المحلية

placeholder

ليبانون ديبايت
الاثنين 04 نيسان 2016 - 18:40 ليبانون ديبايت
placeholder

ليبانون ديبايت

عبود أشكر "ليبانون ديبايت".. وقوفي بالطابور واجب

عبود أشكر "ليبانون ديبايت".. وقوفي بالطابور واجب

ورد الى موقع "ليبانون ديبايت" بيان صادر عن وزير السياحة السابق فادي عبود، جاء فيه التالي:

أود ان اشكر موقع Lebanon Debate على الاضاءة على موضوع وقوفي في الطابور فترة 45 دقيقة ، علما ان وقوفي بالطابور بحد ذاته ليس مشكلة وهي واجب لا أجد ازعاجا من ممارسته ، بل اجده اساسي لتكوين المجتمعات . فالوقوف في الطابور واحترام حقوق الغير هو المؤشر الاساسي لمجتمع منصهر يحترم فيه الفرد حدوده كما يحترم حقوق الآخرين .

واذكر هنا مقولة لموشي ديان وزير خارجية الدولة الصهيونية، الذي نُقل عنه أنه قال: لا تخافوا من العرب مادام أنهم لا يحسنون الوقوف في الطابور، والانتظام في صف واحد.

اما اليوم ففي لبنان من الواضح اننا نعيش في شريعة الغاب ، وابعد ما يكون عن مجتمع حقيقي ، بل نوع من التجمع البشري يمتهن التعدي على حقوق الغير . ويعتبر هذا التعدي مصدر قوة وتجبّر في مجتمع لا يحترم الا المتسلط.

بدءا بالمواكب التي يصل اصحابها بمواكبهم والمرافقين الازلام والامنيين يدخلون عكس السير ويسببون زحمة سير خانقة في حين يتفرج المسؤولين عن تنظيم السير بنظرة زحفطونية مما تسبب بحبس المواطنين في زحمة سير خانقة ، وربما هذا المسؤول الذي يصر على الوصول باكبر موكب ممكن يفعل ذلك للحفاظ على وقته الثمين والذي يجندّه في خدمة المواطن ، او كي لا يخسر اية دقيقة للانتاجية حيث انه في الواقع اننا المجتمع الاكثر انتاجية في العالم ، او بسبب التهديدات الامنية ربما ، والتي لم تنجح بعد اي مواكب سيارة من حماية اصحابها. والنتيجة زحمة سير خانقة من دون مراعاة للمواطن الذي فاقت قدرته على التحمل .

ولدى دخولك لتقديم واجب التعزية تقف في الطابور كما في كل المجتمعات ، لتتفاجأ ان قلة قليلة يحترم اصول الوقوف في الطابور ، وهي آفة لبنانية بامتياز تراها اينما كان ، ابشع ما يمكن ان تراه النظرة الفوقية باتجاه " الضعفاء" الواقفين في الطابور وعدم الاحترام الواضح على وجوههم تجاه من يقف في الطابور، والوقوف في الطابور لفترة 45 دقيقة كان بسبب التجاوزات وكذلك للاستمتاع بمراقبة من يتظاهر بالقاء التحية على احدهم ليتجاوز الصف بدم بارد ومن دون ان يرف له جفن .

هذه الصورة تعكس ابعد من ذلك ، وليست مجرد بعض الفوضى في مأتم ، بل هي تجسد عقلية مجتمع بكامله ، بتقاتله وتناحره وسعيه الى خنق الآخر والتعدي على حقوقه . فهذه الصورة تشبه تعاملنا في السياسة ، في الاقتصاد ، في القيادة على الطرقات ، و تجد نفس المضايقة في الشارع حينما يتعدّى أحدهم على حقك في الطريق، أو يزاحمك عند إشارة المرور، مرة ذات اليمين وأخرى ذات الشمال، وتطوّر هذا السلوك لينسحب على جميع العلاقات والسلوكيات الاجتماعية أثناء التعامل مع الآخرين في شكل فاضح من الأنانية وحب الذات وظلم الآخرين.

في علم المجتمع ، يعتبر احترام الطابور من الصفات التي تحدد مدى تطور المجتمع وتجانسه وتناغمه ، اما نحن فقد تحولنا الى ما يشبه تجمع بشري عير مترابط نتعدى على حقوق بعضنا البعض.

وما يٌثلج القلب كما يقولون بلغة الضاد او ما يدفيء القلب كما يقولون في الانكليزية ان العديد من الواقفين في الطابور استهجنوا ورفضوا هذه التصرفات ورفضوا تجاوز الطابور ، مما يعطي بارقة امل انه ما زال هناك من يرفض الشواذ ويحلم بمجتمع منظم وراقي لا يتعدى فيها احد على حقوق غيره .

أخيراً اعود الى ما قاله وذكرناه في أول المقال عن السيء الذكر موشي دايان ، قد يكون ذكره سيئاً اما من يُنكر ان عدونا يفهم مجتمعنا أكثر بكثير مما يفهمه ساستنا وشعبنا وبانهم يعرفون نقاط ضعفنا ويعرفون كيف يستغلونها لمصالحهم ، وربما اننا نستحق الاذلال لاننا رفضنا كل ما هو حق وخير وجمال واصبحنا "جماهير" يحركها العدو والتعصب الطائفي والمذهبي ويمنع عنها التعليم والتقدم ،في بروباغندا باننا سنا بحاجة الى العلم بل تكفينا قراءة الكتب الدينية . نعم ان حريات الامم عارٌ علينا ونستحق ذلك ، واريد ان أُعيد التذكير أنه في الستينيات من القرن الماضي زار صحافي هندي شهير اسمه كارانجيا إسرائيل قبل حرب 1967وأجرى حديثا مطولا مع موشي دايان وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك, وشرح دايان للصحافي الهندي أن إسرائيل ستدمر الطائرات العربية في مرابضها بضربة سريعة ثم تصبح السماء ملكا لها وتحسم الحرب لصالحها, وحينها تساءل كارانجيا باستغراب: كيف تكشفون خططكم بهذه الطريقة؟ فرد عليه دايان ببرود :
لا عليك فالعرب لا يقرأون, وإذا قرأوا لا يفهمون وإذا فهموا لا يطبقون.

وبالفعل نشر الصحافي الهندي كتاب " خنجر اسرائيل" تضمن الخطط لموشي دايان ، وعندما اندلعت حرب ال67 نفذ دايان ما جاء في الكتاب والمقابلة حرفيا .

وبعد 50 عاما لم يتغير اي شيء ، فهل سننجح بادخال مفاهيم النهضة في عقول ابناء امتي ، أسأل فها من مجيب ؟

"ليس من الضروري ان تكون عميلاً لتخدم عدوك يكفيك ان تكون غبيا " الامام والمفكر المصري محمد الغزالي .

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة