حوار بيروت في الجامعة الانطونية.. بناء الدولة

بناء الدولة وفرص تحسين الوضع الاقتصادي كان محور ندوة حوار بيروت من لبنان الحر لهذا الاسبوع, مباشرة من حرم الجامعة الانطونية في بعبدا مبنى كلية ادارة الاعمال حيث استضافت ريما خداج حمادة الوزير الاسبق للمال والاقتصاد الدكتور دميانوس قطار ونائب رئيس الجامعة الانطونية وعميد كلية ادارة الاعمال البروفسور جورج نعمة.كما شاركها في الحوار ناشر موقع ليبانون ديبايت ميشال قنبور والخبير الاقتصادي الدكتور كامل وزني والصحافي في قناة العالم ربيع غصن والصحافي في الانباء الكويتية ناجي يونس والصحافية فيكتوريا موسى.

وفي مداخلته اعتبر الدكتور قطار ان بناء الدولة بحاجة الى تخطيط ووقت وموارد وان اطلاق تعبير اللادولة على لبنان هو امر مبالغ فيه لان الحقيقة تكمن في ان لبنان دولة ضعيفة وغير متماسكة فيما هناك ركائز يمكن البناء عليها من اجل الوصول الى الدولة .وفي لبنان الخطط غائبة كما انه يجب البحث عن الموارد الحقيقية لبناء الدولة اذ ان الموارد البشرية والمادية موجودة وما نحتاجه هم القياديين الذين سيستخدمون هذه الموارد بطريقة شفافة . وعن اسباب غياب الدولة قال قطار :"انه بعد غياب راس الدولة (رئيس الجمهورية )سقط التفويض, و السياسيون خطفوا اصوات الشعب والشباب من خلال التمديد وتعطيل المؤسسات مؤكدا على ان السياسة فن نبيل وشريف يهدف الى ادارة شؤون الناس ويجب اصلاح النظام القائم لنتمكن من بناء الدولة .

من جهته اعتبر نائب رئيس الجامعة الانطونية وعميد كلية ادارة الاعمال البروفسور جورج نعمة ان عنوان هذه الندوة هو عنوان اساسي ويبدا بمفهوم بناء الدولة متوجها الى الطلاب بالقول :يجب ان تكونوا مدركين لمفهوم بناء الدولة ,فالدولة هي افراد والافراد يشكلون المؤسسات وهذه الاخيرة يجب ان تكون مترابطة من خلال القوانين والدستور من اجل الوصول الى مفهوم الدولة .واضاف :"نحن كاقتصاديين نقول دائما بان الاقتصاد يجب الايكون ضمن حلقة مقفلة لان ذلك يمنعه من التقدم والتطور ولكن الامر يختلف مع مفهوم الدولة ,فالدولة يجب ان تكون ضمن حلقة مقفلة تبدأ بالتفويض المتمثل بانتخاب الشعب للمجلس النيابي ثم بالتنفيذ المتمثل بالسلطة التنفيذية (الحكومة )ثم الرقابة ثم المحاسبة لنعود الى التفويض .وهنا لفت نعمة الى ان مشكلتنا اليوم هي في خروجنا من هذه الحلقة المقفلة ولابد للشباب ان يكونوا على علم بهذا الامر وان يلعبوا دورهم الكامل من اجل التغيير .

من ناحيته اكد ناشر موقع ليبانون ديبايت ميشال قنبور اننا نعاني من مشكلة بنيوية في الدولة قبل ان نعاني من مشكلة في الممارسة فالدولة كأي بناء تقوم على عدة ركائز,مضيفا :"ان دولة لبنان تقوم على ركيزتين اساسيتين ولكن غائبتين, الاولى قانون الانتخاب الذي ادى الى تصحر سياسي ويجب تغييره ليكون هناك تمثيل عادل للجميع و الثانية القضاء المستقل وفي لبنان القدر اكثر من القضاء, مطالبا بان يتمتع هذا القضاء بالاستقلالية والعدالة .

اما الصحافي ناجي يونس فقال متفائلا :"لبنان لايشكي من شيء "معتبرا ان المشكلة ليست في النظام انما تكمن في دور المسؤول في لبنان اينما كان مطالبا كل مسؤول بان يقوم بدوره وواجبه .

كما كان للخبير الاقتصادي والاعلامي كامل وزني مداخلة شدد فيها على ضرورة الاجتماع حول طاولة حوار اقتصادية اليوم قبل الغد لان طاولات الحوار السياسية لم توصل لبنان الى اي حل .

هذا وتساءلت الصحافية فيكتوريا موسى كيف يمكن بناء دولة والهوية الثقافية تطغى على الهوية الوطنية؟فاين التنشئة الوطنية في المدارس والجامعات ؟

اما المداخلة الاخيرة فكانت للصحافي في قناة العالم ربيع غصن الذي نصح بقراءة تجارب بعض الدول التي اوصلت الى طريق قويم بسبب عدم دخولها على الثوابت والتناقضات في هيكلية وبنية النظام .

بعدها فتح الحوار بين طلاب الانطونية قسم كلية ادارة الاعمال وبين الضيوف. ثم اولمت الجامعة على شرف المشاركين في برنامج حوار بيروت وفريق العمل واساتذة الجامعة والطلاب .