نشرت صحيفة لوموند الفرنسية تحقيقا تضمن شهادات أحد عناصر الجيش السوري الحر ووثائق، تؤكد أن الاستخبارات الأمريكية كانت على علم بتحركات تنظيم الدولة في سوريا، وكانت قادرة على استهدافه في عدة مناسبات، ولكنها امتنعت عن ذلك بشكل غير مبرر. ويطرح التحقيق تساؤلات حول "العلاقة الخفية" بينها وبين هذا التنظيم.
وقالت الصحيفة، في تقريرها إن المعلومات الجديدة التي ظهرت؛ تبرز القصة المأساوية للثورة السورية خلال السنوات الخمس الماضية، حيث إن الشعب السوري الذي ثار ضد حكم بشار الأسد في سنة 2011، شاهد ثورته وهي تضيع بين مطرقة النظام وسندان "المنظمات الإرهابية"، على غرار تنظيم الدولة وجبهة النصرة.
واعتبرت الصحيفة أن الأسباب التي أدت لهذ التحول غير المرغوب لمسار الثورة السورية، وانتشار التشدد والعنف، هي بالأساس وحشية قوات الأسد والقمع الدموي الذي مارسته ضد الشعب، وتعمدها نشر الفوضى لتمهيد الطريق للمجموعات المتطرفة، بالإضافة إلى الأدوار المعقدة التي أدتها القوى الخارجية المتدخلة، وضعف المعارضة المعتدلة التي ارتكبت عدة أخطاء.
وأضافت أن هذه العوامل الثلاثة يجب أن يضاف إليها عامل رابع على ضوء المعلومات التي تم كشفها مؤخرا، حيث إن معارضين سوريين أكدوا أن الاستخبارات الأمريكية كانت تتلقى معلومات دقيقة حول تحركات تنظيم الدولة، إلا أنها كانت في كل مرة تقوم بتجاهلها.
وذكرت أن التحقيقات التي قامت بها لعدة أسابيع في تركيا، وخاصة في غازي عنتاب التي تمثل معقل المعارضة السورية في الخارج، مكنتها من جمع عدة وثائق وشهادات في هذا السياق، وهي تكشف أمرين مهمين، أولهما أنه منذ منتصف سنة 2013 كانت الأجهزة الاستخبارات الأمريكية تجلس متفرجة على صعود تنظيم الدولة شيئا فشيئا، حيث كانت تحصل على المعلومات من داخل المعارضة السورية. والأمر الثاني هو أن واشنطن لم تستعمل هذه المعلومات للتحرك بشكل إيجابي حتى بعد انطلاق حربها ضد تنظيم الدولة في سوريا في أيلول/ سبتمبر 2014، وهو ما مثّل خيبة أمل لقوى المعارضة المعتدلة التي كانت تأمل أن تستفيد من التدخل الدولي ضد الإرهاب.
ونقلت الصحيفة شهادة أحد أبرز رجال "مخابرات" الجيش السوري الحر، الذي أكد أنه في عدة مناسبات، وعلى امتداد سنتين، أرسل تقارير مفصلة إلى وكالة الاستخبارات الأمريكية "سي آي إيه"، جمعها عن طريق شبكة من المخبرين في الميدان، وقد تضمنت هذه التقارير منجما من المعلومات والخرائط والصور وإحداثيات "جي بي أس" وأرقام الهواتف.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News