحقيقه لنجاحات وتفوق عددي و"سلاحي "وتحالفات قادته الى ان "يعلي صوته" من مصدر قوة و "تكتيك" مدروس، لاصحاب خطة رسمت منذ ان اعتلى "السيد " المنابر ونادى بدولة الفقيه، التي لم تلق حينها اعتراضا في دولة نظامها الديمقراطي يسمح بارتفاع سقف الاراء وتعدد العقائد وتلون الاطياف السياسية..

امام كل هذا، لم يدرك اللبناني انه واصل لمعركة "الخنق "بروائح النفايات، التي اعتقد انه ايضا ملف مدروس لغايات " وصول اللبناني الى اي حل ومن اي جهة المهم ان يجد نفسه يعيش في بلد نظيف "، ومخنوق بفراغ رئاسي ومجلس ممدد لنفسه، وملفات عالقة، ورواتب غائبة، ومهجرين ومغترببن يهددون الان بالعودة الى وطنهم " بلا مستقبل ولا وظائف "..امام كل هذا، لبنان ذاهب الى الانتحار، وربما الى خضات امنية اكثر واكثر، وربما الى ثورة شعبية عارمة لا تبقي ولا تذر ..،"الا " اذا حدثت معجزة ،اعادت الوعي الوطني والخوف على الوطن، معجزة تتفهم ان مؤسسة واحدة فقط في لبنان تحميه هي الجيش اللبناني، المؤسسة الصمام، التي وللاسف رفع عنها الغطاء المادي في اشارة الى استباحة الارض ومستقبل وطن، كان، درة الشرق.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة