اقليمي ودولي

placeholder

ميشال نصر

الديار
الأحد 10 نيسان 2016 - 08:54 الديار
placeholder

ميشال نصر

الديار

زيارة هولاند للتأكيد على دور المسيحيين

زيارة هولاند للتأكيد على دور المسيحيين

تشهد الساحة اللبنانية هذه الايام "هجمة" دبلوماسية دولية غير مسبوقة، عنوانها البارز ملء الفراغ الرئاسي والحفاظ على الاستقرار الامني، خافية في طياتها عناوين طالما شكلت مادة خلافية بين اللبنانيين، وسط اقرار الكثير من المراقبين بانها غير بعيدة عن تسوية الحسابات الخليجية - الايرانية التي ادخلت لبنان دوامتها، حيث يحاول الغرب ملء الفراغ الذي خلفه الانسحاب العربي اقفالا للطريق امام اي تمدد ايراني جديد.

وعلى عادة كل زيارة لمسؤول دولي الى بيروت، تثير زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند سلسلة من التساؤلات حول مضامينها وتوقيتها وشكلها، في هذا الظرف الحساس عشية التسويات الاقليمية الموعودة، وانقساما بين المتابعين حول ما قد تحمله، رغم تاكيد مصادر دبلوماسية فرنسية على اهميتها، مدرجة في هذا الاطار سلسلة من العناوين، ابرزها تاكيد الضيف الفرنسي على الدور المسيحي الاول في المعادلة الداخلية، حيث سيكون للاجتماع مع البطريرك الماروني نكهة سياسية خاصة ومواقف استثنائية، من جهة، ووضع باريس الازمة في لبنان ضمن أولوياتها خصوصاً بعد سلسلة زيارات لكلّ من الممثلة العليا للإتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية والأمين العام للأمم المتحدة، ووزير الخارجية البريطاني، بالإضافة الى زيارات متكررة لمسؤولين ايرانيين ، من جهة ثانية.

واذا كان ثمة من يعتبر ان الزيارة تحمل رسالة أساسية هي إعادة تأكيد الموقف الفرنسي الداعم للبنانيين في صمودهم أمام تداعيات الحرب السورية والعمل على تثبيت الاستقرار الداخلي خلال الأشهر المقبلة، ومنع تمدد اللهيب السوري الى لبنان انطلاقا من المظلة الدولية التي تحمي الوضع اللبناني الداخلي، من هنا فإنّ هولاند يحمل في جيبه خارطة طريق يقدمها للمسؤولين، خصوصاً أنّ باريس تدرك أنّ نجاح الزيارة مرتبط بأفق حلّ الفراغ الرئاسي وتفعيل عمل الحكومة ومجلس النواب، في المقابل ثمة من يكشف عن نصائح للإليزيه بتاجيل الزيارة لما بعد انتخاب رئيس للجمهورية، خصوصاً أنّه لا يحمل معه حلاً تنفيذياً للملف، وكي لا تفسر زيارته على انها تطبيع مع الشغور في بعبدا ،مقترحة أنه في حال كانت هناك مبادرة حقيقية فلتدع القيادات اللبنانية إلى فرنسا.

مصادر دبلوماسية فرنسية مواكبة عددت من جهتها ابرز اهداف الزيارة، معتبرة انها ستعيد بداية التركيز على دعائم المظلة الدولية الحامية للاستقرار الامني والسياسي، بغطاء اقليمي. وفي هذا الاطار سيتابع الرئيس الفرنسي مسالة تسليح الجيش اللبناني، حيث سيطلب من رئيس مجلس النواب في هذا الاطار تسريع عملية اقرار الاتفاقية العسكرية والامنية اللبنانية - الفرنسية العالقة في ادراج البرلمان، والتي عدم تمريرها سيفقد الحكومة الفرنسية غطاءها في تقديم المساعدات العسكرية، ما قد يحرم لبنان منها، كما انه سيعيد التأكيد في هذا المجال على استمرار المشاورات الفرنسية مع السعودية لاعادة العمل بهبة المليارات الاربع.

اما الامر الثاني، والكلام للمصادر عينها، فهو مرتبط بالمسعى الدولي المتعلق بالضغط على القوى اللبنانية للتعجيل في انتخاب رئيس للجمهورية في ظل الاخطار التي بدأت تهدد النظام اللبناني ،كاشفة في هذا الاطار عن زيارة سرية لموفد فرنسي الى طهران منذ ايام لاستكشاف الافق الايراني المستجد بعد الانتخابات الاخيرة في طهران، حيث سمع الموفد ايحاءات مبطنة «شبيهة» بما اعلنه رئيس حزب القوات اللبنانية ونفته السفارة الايرانية.

وثالثا بحث ملف اللجوء السوري وكيفية دعم لبنان في ظل موجة الذعر التي اثارتها تصريحات بعض المسؤولين اللبنانيين حول التوطين، حيث سيعلن وقوف فرنسا الى جانب لبنان للصمود تحت وطأة عبء النزوح واستعداد باريس لدعم موقف بيروت في مجموعة الدعم الدولية ،مشددا على ضرورة الاسراع في ايجاد حل للصراع السوري لاعادة النازحين.

على خطى سلفه الرئيس جاك شيراك، يزور الرئيس هولاند بيروت، في رحلة لا أفق رئاسية لها في المدى المنظور، خاصة ان أيا من السعودية أو إيران لن تبيع فرنسا ما قد تستطيع ان تبيعه لروسيا أو أميركا. أمر قد لا يكون إيجابيا بالنسبة الى الرئيس الفرنسي، في ظل حرص بعض الداخل اللبناني على «تدفيعه» ثمن الموقف الفرنسي من النظام السوري.فهل تلغي كل تلك الاعتبارات الزيارة تحت عنوان الاسباب الامنية والسياسية المستجدة؟

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة