في ظل الخواء السياسي الداخلي، كان الحدث زيارة رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية الشمالية، مع ما حملته استضافة مفتي طرابلس والشمال مالك الشعار في منزله، فرنجية إلى مأدبة غداء، من شرعية سنية لترشيح النائب فرنجية التي لا يمكن أن تحصل بمعزل عن الرئيس سعد الحريري في سعي جديد من الأخير لتكريس تبنيه فرنجية كمرشح لرئاسة الجمهورية، والتناغم مع كلام السفير السعودي في محاولة لدفع فرنجية المحافظ على علاقته الجيدة مع حزب الله إلى الانخراط في اللعبة الرئاسية والنزول إلى المجلس النيابي في جلسة 18 نيسان الحالي.
ولفت فرنجية إلى أن الرئيس الحريري لم يخرج عن الإجماع المسيحي عندما رشّحه للرئاسة، بل التزم بالمواصفات التي وضعت في بكركي، وأشار إلى «أننا مع أي شخص يتم التوافق عليه وحين تضع بكركي مواصفات أخرى نحن معها». كما برر اعتباره أن «الأقوى في الطائفة يمكن أن يكون خطيراً على لبنان، ويمكن أن يكون هناك خطورة للسير في هذا المبدأ»، مضيفاً أن «على رئيس الجمهورية أن ينبثق من بيئته ويكون مقبولاً من الجهات الأخرى».
وأشارت مصادر مطلعة إلى أن كلام فرنجية استمرار للمنهجية القائمة بينه وبين الجنرال ميشال عون وتبادل اللكمات السياسية واستكمال للكلام الذي أطلقه فرنجية خلال مناقشات جلسة هيئة الحوار الوطني الأخيرة، ما يؤكد أن إدارة الخلاف مستمرة بينهما لحين جلاء المشهد السياسي».
وأشارت مصادر في تيار المردة إلى «أن الزيارة جاءت عقب لقاء حصل بين الوزير فرنجية والمفتي الشعار في وقت سابق وتم الاتفاق بينهما على زيارة ثانية لفرنجية تكون أوسع وأشمل وجاءت اليوم لحاجة الشمال إلى لقاء مكوناته بعد قطيعة طويلة، لذلك هي زيارة انفتاحية على الشمال لا سيما بين زغرتا وطرابلس وجاءت ثمرة لمساعي ومواقف فرنجية تجاه طرابلس والشمال عموماً في أن يبقى موحداً».
ولفتت إلى أن «فرنجية لم يقصد أحداً بقوله إن الرئيس القوي يشكل خطراً على المسيحيين ولبنان، بل عنى بذلك أن التطرف المسيحي والإرهاب التكفيري هما الخطر على لبنان وأي فريق يتخذ مواقف متطرفة يشكل هذا الخطر بمعزل عن نسبة تمثيله وقوته في شارعه أو طائفته».
ورأت المصادر أن «تهديد القوات والتيار الوطني الحر بالنزول إلى الشارع سيقابله قرار اتخذه فرنجية بالنزول إلى المجلس النيابي في الجلسة المقبلة، لأن الشارع ليس ملكاً لأحد واستعمال الشارع سيشكل تهديداً للاستقرار الداخلي».
وقالت المصادر «إن هناك قراراً في 8 آذار بعدم النزول إلى المجلس النيابي والمردة ملتزمة به، رغم إلحاح تيار المستقبل على نزولها إلى المجلس، لكن إذا قرر التيار النزول إلى الشارع، فهذا يعني خروج عن إجماع 8 آذار، وبالتالي لفرنجية كل الحق في اتخاذ خطوة النزول إلى المجلس وليس إلى الشارع حتى لو لم يتأمن النصاب أو لم تنعقد الجلسة».
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News