أمن وقضاء

الجمعة 22 نيسان 2016 - 08:23 الأخبار

"بارونات الكبتاغون": بين أنطلياس وأدما وشارع بلس

"بارونات الكبتاغون": بين أنطلياس وأدما وشارع بلس

من "كبتي" و"البحّار" إلى "أبو هلالين" و"ليكزس"، المستوحاة من ماركة السيارات الشهيرة، كلّها مسميات مختلفة لحبة الكبتاغون. هذه الحبة الأشهر على الإطلاق في الزمن الحالي بين تجّار المخدرات وأمراء الحروب.

تتعدد ألوانها (زهري، أصفر، أبيض) وتختلف مسمياتها تبعاً للشكل المرسوم على الحبة، ويستدل بها مستهلكوها ومهربوها على جودة الحبة. لقد بلغ مجموع حبوب الكبتاغون المضبوطة خلال سنة وتسعة أشهر 80 مليون حبة. هذه الملايين كانت معدّة للتهريب من لبنان إلى دول الخليج ولكن جرى إحباطها. وربما، يكون ما نجحت عصابات التهريب في تمريره أكبر من هذه الكميات، لكن مع كل عملية فاشلة لأرباب الكبتاغون، كان يتم توقيف مهرّبين ومصنّعين لهذه المادة الممنوعة. فتوالى سقوط أشهر "تجّار" الكبتاغون في قبضة القوى الأمنية. لكن، بالرغم من ذلك، النبع لم ينضب.

بين حزب الله والسعودية
عمر شهرة هذه الحبوب من عمر الأحداث في سوريا. أقلّه لبنانياً، أُرِّخت أبرز العمليات في مطلع عام ٢٠١٢. يومها ضُبطت ماكينات لتصنيع حبوب الكبتاغون في حوزة دينية في البقاع اللبناني، تابعة لشقيق النائب حسين الموسوي، عضو كتلة الوفاء للمقاومة. صلة القربى بين أبرز المتهمين والنائب، دفعت خصوم حزب الله إلى ربطه بالكبتاغون. ولأن "تورُّط شقيق نائب لا يعني ضلوع الحزب"، أُفسِح المجال لملاحقة المتورطين قضائياً.
مرّت سنوات، ضُبِط أميرٌ سعودي متلبّساً بملايين حبوب الكبتاغون في مطار بيروت في ٢٦ تشرين الأول العام الماضي. أوقف عبد المحسن بن وليد آل سعود، الذي اشتهر إعلامياً بـ"أمير الكبتاغون"، مع مرافقيه، ليُتَّهموا بجرم الاتجار بالمخدرات وترويجها وتهريبها. حدثٌ بُني عليه ما بُني. لكنه واقعاً تسبّب في تأزيم العلاقة بين لبنان والسعودية نتيجة دكّ سليل العائلة المالكة و"صاحب السمو الملكي" في السجن. ولحدّ الآن، لم تُفلح كل الوساطات في إخراجه، فيما يُقدِّر قضاة أن المدة التي سيقضيها الرجل في السجن تتراوح بين ٥ و٧ سنوات. بين تورط شقيق نائب في كتلة حزب الله وأمير سعودي، تحوّل "الكبتاغون" إلى مادة للسجال بين العدوّين اللدودين. قاسمٌ مشتركٌ جديد دخل على القضية. في القرار الظني الصادر بحق الأمير، ورد اسم علي فياض إسماعيل بوصفه "التاجر الشيعي" (بحسب وسائل إعلام معادية لحزب الله) الذي سلّم الأمير السعودي كميات الكبتاغون ووضّبها له. ابن بلدة بريتال ذائع الصيت في هذا المجال، علماً بأن المعلومات الأمنية تتحدث عن مصانع للكبتاغون بين بلدتي الطفيل وبريتال تعود ملكيتها له. ويفوقه شهرة شقيقه محمد، تاجر المخدرات الأشهر الذي يترأس عصابات الخطف مقابل فدية. وكلاهما يعملان في هذا المجال، وتحديداً في الكبتاغون، لكونه يدرّ الكثير من الأرباح بكلفة إنتاج زهيدة. ومحمد هو الرجل الذي قضى سنوات في السجن، لتنتهي محكوميته منذ أشهر، والذي ما كاد يخرج حتى قُتل منذ أسابيع في حادثٍ غامض. وذكر المُعلن من المعلومات أنّه سقط أثناء محاولته خطف سوريين، لكن مقتله جاء أقرب إلى عملية تصفية طرحت العديد من علامات الاستفهام بشأن اغتياله باعتباره «كنز معلومات» يُخشى من تركه.

ثلاثة بارونات
خلال الأشهر القليلة الماضية تمكن مكتب مكافحة المخدرات المركزي من توقيف ثلاثة من أكبر مُصنِّعي ومهرّبي الكبتاغون على مستوى العالم. هم سوريان ولبناني، تعتبرهم الاجهزة الامنية اللبنانية والعربية من أبرز الضالعين في تهريب عشرات ملايين الحبوب عبر الأراضي اللبنانية إلى الأسواق الخليجية. تكرر ورود ألقابهم على ألسنة معظم الموقوفين في قضايا تصنيع وتهريب الكبتاغون لدى مكتب مكافحة المخدرات وأمام قضاة التحقيق الى ان انكشفت هوياتهم الحقيقية: اللبناني حسن سرور المشهور بـ "أبو عبدو"، والسوري محمد شحادة رشق الملقب بـ "أبو العباس"، والثالث هو "أبو مشعل" أو خلدون الغفيلي. ثلاثة أسماء شغلت أجهزة الأمن العالمية لسنوات طويلة. هؤلاء برعوا في ابتداع وسائل وطُرق لتهريب الحبوب المخدِّرة عبر مطار بيروت أو المرفأ.

أبو عبدو

سقط حسن سرور الملقب بـ "أبو عبدو" أولاً."كعّى" الرجل الأجهزة الأمنية طويلاً، قبل أن يقع. والطريف في الأمر، أنّ هذا "المطلوب المهم" كان يقيم في شقة فخمة تبعد أمتاراً قليلة من مقر مكتب مكافحة المخدرات المركزي في شارع بلس في راس بيروت. اعتبر "أبو عبدو" أنّه آخر مكان قد يخطر على بال الأجهزة الأمنية. لم يخب ظنّه لفترة طويلة، قبل أن يوقع به حظّه العاثر. وضُبط لدى الموقوف عدد من السيارات الفارهة وكمية من المخدرات. كان يملك مصنعاً لتصنيع الكبتاغون في البقاع. كما كان يتولّى توفير المواد الأولية لتصنيع الحبوب المخدّرة، ويعاونه شقيقه "أبو خالد" وابن شقيقه في أمور التهريب.

أبو عباس

بعد حسن سرور سقط محمد رشق المشهور بـ"أبو عباس" أو "محمد عباس" (مواليد ١٩٦٤)، وهو أكثر عالمية. كان يقيم في بلدة فليطا السورية المحاذية لبلدة عرسال، ويملك منزلاً في أدما. كما أنّ "أبو عباس" دخل في مواجهات عسكرية مع تنظيم :جبهة النصرة" في القلمون على خلفية الإتجار بالمخدرات وحشيشة الكيف. ذاع صيته بعد ظهوره على قناة الإخبارية السورية من بين مجموعة موقوفين ضُبطوا أثناء محاول تهريب نصف مليون حبة كبتاغون وكمية من المخدرات.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة