قال وزير البيئة محمد المشنوق : "كلما دخلت الى سوبرماركت وكلما حملت أي منتج أقرأ عليه المكونات،النسب الغذائية، الوحدات الحرارية، ومكان الصنع وبعض التفاصيل الاخرى التي تفرضها وزارات الصناعة في العالم. وعندما أتطلع الى منتج لبناني اليوم فهو بات قريبا جدا من المستويات العالمية، ولكنني أريد أن أرى عليه الالتزام البيئي، فلا يكفي أن تكون هذه البضائع كما قال معالي الوزير وائل ابو فاعور مطابقة ولا يكفي أن يكون ايضا في مستوى الطموح الذي أراده معالي وزير الصناعة حسين الحاج حسن، وأنا أؤيد هذا المشروع الطموح إنما علينا أن نبدأ أيضا من حيث هو محيط هذا المصنع ومحيط هذه الصناعة".
المشنوق، وخلال مشاركته في "اليوم الوطني للصناعات الغذائية" في دورته العاشرة، في معرض هوريكا في البيال، اضاف: "هنا يكون الالتزام البيئي، ولدينا في وزارة البيئة مشروع واضح لمكافحة التلوث الصناعي LEPAP يتعلق بتقديم المساعدات التقنية والدراسات البيئية لكل المصانع من دون استثناء وفق تصنيفها كي تحصل على قروض ليس فقط ميسرة بل من دون فائدة، ففائدتها صفر بدعم من البنك الدولي ومصرف لبنان والحكومة الايطالية. وحتى الآن الاقبال ضئيل من الصناعيين، وأنا على الاقل واجهت حتى الآن 7 لقاءات مع الصناعيين من جميع الاختصاصات فهل يجوز أن نبقى نلوث حيث نحن أي على ضفاف نهر الليطاني أو أي نهر آخر أو في منطقة صناعية معينة هنا أو هناك؟ طبعا لا يجوز، وهذا الكلام ليس موجها الى الذين حازوا على شهادة ISO حتى لو كانوا خمسين بل هو موجه الى كل المصانع من دون استثناء ".
وسأل: "مياه الصرف الصحي أين تذهب؟ بقايا الانتاج أين تذهب ؟ وما هي الاجراءات البيئية المتخذة بيئيا ليس فقط للحفاظ على النظافة بل لمتابعة عملية الانتاج بشكل بيئي منتظم وبمستوياته الدقيقة وبالجودة العالمية، وهذه نقطة اساسية وإذا لم يقدم الصناعيون عليها في كل المجالات إسمحوا لي أن أشكك بمدى صحة الطموح لدى وزير الصناعة ".
واضاف وزير البيئة: "طبعا نريد مناطق صناعية محددة وآمل أن تكون في مناطق الفقر المدقع الموجود في الشمال وفي البقاع حيث أكثر من 50 في المئة دون مستوى الفقر".
وعرض لسلسلة من الملاحظات، مشددا على التنسيق في اقامة المعارض الصناعية ومراعاة المزاحمة في الانتاج والتسويق والاهتمام بالتعليب والتخزين والشحن والاستدامة في الصناعات الغذائية".
ورأى "ان حجم التحديات الذي تواجهه هذه الصناعات هائل، شأنها شأن العديد من الصناعات والقطاعات الإنتاجية الأخرى، خصوصا في ظل التطور المتواصل للأسواق العالمية. من هنا تكمن أهمية النظر إلى العنصر البيئي، لا كعبء إضافي، بل كفرصة، فرصة لاعتناق مفهوم الصناعة النظيفة، هذا المفهوم الذي من شأنه ليس فقط تخفيف الكلفة لإنتاجية، إنما أيضا تسهيل تصريف المنتوجات. وكم نحن بحاجة إلى ذلك في ظل ازدياد الشروط والقيود في الأسواق كافة".
وقال: "اذا راجعنا الأبحاث والمنشورات العلمية الأخيرة في هذا المجال، وجدنا تركيزا على مفهوم "الاستهلاك والإنتاج المستدام"، هذا المفهوم الذي قامت وزارة البيئة بالشراكة مع وزارة الصناعة بإطلاق خطة العمل الوطنية الخاصة به منذ حوالى أسبوعين. فدعونا اليوم، بمناسبة اليوم الوطني للصناعات الغذائية، نعاود التأكيد على التزامنا بهذا المفهوم، وسعينا الدؤوب لحسن تنفيذه".
اضاف: "دعونا أيضا في هذه المناسبة نستعرض مجالات الدعم المتاحة لاعتناق هذا المفهوم وغيره من المفاهيم البيئية المعاصرة التي من شأنها النهوض بالقطاع الصناعي عامة، وقطاع الصناعات الغذائية بشكل خاص. ولعل مجال الدعم الأبرز الذي تقدمه وزارة البيئة في هذا الإطار هو من خلال مشروع مكافحة التلوث البيئي
LEPAP Lebanon Environmental Pollution Abatement Project حيث يمكن للمؤسسات الصناعية الاستفادة من دعم تقني مجاني لمعاينة وضعها البيئي وتحديد التدابير الوقائية والعلاجية اللازمة، وقروض ميسرة لتنفيذ هذه التدابير بفائدة تصل نسبتها إلى حوالي الصفر بالمئة".
وأوضح "أن مشروع LEPAPالذي تنفذه وزارة البيئة بتمويل من مصرف لبنان والبنك الدولي والحكومة الايطالية، وبالشراكة مع برنامج الامم المتحدة الإنمائي، ووزارة الصناعة وجمعية الصناعيين اللبنانيين واتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة، وغيرهم من الشركاء المحليين من القطاعين العام والخاص يأتي لتسهيل التزام الصناعيين بمرسوم الالتزام البيئي للمنشآت (المرسوم 8471/2012)، أي الالتزام بالمعايير البيئية الخاصة بالمياه المبتذلة الصناعية، الملوثات الهوائية والنفايات الصلبة والمحددة في القرار رقم 8/1 تاريخ 30/1/2001 الصادر عن وزارة البيئة"، مؤكدا "ان حسن تقيد الصناعي بأحكام هذا المرسوم يخوله الحصول على شهادة التزام بيئي، ما من شأنه تحسين سمعة المصنع وتسهيل تصريف منتوجاته".
وختم المشنوق بالقول: "إن الالتزام البيئي موضوع ظاهره بيئي، انما عمقه اقتصادي- اجتماعي - بيئي. وبالتالي فإن دوركم في الترويج لهذا الالتزام أساسي لازدهار هذه الصناعة. كونوا إذا الرواد، واركبوا قطار الالتزام البيئي لما فيه خير الصناعة وسلامة البيئة وصحة اللبنانيين".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News