المحلية

ربيع دمج

ربيع دمج

ليبانون ديبايت
الاثنين 28 آذار 2016 - 08:55 ليبانون ديبايت
ربيع دمج

ربيع دمج

ليبانون ديبايت

مسرحية "طلال سلمان".. البداية والنهاية

مسرحية "طلال سلمان".. البداية والنهاية

ليبانون ديبايت - ربيع دمج:

نجحت خطة طلال سلمان، صاحب جريدة "السفير" ومديرها وناشرها، لقد تمت مهمته بسلام محققاً المكاسب الكبيرة بعد مناورة قصيرة كانت على حساب موظفيه المخلصين له.

إنتهى الفصل الأخير من مسرحية "صوت الذين لا صوت لهم، أسدلت الستارة على خاتمة مؤقتة لكنها مؤكدة، الصحفي المخضرم صاحب المؤسسة العريقة في الإعلام لمدة 43 سنة أنهى صفقته المادية وكسب الجائزة من المصادر المعنية، فنفعت رسالة التهديد والوعيد التي عاقب بها موظفين أخلصوا لمهنتهم، بينهم كثر أتتهم عروضات مغرية من الخارج لكنهم آنذاك رفضوها ليبقوا في كنف العائلة "السلمانية"، فكانت جائزتهم التقديرية هي "الطرد التعسفي" مع أكل حقوقهم.

قرار سلمان المفاجئ والمشكوك بأمره حين أصدر فرمانه بإقفال المؤسسة برمتها، وهي المؤلفة من صحيفة ورقية ونسخة الكترونية ومركز للبحوث العربية ومطبعة، وطابق ضخم يضم مكاتب أرشيف لها قيمتها النفيسة مادياً ومعنوياً، هذا القرار لم يكن صدفة كما انه لم يكن نزيهاً من رجل إشتهر بموضوعيته ومصداقيته لكنه نسف 43 عاماً من هذه الأسطورة، حين قرر برمشة عين رمي 160 موظفاً تقريباً في آتون البطالة والتشرد والبحث عن مستقبل جديد يصعب إيجاده في ظل الأزمات الإعلامية في لبنان والعالم.

من أين أتت الأموال فجأة؟ ماذا تغيّر بعد أسبوع من قراره الحازم والظالم بحق هؤلاء الموظفين، من إعادة الحياة إلى "السفير"، صاحب السعادة سلمان إجتمع مع شخصيات مهمة مؤخراً لجلب الأموال، وإلا "سيفش خلقه" في الموظفين ويخرجون من المؤسسة بلا تعويضات، عملاً بالمثل المصري " خرج من المولد بلا حمص".

وبعد جولات وصولات له من هنا إلى هناك، يبدو أنه توصل إلى صيغة مناسبة تحل له أموره المادية التي لا تبدو عالقة، فهو لديه الكثير والكثير من الأموال في المصارف ولديه العقارات لكنه لا يريد دفع التعويضات او ربما تحمّل مصاريف الصحيفة من جيبه فقط.

وبحسب المعلومات الواردة إلى موقع "ليبانون ديبايت" فإن بعد زيارة سلمان لأمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله وخروجه من عنده بوجه واجم، قرر السيّد بعد أيام من المشاورات أن يهبه مبلغاً من المال كي لا تتوقف الصحيفة لا ورقياً ولا الكترونياً.

إلى جانب الهبة من حزب الله، سارت أقاويل لم يتم بتها بعد تفيد بأن وزير التربية الياس بو صعب شارك في هبة أخرى، وهي عبارة عن شرائه أسهم في المؤسسة كاملة، بقيمة مليون دولار أميركي، هذه الأقاويل غير بعيدة عن الواقع ولكن ينتظر أن تصبح رسمية وربما بعد أيام.

سلمان يمتلك في المؤسسة نحو 73% من أسهمها، فيما هناك 20 % تعود لشريكه الأميركي السوري جمال دانيال، أما 7% فهي تعود للرئيس نجيب ميقاتي، بحسب مصادر مؤكدة من داخل "السفير".

حتى الساعة لم تتضح بعد لما قام سلمان بهذه المسرحية، صحيح أن هناك ازمة مالية تعصف بالمؤسسات الإعلامية كافة لكن أن يتم إقفال صرح إعلامي بحجم "السفير" فهذا امر غير منطقي، ولو أن نية سلمان كانت صافية تماماً لما فعل ذلك وبكل بساطة لحوّل "السفير" من ورقية إلى الكترونية مع الإبقاء على الموظفين، وإذا كان هناك فائضاً لدفع لهم تعويضات بدلاً من تهديدهم وإهانتهم وضربهم في كرامتهم امام زملائهم وامام الناس، فتحولوا بين ليلة وضحاها من صانعي الخبر إلى الخبر بحد ذاته.

