اقليمي ودولي

placeholder

عربي21
الجمعة 08 نيسان 2016 - 10:16 عربي21
placeholder

عربي21

صحفي ألماني يروي تجربته مع "جون الجهادي"

صحفي ألماني يروي تجربته مع "جون الجهادي"

نشر الصحفي الألماني جورغن تودينهوفر في صحيفة الغارديان مقتطفات من كتابه "عشرة أيام في الدولة الإسلامية" الذي يصدر بالإنجليزية في الحادي والعشرين من هذا الشهر.

يقول جورغن إن أبا قتادة -وهو ألماني متحول للإسلام- هو من توسط لزيارته لأراضي تنظيم الدولة، ويصف كيف وضع هو وابنه المصور فريدريك حقائبهما في سيارة بيك آب بيضاء جاء فيها أبو قتادة، ليأخذهما ويصف كيف كان السائق الذي ألقى السلام بالإنجليزية بلهجة جيدة ملثما، بحيث لا يظهر منه سوى عينيه وشكل أنفه. وتجنبت السيارة الشوارع الرئيسية، واستغرقت الطريق للرقة أكثر من ثلاث ساعات.

ويقول جورغن إنه طلب رؤية الصحفي البريطاني المحتجز جون كانتلي أو مقابلة الجلاد الشهير (جون الجهادي) قبل مغادرته الرقة، ولكن كان الجواب بالرفض القاطع.

ثم يقول إن مقاتلا ألمانيا آخر من أصول مغربية جاء مع السائق المتحدث بالإنجليزية، الذي ما يزال مقنعا. وقام السائق بالإمساك بزمام الحديث مباشرة، وأظهر أنه لا يثق في الصحفيين، وأوضح أنه إن لم نقبل الشروط فبإمكاننا المغادرة الآن. واقترح حلا وسطا وهو أن يرينا بعض ما نريد، وإن أثبتنا بأنه يمكن الوثوق بنا فيمكن أن ترفع القيود في الزيارة القادمة.

في الحقيقة، شعرنا بأننا حققنا الكثير، ويجب أن نعتبر أنفسنا محظوظين؛ لأننا أول صحفيين غير مسلمين يدخلون مناطق التنظيم ولا تقطع رؤوسهم، يقول جورغن. ويقول إن السائق الملثم أراد أن يعرف لماذا كنا مهتمين برؤية "جون الجهادي" وكانتلي، ولماذا لم نكن مهتمين بمعاناة المسلمين في ذلك البلد.

ويقول إنه بالرغم من احتجاجاته، إلا أن موضوع كانتلي كان يهمه. ويغادرنا للحديث لقيادته مرة أخرى، ليرى إن كان بإمكاننا زيارة الرقة، وإن كان اللقاء بكانتلي ممكنا حتى دون كاميرات، فزيارتنا تم ترتيبها عن طريق المكتب الإعلامي ومكتب الخليفة، ولذلك لا أحد يريد أن يغامر.

وفي حين كانا يناقشان المسألة، أتى أبو قتادة إلى غرفتهما، وسألهما إن كانا يريدا شيئا، وواضح أنه بذلك كان يلطف الجو. وعندما غادر جاء فريدريك وجلس بجانبي شاحب الوجه، وهمس لي: "لست متأكدا تماما؛ لأنني لا أستطيع التأكد دون كمبيوتري، ولكني أظن أن الإنجليزي الملثم هو جون الجهادي". وجلسنا معا لفترة طويلة ينظر أحدنا للآخر.

في اليوم التالي سافرا إلى الموصل في سيارة باص صغيرة، حيث يسيطر على البلد 5000 مقاتل من مقاتلي التنظيم، والتي تعدّ قلب الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم.

يقول جورغن: "بدت المدينة عادية؛ الناس في الشوارع وكثير من السيارات تسير في الشوارع أيضا، ويقول إنه بينما كان يسير الباص في المدينة لم ينس "الأعداد الكبيرة من الشيعة واليهود الذين قتلوا في المدينة أو طردوا منها، والكثير من النصارى الذين هربوا، حتى أصبحت الموصل الآن مدينة سنية بحتة".

ثم يقول إنهم دخلوا شارعا فرعيا للذهاب إلى قسم الإعلام، وإنهم دخلوا دكانا صغيرا عبارة عن دار نشر للتنظيم، فيها الكتيبات والمنشورات التي ستوزع على الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم، ويشير إلى منشور عن "كيفية التعامل مع العبيد"، وعن "مبايعة الخليفة"، وعن "كيف تلبس المرأة وتتصرف"، وعن "رعاية الفقراء"، و"كيف تكون مقاتلا جيدا في الدولة الإسلامية"، وفقه الجهاد الذي يعتقد أبو قتادة أنه لو وجد مع شخص في ألمانيا لسجن سبع سنوات.

في اليوم التالي، اقترحوا علينا الذهاب إلى مطعم لتناول السمك المسكوف، أكل الجميع لكن أبا قتادة طلب وجبة سمك مختلفة، وقال إنه كان عليه أن يمر من الغرفة الأخرى ليصل إلى الحمام، وإنه خلال مروره رأى السائقين من الرقة مع مرافقيهم في الموصل، وكانا دون القناع، ويقول إنه اعتذر واستمر في طريقه إلى الحمام.

وأضاف أنه خلال العودة لاحظ أن السائق كان غاضبا، ويقول ربما لأني رأيته دون قناع، ولدى وصولهم للبيت حملق في فريدريك، وقال له: أحضر لي كل الكاميرات الآن وكل بطاقات الذاكرة؛ لأنني أريد أن أشاهد ما فيها، وسأعمل لكم نسخة وأعطيك الكاميرات غدا، فحاول فريدريك أن يقول إنه ليس راضيا، ولكن هذا زاد من غضب السائق، "وصار على وشك الانفجار"، ويرى فريدريك مدى توتر الوضع، فيجلب الكاميرات ويعطيها للسائق.

ثم يقول إن الهوة بينهما وبين المرافقين زادت على مدى اليومين اللاحقين في الموصل قبل العودة للرقة، حيث بدأ انتظار العودة، وفي يوم الاثنين 15 كانون ثاني/ ديسمبر، أعطيا أجهزة الموبايل الخاصة بهما، وتم أخذهما للحدود التركية من خلال حقول محروثة.

ويقول إن فريدريك اتصل به بعد يومين، وأسمعه تسجيلا، وقال له: أتعرف هذا الصوت، إنه سائقنا.. إنه "جون الجهادي"، وبعدها شغل فيديو لجون الجهادي يهدد بقطع رأسي اليابانيين المختطفين، و"عندما سمعت الصوت كأن أحدا ضربني على رأسي"، لقد غيروا صوته إلكترونيا في التسجيلات بتخفيض النغمة، ولكن الإيقاع هو نفسه.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة