القى امين سرّ تكتل التغيير والإصلاح النائب إبراهيم كنعان كلمة في الاحتفال الذي أقامه حزب الطاشناق في ذكرى الإبادة، على مسرح مدرسة الحكمة جديدة المتن، في حضور الأمين العام للحزب النائب اغوب بقرادونيان وفعاليات سياسية وروحية واجتماعية ورؤساء بلديات ومخاتير وممثلين عن أحزاب المنطقة.
وقال كنعان في كلمته "لو كنا من الذين يرضخون لمنطق الاستسلام والخنوع والخوف والخضوع، لما كان يفترض بنا ان نقف اليوم ها هنا، لنحيي ذكرى، لا بل لنقول لمن قاتلنا وقتلنا، واراد ابادتنا وتحويلنا الى مجرد ذكرى: نحن هنا، وهنا سنبقى. ولو ان الشعب الارمني رضخ واستسلم وقبل بالامر الواقع، وضاع في دول العالم متخليا عن قضيته وهويته، لما كنا اليوم ها هنا مع حزب الطاشناق، نروي التاريخ لنأخذ العبر، ونؤكد ان ما من حق يضيع طالما ان وراءه مطالبا، فكيف اذا كان الامر يتعلق بالقضية الارمنية المقدسة وبالشعب الارمني الذي استمد عزيمة جبل ارارات ليرفع الصوت ويعمل من اجل تاريخه وحاضره ومستقبله".
أضاف "هو النضال المستمر الذي يعلم كل الشعوب كيف تبقى شعلة القضايا المحقة مشتعلة، تنتقل من جيل الى جيل... من احفاد الشهداء الاوائل الى احفاد الاحياء الباقين. لذلك، تحية الى حزب الطاشناق، تحية الى الشعب الارمني بكنيسته ورسل قضيته".
واعتبر كنعان "إنها حقيقتنا، وهو مصيرنا في هذه البقعة من العالم، ان نكون شهوداً على التعددية والتنوّع وقبول الآخر، في وجه الإرادة المستمرة بتحويلنا الى شهداء في مجتمع أحادي يرفض كل ما هو مختلف...من عثمانية الحرب العالمية الأولى، الى داعش واخواتها في القرن الواحد والعشرين، من ضرب الهوية والحضور، الى ضرب الدور تمهيدا" لتهجيرنا من جديد"، وقال "امام كل هؤلاء، ننتفض، وامام كل هؤلاء نقاوم، بالفكر والحضور والمبادرة، بالدفاع عن السيادة والدستور والميثاق...نقاوم. وإن ظنّ البعض، قبل مئة عام، او مئة يوم او مئة ساعة، انه نجح او سينجح بقتل الجسد، فالأكيد انه لم ولن ينجح في قتل إرادة الروح بالبقاء والحياة والقيامة من تحت الرماد".
وتابع كنعان "اليوم، بعد مئة وعام نضم صوتنا الى كل الاصوات المطالبة للاتراك بالاعتراف بالابادة والتعويض المالي على الشعب الارمني. فليكن الاعتراف بالخطأ والاعتذار عنه استجابة للحق والعدالة وفضيلة لفتح صفحة جديدة، حتى لا يأتي من يكرر المأساة غدا" لان هناك من لم يحاسب بالأمس.
والى اهلنا الارمن نقول: لا لستم وحدكم، نعم نحن معكم. لستم لوحدكم في حمل الجراح، فقد عانينا بعض ما عانيتم وقاسينا بعض ما قاسيتم، لذلك، فإن قضيتكم قضيتنا، وشهداؤكم شهداؤنا، مصيرنا واحد ومستقبلنا معا، نتعلم من المآسي لكنها لا تحبطنا".
أضاف " ماذا عسانا أن نستذكر أو ماذا عساهم أن يقولوا لنا شهداء تلك المرحلة ان قدر لهم أن يتكلموا؟ هل سيكتفون بالذكرى وشكرنا عليها أم سيوجهون لنا مجموعة أسئلة من أبرزها برأيي:
- هل هناك عبرة؟ ماذا تعلمنا؟
- ماذا تفعلون اليوم يا أحفاد الابادة؟
- ما هي رؤيتكم لحماية مجتمعكم وشعوبكم من ابادة جديدة؟
- ما هي امكانياتكم؟
وسأل كنعان "ألا يرقى ما يحصل اليوم في المنطقة نفسها، في المناطق نفسها، في المجتمعات نفسها مع ما يسمى "بالدولة الاسلامية"وحلفائها المعلنين والمستترين ، الى مستوى ابادة جديدة وكيف نواجهها؟ هل تكون المواجهة من خلال الانقسام حتى على تشخيص المرض وإيجاد الدواء له؟ أم من خلال شجاعة التلاقي على الحقّ وتوحيد الرؤية والجهود لمواجهة التطرّف باسم الدين الذي يجتاح منطقتنا من جديد بعد 100 عام ويهدد وجودنا وجذورنا؟".
وسأل ايضاً "هل نواجههه بالغاء قوتنا والاقوياء في مجتمعنا ومؤسساتنا ليس لسبب الا لممارسة سياسة التشفي والكيدية أو لعب دور الواجهة لمنح بعض أحفاد هؤلاء الغطاء لسيفهم؟ وهل نواجه بتشجيع التطرّف والمتطرفين وتشجيعهم على المضي بسياستهم وأدائهم؟ وهل سنكتفي باحياء ذكرى سنوية ونطلق الشعارات ونمارس عكسها؟ ".
وقال "لا لن نحيي اليوم ذكرى انما علينا أن نستحضرها امامنا لنأخذ منها العبر وننحني امام تضحيات من سبقونا حتى تسنى لنا ان نبقى ها هنا بتاريخنا وحاضرنا ومستقبلنا. وما لم يؤخذ منا قبل مئة عام بالدماء السايلة من السيوف، لن نسمح بأن يسلب منا بسيف السياسة والاقصاء. قبل مئة عام قتلنا ورمدنا فدحرجنا الحجر ومنتفضين من تحت الرماد حولنا القهر الى عزيمة والموت الى قيامة. واليوم، سنستبدل العزل بالحضور القوي، والابعاد بالشراكة، والدور الهامشي بالدور المؤثر والرأي المسموع على طاولة القرار."
واعتبر كنعان "اننا في لبنان شهود قضية التعددية والمساواة والشراكة ولن نكون شهود زور على تفريغ الكيان من اساساته ونحر الجمهورية بالتلاعب بقواعدها الدستورية والميثاقية، فاذا سكتنا اليوم وغضّينا النظر، واذا قبلنا ولم نعطل الانقلاب على العدالة والتوازن والحضور الفاعل الكريم، لن يبقى لنا غد ولن نجد من يقف تحية لذكرانا بعد مئة عام. واذا اردنا ان نكون غدا، وجب علبنا ان ننوجد اليوم، وكما قاوم اجدادنا سيفو، علينا ان نقاوم اليوم من يريد اقتلاع حضورنا"، وقال "نحن نمتلك رؤية شاملة ولدينا شجاعة المواجهة ونعمل لأمكانيات أفضل تؤمنها قراءة مشتركة ووحدة الموقف من القضية الام: حق الوجود".
أضاف "أما في لبنان فنحن شهود قضية التعددية والمساواة والشراكة ولن نكون شهود زور على تفريغ الكيان من اساساته ونحر الجمهورية بالتلاعب بقواعدها الدستورية والميثاقية. نريد رئيساً قوياً نختاره نحن، وقانون انتخاب لا يلغينا ويذوبنا في بحر الهيمنات السياسية والطائفية والمالية، وفق ما نص عليه الدستور من مناصفة حقيقية وشراكة فاعلة. ننوجد بحضورنا ورؤيتنا ووحدتنا وانفتاحنا على الجميع في البيت المسيحي الواحد، وعلى الجميع في البيت اللبناني الاوسع، ولا ننتظر ان يمنحنا احد مواقعا" لأنها حقوق كرّسها الدستور، ولن يأخذها منّا احد. وما لم يؤخذ منا قبل مئة عام بدماء المذابح، لن يسلب منا اليوم بسياسة العزل والتهميش والاقصاء".
وختم كنعان بالقول "مشوارنا لم ينته...نضالنا لم ينته...مسيرتنا لم تصل الى خاتمتها... في الثاني من حزيران 2015، حوّلنا مأساة التباعد بين المسيحيين حدث التلاقي. وفي الثامن عشر من كانون الثاني 2018، أكدنا ان زمن العجائب لم ينته، لا بل باستطاعتنا، اذا آمنا بانفسنا اولاً، وبقوة وحدتنا ثانياً، ان نحوّل المستحيل الى ممكن....فتعالوا معاً، بوحدة مسيحية أوسع واشمل، نؤمن بقدرتنا على انتخاب الرئيس القوي والوصول الى قانون انتخاب يحقق صحّة التمثيل، من اجل وحدة وطنية راسخة ومستقرة ودولة تتسع للجميع. عشتم عاشت شعلة القضية مضاءة عاش لبنان".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News