هؤلاء الزملاء هم الوحيدون "ضحايا"، حوّلهم سعادة "السفير" إلى ما يشبه البضاعة في المزاد العلني ينتظرون من يشتري. على مدار أسبوع عاشوا لحظات من الرعب والقلق خوفاً على مصيرهم المجهول، زملاء لهم في مؤسسات أخرى تضامنوا معهم وقرروا يوم الإثنين عصراً التواجد تحت مبنى "السفير" في شارع الحمرا للوقوف معهم وتحصيل حقوقهم التي كان سيسلبها منهم صاحب شعار "صوت الذين لا صوت لهم".

الإنذارات المتتالية التي نزلت عليهم في غضون أيام كانت مجحفة ومتعبة لهم، وقبل خبرية العودة المفاجئة كان (سلمان) قد أصدر قراراً يجبر بموجبه جميع الموظفين الحضور 8 ساعات إلى المؤسسة لفترة أربعة شهور مقبلة، وإن كانت الصحيفة لن تصدر ولن يكون هناك موقعاً الكترونياً، ولكن الحضور إلزامي طيلة هذه الفترة وإلا سيعاقب المخالف للشروط. وبحسب الفرمان الإداري فأنه يحق للموظف التغيّب ساعة واحدة للخروج من "أسره" للبحث عن وظيفة في مكان آخر.

حملات إعلامية كثيفة تباكت على السفير أكثر مما تباكت على وضع الموظفين، غير أن قسماً كبيراً من الموظفين في الداخل كانوا يشعرون بأن هناك "بروباغندا" رخيصة تتحضر في الكواليس، وكانوا يتوقعون زج قضيتهم في متاهات مظلمة كي يتم تسوّل الأموال على ظهرهم، هذه الطريقة إعتمدها سابقاً صاحب جريدة معروفة ونجحت معه، وها هي أثمرت جهودها مع "السفير".

عند الخامسة عصراً من يوم الأحد إجتمع طلال سلمان مع رؤوساء التحرير في الأقسام ويبدو أن هذا الإجتماع الممتد لساعات طويلة سيخرج بنتيجة أو فكرة جهنمية جديدة بحسب ما يقول بعض الموظفين من الداخل، ربما سيتم طرد حوالي 30 موظفاً بحجة أن هناك فائض والهبة لا تكفي للجميع، الجميع ينتظر القرار النهائي صباح الإثنين.

مهما أتت النتائج إيجابية أم لا، فإن ثقة 40% من الموظفين وبحسب تعليقاتهم الواضحة على صفحاتهم على مواقع التواصل الإجتماعي، تشير إلى أنهم فقدوا الثقة بهذه المؤسسة التي كانت تنوي طردهم دون تعويضات ودون كلمة شكر، ولفت البعض منهم إلى أن كرامتهم لن تسمح لهم بالبقاء وفي حال لم ترد أسمائهم على لائحة المطرودين فهم سيقدمون شخصياً إستقالتهم. في وقت يؤكد فيه أحدهم لموقع "ليبانون ديبايت" أنه "من يضمن لنا ولزملائنا البقاء بعد سنة في حال عادت الأزمة، ومن يفعلها مرة ويحولنا إلى دمى ساخرة أمام الزملاء لا نثق به مستقبلاً".

كان مؤسفاً جداً لمدرسة تخرج منها الكثير وتعلّم منها جميع الصحافيين في لبنان والعالم العربي أن تتحول في نهاية المطاف إلى هذه الصورة، وكان منطقياً جداً لو تم الإستغناء بشفافية عن القسم الورقي كما حصل مع صحف كبيرة عالمية أهم من "السفير" ، منها "الأنديبندت" البريطانية، كان بإمكان طلال سلمان تجنيب موظفيه المخلصين له المعمعة دون التهديد بإقفال المؤسسة وبدون أي تعويضات، فحين كانت الريشة وسيلة للكتابة ومع الزمن ظهر قلم الحبر، بقيت الريشة في المتاحف ولكن الكتابة إستمرت وتطورت لتصبح مطبوعة.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة