المواقف الاستراتيجية التي اعلنها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله من مختلف القضايا الاقليمية والدولية والملفات الداخلية اللبنانية، شكلت انعطافة كبيرة في القراءات الاستراتيجية ايضاً.
صحيح ان ما أعلنه نصرالله على الصعيد اليمني والسوري والخليجي ليس بجديد الجديد، بحسب مصادر في 8 آذار، لكن يكفي في هذا السياق اشاراته وتجديده وتأكيده على مواقف حزب الله من الساحات الساخنة وخصوصاً السورية منها، وحديثه عن الحرب الاستباقية واهميتها ونتائجها ليدلل على خطورة ما يجري في سوريا وما كان سيحدث في لبنان، لو جرى الاتكاء على القرار السياسي اللبناني، لكانت القرى اللبنانية منذ سنوات الحرب على سوريا، تحت الذبح «الداعشي» و«النصروي» والتكفيري عموماً.
السياق الاول في الحديث، هو ما سمعته الدولة العبرية في حال قررت العدوان على المقاومة ولبنان. وبعيداً عن القراءات والتحليلات، وبعودة بسيطة للاعلام الاسرائيلي الذي انشغل ليل اول امس من وامس في صحفه وشاشاته بكلام السيد حسن، يتضح اهمية متابعة كلام الامين العام لحزب الله، وان العدو يتابع ويفكر ويعمل ويعود الى مرحلة التقييم الاولى والثانية بعد المواقف، خصوصاً عندما يتعلق الامر بأمن الدولة العبرية وجودياً.
القراءة الاسرع في مواقف السيد نصرالله، جاءت من العدو الاسرائيلي الذي، فهم ان المعاني الحقيقية لكلام «السيد» هي معان وجودية. اذ ان اسرائيل التي تعمل منذ عام 1948 على تجميع يهود العالم في ارض «الميعاد المزعومة» قال لها السيد ان الحرب المقبلة يا اسرائيل هي حرب وجودية، وان تجميع يهود العالم الذي استغرق كل هذه العقود، حزب الله بقدراته الاستراتيجية - النوعية، قادر على تفكيك هذا الكيان من النواحي النفسية والمعنوية والمادية، بحسب المصادر، لأن المعركة مع حزب الله لن تكون تقليدية، كما انها لن تكون على شاكلة حرب تموز عام 2006، بل ستتجاوزها، والاهم ان القيادة العسكرية والسياسية الصهيونية، تثق بأن السيد نصرالله، لا يعبث في الحديث على طريقة حكام العرب، بل انه كقائد للمقاومة مجرّب اكثر من مرة وان المواجهات والحروب مع حزب الله خير دليل على ان هذا الحزب حاضر في الميدان.
والاهم في المسألة الثانية، هو ان السيد قالها بوضوح نحن لا نريد الحرب، لكن ان فعلتها اسرائيل سيكون الردّ الاستراتيجي، نوعاً وكماً على الكيان الاسرائيلي. من هنا فإن الامين العام لحزب الله بالواقع ارجأ الحرب الى سنوات، وهي في الوقت ذاته رسالة مباشرة عبر الاعلام الى حكومة الكيان، انكم اذا ذهبتم الى الحرب عبر الترغيب السعودي المالي، فنحن سنردّ.
واكد الاسرائيليون في تقاريرهم ان السعودية طلبت من اسرائيل التدخل ضدّ حزب الله، وهي - اي المملكة - ستتخذ خطوات لتعرية هذا الحزب في رأيها، وقد فعلتها عبر شنّها الحرب السياسية والاعلامية القائمة، عبر ضغطها بكل الوسائل، واستطاعت ان تعتبر حزب الله، حزباً ارهابياً، وهنا قال الامين العام لحزب الله قال لهؤلاء، ان اسرائيل لا تقوم بحرب الا بطلب اميركي وليس سعودياً، وان اسرائيل تقوم بهذه الحرب لحسابات اميركية - اسرائيلية وليس لحسابات سعودية، وهي دولة متورطة وفق الكونغرس الاميركي، ووفق بعض العواصم الاوروبية بتخريج الارهابين الوهابيين الذين فجروا بالامس في بروكسل، وكذلك في باريس وقبلاً في يوم 11 ايلول الشهير».
بالطبع كلام السيد ليس عبثاً، ذلك لأن بعض قادة العدو العسكريين، هددوا المقاومة بشكل مباشر وغير مباشر، وهي محاولة ابتزاز مكشوفة، من ان حزب الله غير قادر على المواجهات في سوريا وعلى الحدود الجنوبية، فيما يؤكد السيد نصرالله، ان المقاومة جاهزة في كل الساحات. وفي الحقيقة هذا ما باتت تفهمه اسرائيل، وهي تعرف عدوها - اي حزب الله، انه حزب لا يطلق المواقف عبر قيادتها جزافاً على الطريقة العربية.
واكدت المصادر ان الامين العام لحزب الله، يعلم ويمتلك فكرة او معلومة عما تخطط له تل ابيب، بعد القرارات العربية ضد الحزب والمقاومة وجمهورها، ولأن طبيعة الفكرة الاسرائيلية كبيرة، يعتقد اصحاب القراءة ان السيد نصرالله ذهب الى المدى الابعد في مواقفه من اي حرب او عدوان تفكر فيه اسرائيل، وهنا يمكن العودة الى كلام نصرالله السابق، من ان اي حرب مع اسرائيل ستكون بالنسبة الى تل ابيب وجودية وستلحق بها هزيمة استراتيجية. لذلك حق المقاومة الردّ القاسي في حال اصغت اسرائيل او ذهب قادتها الى التهور، على الطريقة السعودية الجارية في المنطقة العربية.
ما تبقى من مواقف هو تجديد لمواقف كان اعلنها الامين العام لحزب الله، لكن ما يبقى ان كلام السيد «فقد كان « سيد الكلام في وجه العدو» الذي بدأ بوضع خطط جديدة، وبالطبع ستستغرق وقتاً طويلاً لمعرفة واختبار مدى نجاحها.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News