أمن وقضاء

ناصر شرارة

ناصر شرارة

الجمهورية
الثلاثاء 29 آذار 2016 - 08:04 الجمهورية
ناصر شرارة

ناصر شرارة

الجمهورية

ما الذي يحدث في نقاط التحفُّظ الـ 13 على الخط الأزرق؟

ما الذي يحدث في نقاط التحفُّظ الـ 13 على الخط الأزرق؟

يُلاحَظ في الآونة الأخيرة حدوث تعدّيات عسكرية إسرائيلية ممنهجة على طول الخط الأزرق في جنوب لبنان، وخصوصاً في «مناطق التحفّظ» الواقعة على هذا الخط، والمقصود بها المناطق التي اختلف على تصنيفها الجانبان اللبناني والإسرائيلي خلال تنفيذ عملية رسم الخط الأزرق المسمّى بخط الانسحاب الإسرائيلي عام 2006، حيث اعتبرتها الدولة اللبنانية ولا تزال مناطقَ لبنانية، فيما اعتبرتها إسرائيل مناطق تقع ضمن أراضيها، وأقرَّ لها بذلك القرار 1701. وتبلغ مساحة «مناطق التحفّظ»، بحسب المفهوم اللبناني، 13 نقطة تمتدّ على مسافة 114 كلم، التي هي طول الخط الأزرق الممتدّ من منطقة شبعا حتى الناقورة.وفقَ معلومات، أنّ هذه النقاط (مناطق التحفّظ) تشهد منذ نحو أسابيع تعدّيات إسرائيلية خطرة تهدف إلى تغيير الجيش الإسرائيلي لواقعها الطبوغرافي، وذلك تحت مبرَّر الضرورات الأمنيّة.

ما هي أهداف إسرائيل من تعدّياتها الراهنة على مناطق التحفّظ اللبنانية؟

مصادر مختصة ومتابعة لهذا الملف تَحصرها بهدفين اثنين أساسيَين:

الأوّل، وهو استراتيجي وبعيد المدى، يرمي إلى إجراء تغييرات جغرافية في هذه المناطق تؤسّس لجعلِ إسرائيل تطالب لاحقاً باعتبارها مناطقَ تقع داخل أراضي فلسطين المحتلة (أي إسرائيلية)، وتمثّل خطَ حدودها القانونية مع لبنان.

ويريد هذا الهدف بحسب مصدر قانوني «تحقيقَ رغبة الدولة العبرية في رسم الحدود الدولية مع الدولة اللبنانية حينما يَحين موعد التسويات النهائية في المنطقة انطلاقاً من الخط الأزرق، على رغم أنّ جوهر القرار القانوني للقرار 1701 يعتبره خط انسحاب».

الثاني، حماية المناطق الشمالية في فلسطين المحتلة من إمكان نجاح المقاومة في التسلل إليها، خصوصاً بعد نجاح الأخيرة في زرع عبوةٍ داخل مزراع شبعا لمرّتين خلال أشهر قليلة.

والملاحَظ أنّ إسرائيل تقيم خطَّ الموانع العسكرية فوق أراضٍ لبنانية، ولكنّها من وجهة نظر إسرائيل والقرار 1701 تُعتبَر مناطق تقع وراء خط الانسحاب الإسرائيلي من لبنان، ما يؤشّر إلى أنّ تل أبيب تُخطّط لإبقاء حركة المواجهة بينها وبين «حزب الله» داخل الأراضي اللبنالنية، في حال وقعَت حرب جديدة. وأيضاً لجعلِ مناطق التحفّظ تحفل بأمر واقع عسكري له صفة بأنّه قانونياً يُلبّي احتياجات دفاع إسرائيل عن أمنها في المنطقة الشمالية المهدّدة من «حزب الله».

وكان لافتاً في هذا المجال أنّ الخارجية الإسرائيلية سرّبَت أخيراً أنّها تعتزم تقديم شكوى إلى الأمم المتحدة للاحتجاج على تهديد «حزب الله» بلسان أمينه العام السيّد حسن نصرالله بالدخول عسكرياً إلى منطقة الجليل.

ووفقَ تفسيرات قانونية فإنّ هدف تل أبيب من هذا الاحتجاج هو تقديم غطاء قانوني دولي لتعدّياتها الراهنة على مناطق التحفّظ، وإبرازها على أنّها إجراءات عسكرية وقائية دفاعية تتمّ فوق أراضٍ مسموح لإسرائيل الحركة الدفاعية فيها وفقَ القرار 1701، وأنّ هدفها الاستراتيجي تأمين حماية الجليل من أيّ تسلل صغير أو كبير لاحقاً لـ»حزب الله» إليه.

وعليه فإنّ إسرائيل تحاول كسبَ أمرين في وقت واحد: شرعَنة سيادتها العسكرية وبدرجة أكثر الأمنية على مناطق التحفّظ على الخط الأزرق.
وإنشاء حواجز وحصون عسكرية، وفي الأساس إجراء تغييرات طوبوغرافية أمنية في» 13 نقطة تحفّظ «على طول الخط الأزرق بحجّة أنّها تحتاجها لمنع أيّ تسَلّل لـ»حزب الله» إلى شمال إسرائيل.

وضمن هذا الهدف، لا يُستبعد مع الوقت، بناءً لسوابق إسرائيلية مماثلة، أن تعلن إسرائيل نقاط التحفّظ الـ 13 نوعاً من خط دفاع إسرائيلي فوق الأراضي اللبنانية، وتراهن لاحقاً على إطلاق تسمية عليه (كما أطلقت سابقاً تسميات على «خطوط دفاعية» على حدودها مع دول عربية كمصر وسوريا) للإشارة إلى أنّ مناطق التحفّظ هي منطقة حيوية أمنية لها، يجب إعادة التفاوض حولها لاحقاً من أجل انسحابها منها، وذلك بموجب تسوية شاملة مع لبنان!

أين الدولة اللبنانية من مِثل هذه الأخطار التي تعمد إسرائيل حالياً إلى البدء في تجسيد وقائعها على الأرض على طول الخط الأزرق؟

يجيب مصدر متابع أنّ الآونة الأخيرة شهدت حراكاً عسكرياً إسرائيلياً خطراً على طول الخط الأزرق، اتّسَم بأنه يرمي إلى تغيّرات بعيدة الأمد جغرافياً وسياسياً في مناطق التحفّظ، ومع ذلك يلاحظ أنّ الدولة اللبنانية في المقابل لا تثير هذا الموضوع، الأمر الذي يشجّع إسرائيل على التمادي لنقلِ تعدّياتها إلى مناطق تحفّظ أخرى.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة