هل مصادفة ان تدعو الاحزاب الوطنية، الى لقاء تضامني دفاعاً عن لبنان وجيشه ومقاومته، وحفاظا على السيادة والكرامة الوطنية في 8 اذار من هذا العام، ام هو تاريخ مقصود لاستعادة قوى هذا التحالف الذي نشأ في 8 اذار 2005، و تحت شعار شكراً سوريا، بعد ان كان يطلق عليه تسمية "لقاء عين التينة" في مواجهة "لقاء البريستول" الذي تحول الى قوى 14 آذار، التي ردت في مهرجان شعبي في 14 اذار من العام نفسه على شكراً سوريا، بالدعوة لانسحاب القوات السورية من لبنان، والذي كان القرار قد اتخذته القيادة السورية برئاسة بشار الاسد، وفي 5 اذار، والذي اقره اجتماع للمجلس الاعلى اللبناني السوري الذي عقد في دمشق، وحضره الى الاسد كل من رئيس الجمهورية اميل لحود ومجلس النواب نبيه بري والحكومة عمر كرامي.
وبالرغم من نعي الرئيس بري 8 آذار كتجمع سياسي، الا انها بقيت كتحالف مع المقاومة والعلاقة مع سوريا والصداقة مع ايران، وما سمي محور المقاومة والممانعة، والذي تحول الى لقاء للاحزاب الوطنية والقومية والتقدمية هذا اللقاء ووفق مصادر حزبية فيه، يعاني من انه ليس فاعلاً، ويقتصر دوره على اجتماع اسبوعي، يبدأ اول الاسبوع (الاثنين) لهيئة التنسيق التي يترأسها مداورة وسنويا ممثل لاحد الاحزاب، وغالبا ما يكون من الاساسية والفاعلة منها، حيث يترأسها ممثل "التيار الوطني الحر" الدكتور بسام الهاشم، وسبقه ممثل "تيار المردة" النائب السابق كريم الراسي، وقبلهما ممثلون عن "حزب الله" وحركة "امل" والحزب السوري القومي الاجتماعي.
اما الاجتماع الثاني وهو الموسع، ويضم حوالى 36 حزبا وتيارا سياسيا فيعقد دوريا الخميس، ويصدر عنه بيان اسبوعي، هو عبارة عن مواقف هي استعراض لاحداث سياسية، ليس له اثر فاعل ولا ردود فعل، ويغيب عن وسائل الاعلام، وهو ما يكشف عن عدم فاعلية هذا اللقاء، وفق المصادر التي تؤكد على ضرورة، ان يعطى لهو دور اذ ثمة شكوى من قيادات الاحزاب والتيارات عن تغييبها عن مطبخ القرار، الذي يختصره "حزب الله" وحركة "امل" و"التيار الوطني الحر"، واحيانا "تيار المردة"، وهو ما طرح اسئلة عن المشاركة السنية والدرزية، وجرت محاولات لتصحيح الاخطاء، وحصل لقاء في الرابية وقبل سنوات ولم يتكرر.
فهل حصلت استضافة لدى قوى 8 آذار، لتعود فتنظم صفوفها، بعد ان اصابها شرخ نتج من ترشيح قطبين منها، هما النائبان ميشال عون وسليمان فرنجية، فرشح الاول رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، والثاني رشحه الرئيس سعد الحريري، وقد اصاب فريق 14 آذار، الشرخ الذي اصاب 8 اذار، التي ابعدت البحث في موضوع رئاسة الجمهورية عن لقاء الاحزاب، التي انقسمت بين مؤيد لعون وتعتبره مرشح 8 اذار ويدعمه "حزب الله" ومع النائب فرنجية الذي يعتبر نفسه مرشح الخطة "ب" لـ8 اذار، اذا لم تنجح الخطة "أ" بايصال عون الى رئاسة الجمهورية.
فيوم 8 اذار المقبل لن يخصص لرئاسة الجمهورية، ولن يبحث في موضوع الحكومة، ولن تكون ازمة النفايات من بين كلمات الحضور اذ تقول المصادر، انه طُلب ان يكون من قيادات الصف الاول، اي حضور الرئيس بري والعماد عون والسيد حسن نصر الله والنائب فرنجية والنائب طلال ارسلان ورئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب اسعد حردان، الا ان طموح ممثلي الاحزاب، انخفض ليقتصر الحضور على الصف الثاني والثالث، وهو ما سيبقي اللقاء في اطاره التمثيلي المنخفض، وسيكون شبيها للقاءات سابقة، اذ تردد ان النائب السابق ايلي الفرزلي سيتولى ادارة اللقاء وستكون كلمات من ابرزها: للوزير السابق علي قانصوه (الحزب القومي) والوزير السابق نقولا الصحناوي (التيار الوطني الحر) والنائب السابق زاهر الخطيب (رابطة الشغيلة)، والنائب السابق نجاح واكيم (حركة الشعب)، والنائب السابق كريم الراسي (المردة) وقد يحضر نائب الامين العام «لحزب الله» الشيخ نعيم قاسم، وممثل عن حركة "امل" الخ...
والهدف من اللقاء التضامني، وان لم يحمل عنوانا يرد فيه مباشرة على وقف الهبة السعودية للجيش اللبناني، واستهداف "حزب الله" وتصنيفه خليجيا ومن بعض الدول العربية على انه "تنظيم ارهابي" الا انه من العنوان يعرف على ماذا ستركز الكلمات، بالدفاع عن الجيش الذي حرمته السعودية مكرمتها، وعن المقاومة التي تحارب الارهاب وتتصدى للعدو الاسرائيلي، وفق ما تقول المصادر، والتي تشير ايضا الى ان ما يتعرض له الجيش والمقاومة، هو مس بالسيادة والكرامة الوطنية، وان المطلوب هو الحفاظ عليهما، واللقاء سيرسل رسالة ان في لبنان من يدافعون عن الجيش والمقاومة، حيث طرح في لقاء الاحزاب، اقتراح ان تشمل الدعوة قوى من 14 اذار، تساند الجيش وترفض تصنيف "حزب الله" ارهابياً، وكذلك من قوى وسطية، لكن الحضور سيقتصر على حلفاء المقاومة في 8 اذار، التي لن ينعشها هذا اللقاء وسيبقى بناء بطابقين علوي وتسكنه الاحزاب الاساسية، وارضي تقطنه احزاب وتيارات اخرى.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News