في هذا الإطار، يؤكّد الصحافي والكاتب السياسي غسان ريفي، في حديثٍ لـ"ليبانون ديبايت"، أنه "هناك علاقة متينة وإيجابية تربط مصر ولبنان، وقد حرصت القاهرة دائماً على متابعة الشأن اللبناني، انطلاقاً من موقعها كدولة إقليمية كبرى ذات حضور مؤثر في قضايا المنطقة، وقد تُرجم هذا الحضور بوضوح خلال المفاوضات التي جرت لوقف الحرب على غزة، كما كانت مصر شريكاً أساسياً في المساعي والاتصالات التي تناولت الوضع اللبناني".
ويرى أنه "انطلاقاً من ذلك، يمكن القول إن زيارة رئيس الوزراءالمصري اليوم تندرج في إطار الاطلاع على تطورات المشهد اللبناني وتقديم النصح والدعم السياسي، من دون أن تحمل في طياتها مبادرة متكاملة، أو رسالة ضغط، أو أي شكل من أشكال التهديد، إلا أن بعض القوى السياسية اللبنانية تذهب إلى قراءة الزيارة من زاوية التمنيات، حيث يروّج من يرغب بوجود رسائل تحذيرية أو ضغوط خارجية لمثل هذا الطرح عبر مواقفه أو من خلال وسائل الإعلام، فيما يتحدث آخرون عن مبادرة مرتقبة انطلاقاً من رغباتهم السياسية لا من الوقائع".
ويشدّد على أن "الواقعية السياسية تفرض الإقرار بأن مصر لا تحمل اليوم مبادرة جاهزة، ما كان مطروحاً في السابق هو مجموعة أفكار أولية نقلها مدير المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد خلال زيارته إلى لبنان، وهي أفكار قابلة للتطوير التدريجي وقد تشكّل، في حال نضجت الظروف، مدخلاً لتفاهم أو تسوية معينة".
وعليه، يعتبر ريفي أن "زيارة رئيس رئيس الوزراءالمصري تهدف إلى استكمال البحث في هذه الأفكار، والاطلاع على الخطوات التي أنجزها لبنان خلال المرحلة الماضية، في سياق تأكيد الدور المصري الداعم للبنان، والذي يبقى ثابتاً بحكم العلاقة الوثيقة التي تربط البلدين تاريخياً وسياسياً."