انطلقت، امس، اعمال المؤتمر الحادي عشر للحزب الشيوعي اللبناني، وسط ارتياح عكسته وجوه المندوبين المشاركين الذين توافدوا من مناطق لبنانية عدة كما من الخارج الى قاعة «الجميلة» في منطقة الجناح في بيروت، ومن المقرر أن تستمر أعمال المؤتمر اليوم ويغلب عليها الطابع التنظيمي، على أن تتوج غدا بانتخاب الهيئات القيادية والرقابية.
315 مندوبا اصيلا يحق لهم الانتخاب يضاف اليهم 70 عضوا مراقبا اخذوا اماكنهم حول طاولات دائرية خصصت كل واحدة منها لمنظمة حزبية توزعت كلها امام اربعة صفوف مستطيلة جلس عليها 26 عضوا يمثلون هيئة رئاسة المؤتمر.
المقاوم الشيوعي كمال البقاعي جلس على المنصة تحت لافتة كتب عليها «من اجل بناء الدولة الديمقراطية العلمانية المقاومة على طريق الاشتراكية». المناضلة النقابية والشيوعية ليندا مطر افتتحت المؤتمر رسميا. الاصوات التي تفاعلت بحيوية مع نشيد الحزب الشيوعي بينت حجم المشاركة الشبابية التي قدرها احد المشاركين بنحو 40 في المئة من نسبة الحاضرين.
كذلك كان لافتا للانتباه عدم وجود ضيوف من الاحزاب الشيوعية العربية او الاحزاب والشخصيات اللبنانية الصديقة أو الحليفة، على عكس ما كان يحصل في كل المؤتمرات السابقة للشيوعيين، الامر الذي عزاه اكبر القياديين سنا موريس نهرا الى طغيان النقاش التنظيمي على ما عداه معتبرا ان الهامش في الخلاف السياسي ضيق جدا اما في الشأن التنظيمي فإنه كبير جدا، خصوصا لجهة الاليات اذ اعتبر انه يجب ان تعطى المنظمات الحزبية في المناطق هامشا اوسع لتقوم بعملها «يعني شي قريب من اللامركزية الادارية».
أما القيادي النقابي حنا غريب ولدى سؤاله عن اجواء المؤتمر، اكتفى بالتعبير عن تفاؤله، وهو امر تقاطعت عليه غالبية آراء المشاركين.
ليندا مطر وفي معرض مطالبتها الدكتور خالد حدادة بالصعود الى المنبر لالقاء كلمة الافتتاح، وصفته بـ «الامين العام»، فما كان من الاخير الا أن قال «السابق» ثم توجه الى المؤتمرين مركزا على اهمية عقد المؤتمر ونجاحه «وسط ظروف عالمية وعربية وداخلية لبنانية غاية في الاهمية والخطورة في آن معا»، متسائلا كيف سيواجه الحزب والشيوعيون هذه التحديات؟
استعرض حدادة الاوضاع العربية من البوابة الفلسطينية، مكررا مواقف الحزب من القضية المركزية وكذلك ثوابت «الشيوعي» في ما يتعلق بالازمة السورية، داعيا الى قيام «جبهة مواجهة للقوى الديمقراطية تضم المعارضة الوطنية وممثلين عن الدولة وتكون مهمتها الاولى التصدي للاحتلال وللارهاب الداخلي». وأعلن حدادة مشاركة الشيوعيين في الانتخابات البلدية سواء عبر مرشحين حزبيين او اصدقاء ومستقلين معلنا وقوفه الى جانب «الجهود التي تبذل في بيروت» (اللائحة التي يترأسها الزميل ابراهيم الحلبي في بيروت) والى جانب التنظيم الشعبي الناصري في صيدا.
جوهر مناقشات المؤتمر الحادي عشر يتمحور حول المادة الرابعة من النظام الداخلي وهي التي تحدد مهل تسلم مواقع قيادية في الحزب (اللجنة المركزية ثلاث دورات، المكتب السياسي والامين العام دورتان). السجال حول هذه النقطة بدأ قبل عقد المؤتمر، اذ تشير المعلومات الى ان الصيغة ـ المخرج سوف تتمثل بقبول التعديل وفق الصيغة التالية: «من تنطبق عليه هذه المادة يشترط لفوزه حصوله على نسبة تتجاوز الخمسين بالمئة من اصوات الحاضرين»، ومعنى ذلك ان عددا من القياديين المعروفين سوف تواجههم مشكلة حقيقية في تجاوز النسبة وبالتالي العودة الى التربع على الهيئات القيادية.
ولدى سؤال نائبة الامين العام ماري الدبس عن الامر، اشارت الى ان هذه المادة لا تنطبق عليها لانها وبرغم انتخابها عضوا في اللجنة المركزية في المؤتمر الخامس اي في العام 1987 الا ان عدم انتخابها في المؤتمر الثامن اي في العام 2009 اعطاها الحصانة لان تترشح دون الحاجة الى التعديل، مؤكدة انها لن تترشح لتكون امينة عامة او نائبة مفضلة ان تفتح المجال للجيل الجديد. جيل جديد ألمح اليه خالد حدادة في نهاية كلمته حين فتح بابا للامل بالتغيير او بالحد الادنى لم يغلق النافذة حين قال ان المؤتمر «سيخرج الاحد المقبل بقيادة جديدة»، مرجحا ان يفوق التغيير 50 بالمئة، داعيا من سيخسر «الى القبول بالنتيجة لانها ارادة مناضلين ولتكن عبرة له في سبيل اثبات قدراته وان يضع نفسه بتصرف الحزب».
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News