إعتبر العلامة السيد علي فضل الله، أن الفساد في لبنان ينتهي عندما نرى رموزه وصناعه وراء القضبان.
وقال في خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك: "يستمر مسلسل الفضائح هذه الفضائح التي لم تقف عند الحد الذي كنا أشرنا إليه، بل امتدت لتصل إلى الاتجار بالبشر. أما رائحة الفساد، فبتنا نشمها ونتحسسها في كل مفاصل حياتنا، وحيث ما ذهبنا، ورغم أننا قد نرى الفساد الكبير جليا، ولكن لا ينبغي أن نغفل الفساد الصغير، وهو نتاج الترهل الذي تعيشه الدولة، في ظل الانقسام السياسي والمحاصصات وفقدان الرقابة. وما يزيد من تفاقمه في هذه المرحلة، هو تعطيل المفاصل الأساسية في الدولة، حيث الشغور الرئاسي، وعدم انتظام عمل المؤسسات، وعدم تفعيل المجلس النيابي. وإذا كان هناك من عمل لمجلس الوزراء، فهو تفكيك الألغام السياسية بين مكوناته، حيث يخشى عند كل جلسة من انفجار لغم يؤدي إلى فرط عقد هذا المجلس، بحيث أصبح تأجيل الجلسات، وحتى إيقافها، مطلبا وطنيا للحؤول دون أن تفوح منها رائحة الطائفية البغيضة أو تزيد من تأجيج الأحقاد الدفينة".
وتابع: "إننا أمام الفساد المستشري، نعيد التأكيد على دور فاعل للقضاء، الذي نريده دائما وأبدا نزيها عادلا شفافا، ليبقى صمام أمان لهذا البلد، ولن يتحقق هذا الأمر إلا عندما يرفع السياسيون أيديهم عنه، وتنتهي تدخلاتهم وتوجيهاتهم. ونحن نثق بأن هناك في القضاء من يتعالى على المال وعلى التدخلات، وأن الفساد لا ينمو ولا يستشري إذا لم تتنام له حاضنة تحميه وتؤمن له التغطية أو تتستر عليه".
ورأى أن "الفساد لا يحارب بتفكيك أجهزته أو القبض على ضحاياه فقط، بل عندما يحاسب الذين أمنوا له الحماية وأوجدوا له الغطاء، وعندما يقرر الشعب أن يحاسب ويعاتب، ولا ينادي بنجاة فاسد، أو يرفعه إلى سدة البرلمان أو إلى أي موقع في البلد، فالشخص الذي نجد لديه ذرة من فساد، ويكون الفساد هينا عليه، لا يمكن أن يكون مصلحا، ولا يصلح به البلد"، مؤكدا ان "الفساد سينتهي عندما نرى رموزه وصناعه، يطاح بهم، ويصبحون وراء القضبان، ويصيرون لعنة على كل لسان".
وقال: "نبقى في لبنان؛ بلد الحريات، لندين إيقاف بث مؤسسة إعلامية مثلت عنوانا من عناوين المقاومة في هذا البلد، وعانت آثار العدوان، إننا نرى في إيقاف قناة المنار الفضائية عدوانا على الحرية التي يمثل لبنان أنموذجها، وخنقا لصوت نريده أن يكون حاضرا في مواجهة إعلام العدو الصهيوني. إن حماية الإعلام في لبنان بكل تنوعاته، هي مسؤولية الدولة اللبنانية والشعب اللبناني، ومسؤولية المؤسسات الإعلامية التي يجب أن تتضامن مع بعضها البعض، لأن ما يصيب أية وسيلة إعلامية سوف يصيب الوسائل الأخرى، وقصة "أكلت يوم أكل الثور الأبيض" معروفة".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News