اقليمي ودولي

عبدالله قمح

عبدالله قمح

ليبانون ديبايت
الجمعة 15 نيسان 2016 - 19:56 ليبانون ديبايت
عبدالله قمح

عبدالله قمح

ليبانون ديبايت

هل بدأ "داعش" تنفيذ خطة غزو دمشق؟

هل بدأ "داعش" تنفيذ خطة غزو دمشق؟

خاص "ليبانون ديبايت": عبدالله قمح

تشهد محاور شرق وجنوب دمشق، هجمات نشطة ومتنامية لتنظيم "داعش" تظهر أنه يتمتع بحيوية في هذا الجزء من البلاد على الرغم من نقص مناعته في الأجزاء المتاخمة للمنطقة الشرقية من سوريا.

وبدى لافتاً في الأيام الماضية، حجم الهجمات الموجهة نحو فصائل المعارضة السورية الأخرى وشق تنظيم "القاعدة" في سوريا، تحديداً في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق، ومنطقة الضمير في الجزء الشرقي من ريف العاصمة، حيث منيت الفصائل بنكسات على أيدي العناصر الذين يرفعون راية الخلافة الاسلامية المتشددة. وبدى واضحاً الإنتقال المدروس للتنظيم في سياق الخطط، من جمودها ما قبل شهر شباط الماضي وتصاعدها بعد الشهر نفسه، حيث تزامن وتناغم ذلك في إعلان خروج التنظيم من مناطق في جنوب العاصمة نحو الرقة، الذي يبدو أنه ليس أكثر من "خروج صوري"، وما نتج بعده تصاعداً واضحاً في مستوى نشاط الجماعة.

وعلى مقلب مخيم "اليرموك" لا تشي الأمور بالخير بالنسبة إلى "جبهة النصرة" عدو "داعش" اللدود، ففي حين تنازع الجماعة المرتبطة بالقاعدة من أجل البقاء، يستبيح التنظيم الحجر والبشر في ظل تمدده في مناطق سيطرة الجماعة ونشره ثقافة "الرؤوس المقطوعة" في شوارع المخيم عبر قطع رؤوس الذين يقاتلونه من "النصرة" بالاضافة إلى إضرامه النيران في المنازل، على ما يؤكد أكثر من مصدر وناشط!.

وتفيد المعلومات الواردة، أن وجود "النصرة" في اليرموك بات محصوراً بشارعي الجاعونة وصفد الموازيين لشارع فلسطين شرق المخيم. ويؤكد نشطاء أنه وفور دخول "داعش" دوار فلسطين، سارع محازبوه إلى إضرام النار بأكثر من ثلاثين بيتاً تمتد من منطقة دوار فلسطين حتى شارع الجاعونة.

وأظهرت صوراً نشرها نشطاء على موقع "فيسبوك" ألسنة اللهب تتصاعد من اليرموك، كما تحدث نشطاء عن أن تنظيم داعش نشر عبر وكالة "أعماق" التابعة له فيديوهاً مصوراً يظهر فيه تفخيخه وإحراقه وتدميره للمنازل خلال معاركه مع "النصرة".

ويبدو أن التنظيم يتمدّد بسرعة وأسلوب هادف ومحدد في المخيم، في حين بدأت تتصاعد التصريحات الفلسطينية التي تتحدث عن مخاطر إستحواذ الجماعة على اليرموك. وفي ضوء ذلك، سارع الجيش السوري إلى تعزيز نقاطه في غرب المخيم من جهة حي التضامن، وفي شرقه من جهة حي القدم، حشية تدحرج الأمور بشكلٍ متسارع في حال قرّرت "النصرة" التخلي عن المعارك وإتخذا القرار بالفرار خارجاً.

وعلى مقلب شرق العاصمة، الوضع ليس أفضل بالنسبة إلى فصائل المعارضة المسلحة. وعلى مسافة أيام من مهاجمة التنظيم لنقاط عسكرية وأخرى مدنية تابعة للنظام السوري وأخذه نحو 400 مواطن كأسرى (أخليَ سبيل الجزء الأكبر منهم لاحقاً)، هاجم التنظيم الذي يقوده في المنطقة الجنوبية "أبو صياح فرامة"، أمس الخميس، مواقع تابعة للفصائل المقاتلة في شرق مدينة الضمير.

وعلم أن "داعش" الذي هاجم بمئات المقاتلين بشكلٍ غادر، سيطر على معمل إسمنت البادية والشركة المتحدة وكازية الصفا، التي كانت فصائل تابعة لـ "أسود الشرقية" في الجيش الحر قد سيطرت عليها في 9 نيسان الجاري اثناء إنسحاب قوات الجيش السوري نتيجة هجوم التنظيم.

تمدد التنظيم في هذا الجزء، وفق قراءة ميدانية، يعزز المخاطر وإمكانية إستهداف الطريق الدولي دمشق- بغداد، حيث يبدو أن التنظيم يسعى للوصول إلى هذا الطريق، لكن يبقى أمامه لتحقيق هذا الهدف السيطرة على الجبل الشرقي المطل على المدينة بغاية تأمين عبوره إستراتيجياً، وهي مناطق لا يزال الجيش الحر يسيطر على جزء منها (طريق دمشق - بغداد) وكامل الجبل الشرقي في الضمير.

ويظهر سياق العمل الميداني، أن "داعش" عزّز من نشاطه في المناطق المحيطة بدمشق توازياً مع سقوطه في المناطق المتاخمة لمعاقله في شرق سوريا، ويبدو أن التنظيم يتجه لتعزيز نقاط سيطرته من أجل الإبقاء على حالته والإنتقال إلى مناطق ضغط أخرى على كلاً من الدولة السورية والمعارضة من أجل ردعها عن مهاجتهما بشكل منفرد مناطق أخرى يعتبرها التنظيم أساسية، لكن مصادر "ليبانون ديبايت" لا تخفي إمكانية تخطيط التنظيم للعبور نحو غوطة دمشق الشرقية وكسر الحصار عن خلاياه النائمة فيها إنطلاقاً من سياق عمله الواضح حالياً في بقعة محددة قريبة من شرق دمشق.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة