كي لا تتكرر الاحداث الاليمة والاجرامية التي طالت وتطال الاطفال اللبنانيين وغير اللبنانيين، مع ما يترتب عنها من تداعيات نفسية وجسدية نتيجة ارتفاع نسبة التحرش الجنسي، اطلقت مدرسة الراهبات الانطونيات - غزير اعلانا توعويا للاطفال، بعنوان " قول لأ" ، عشية عيد الطفل في خطوة رائدة في لبنان وبالتعاون مع المجلس الاعلى للطفولة.
رئيسة الثانوية الاخت ايفا شمعون اكدت ان العمل هو باكورة سلسلة من الاصدارات للتوعية ضد العنف، والإنترنت، والاستغلال الإعلاميّ والحماية من آثار الخلافات الأسريّة، ما يساهم في تحصين الاطفال ضدّ الشرّ والفساد فيستمرّون بحياتهم سليمين، معافين مواطنين صالحين.
وشددت على وجوب التحلي بالإرادة الصلبة لحماية الأطفال من تحدّيات المجتمع ووجوب تغيير الذهنيّات والعقليّات في تربية أولادنا لحمايتهم من مظاهر الفساد المحيطة، معتبرة ان هذا الاعلان الذي حمل عنوان "قول لأ" يشكّل قاعدة أساسيّة لتغيير الذهنيّات التي تخاف من قول الحقيقة والمواجهة الصريحة، كما يشكل وسيلة ليكتسب الطفل معرفة التغلّب على آفة مؤذية يتعرّض لها.
الاخت شمعون شكرت الذين ساهموا في انجاز المشروع الذي وصفته بالمميّز، وخصت بالذكر وزير الشؤون الاجتماعيّة رشيد درباس والأمينة العامّة للمجلس الأعلى للطفولة ريتا كرم وإدارة تلفزيون لبنان ومديرة المرحلة الأولى في المدرسة الأخت نانسي نجّار، والاختصاصية والمعالجة النفسيّة عُلا مطر، والمرشدة الاجتماعيّة ديانا قويق، والمخرجة مونيك ناضر والأخت ليلى صليبا. كما شكرت ستيفاني ريشا وإيلي الحاج والتلميذة نور هيكل وعدد آخر من التلامذة على مشاركتهم في الاداء التمثيلي.
الاختصاصية في علم النفس علا مطر شرحت كيف ان الفكرة انطلقت للاسف لاننا في مجتمع لا يدرك كيف يواجه حالات التحرش ويعتبرها عارا واهانة تصل الى حد اذية الطفل بردود الفعل اكثر من الفعل حيث يعاقب البعض الطفل نفسه بدل الوقوف الى جانبه ومساعدته بسبب قلة الوعي او غيابه أخلاقياً وإجتماعياً وحتى قانونياً في بعض الاحيان، واشارت الى وجوب عدم السكوت عن موضوع التحرش منذ بدايته لان نشر ثقافة الوعي وجرأة الرفض وكيفية التعامل مع هذه الحالات والثقة بالاهل و اخبارهم باي حادثة غير مطمئنة تنقذ اطفالنا قبل الوقوع في المحظور، مؤكدة على اهمية التوعية ضد مخاطر التحرش ولو باعمار صغيرة، لان المتحرّش ممكن ان يكون اكثر الاشخاص المحببين الى قلب الطفل واكثر الذين يثق بهم من هنا اهمية دور الاهل بالمراقبة والحذر والتعاطي مع اي تغيير سلوكي لدى الطفل من منطلق السبب وليس النتيجة.
الامين العام للمجلس الاعلى للطفولة ريتا كرم تطلعت الى اليوم الذي ستصبح فيه وسائل الاعلام صديقة للاطفال لمعالجة القضايا بطريقة تتلاءم مع عقولهم وتحترمها وترسّخ لديهم مفهوم الخير والشرّ بأسلوب مبسّط، كما نوهت بحملة الانطونية للتوعية ضد التحرش الجنسي بالاطفال وتحدثت عن مشاريع توعوية عدة قام بها المجلس الاعلى للطفولة.
هذا اللقاء الارشادي قدمته الاخت نانسي نجار التي اشارت الى ان الهدف من حملة التوعية هذه، والتي ولدت بعد تسعة اشهر من العمل الجدي، هو حماية اطفال اليوم من ان يصبحوا ضحايا الغد بسبب ضحايا الأمس، مشددة على وجوب توعية الاطفال ليعرفوا كيف يحمون اجسادهم ويرفضون اي لمسة تشعرهم بالخوف او القلق او الانزعاج و الابلاغ عن أي معتدٍ عارفين ان لهم أهلا وقانونا لحمايتهم. تجدر الاشارة الى ان فتية وهم تلامذة الانطونية اطلقوا الاعلان التلفزيوني من خلال مشهد تمثيلي ليؤكدوا ان التحرش يطالهم كما يطال الفتيات.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News