"ليبانون ديبايت":
تحاول قناة الجديد منذ فترة أن تعرض وثائق سرية مستوردة، فبعد لائحة الشهود السريين التي نشرتها القناة، وضع فريق الصحافة الاستقصائية الذي يديره الاعلامي رياض قبيسي بصماته على برنامج خاص حمل عنوان "سويسليكس" كاشفاً فيه مستندات ووثائق زودته بها شبكة "أريج" لم تأتِ بجديد أذ سجلت معلومات عن ثروات لرجال مال وأعمال وسياسية معروفين بثرواتهم. وهذا البرنامج أثار جدلاً منذ أشهر بين رياض قبيسي وزميلته سمر أبو خليل التي أبدت إمتعاضها من طريقة إعداد قبيسي ووثائقه المستوردة الإستنسابية بعد أن وجدت أبو خليل نفسها تنحرف عن أصول المهنة والمصداقية.
"سويسليكس" لم تحمل لا هماً وطنياً ولا شعبياً ولم تضع الأصبع على جرح معاناة الناس من الفساد كما كان يفعل برنامج "الفساد" الذي كانت تقدمه الإعلامية "غادة عيد" على "الجديد"، وكان يحمل نبض الناس والمجتمع اللبناني الحقيقي بجرأة غير مسبوقة على مدى سنوات طويلة. ويبدو أنّ عيد نأت بنفسها عن "الجديد" بعد أن باتت المحطة تستورد الوثائق المعلبة والمفبركة. وها هي اليوم تُعد وتُقّدم برنامج "عِلم وخبر" على الـ "mtv" في خطوة إستباقية لـ "عيد" كي تُحافظ على مصداقيتها ومهنيتها ورسالتها.
بعد "سويسليكس" زوّدت شبكة "أريج" الأردنية "قبيسي" ومحطته بوثائق "باناما"، فما هي هذه الوثائق ولماذا تُستعمل "الجديد" من قبل "أريج"، ومن يُموّل "أريج" تلك المؤسسة المهتمة بتجنيد صحافيين عرب لنشر وثائق تحصل عليها من خلال إتفاقيات سرية إسرائيلية - أميركية لم تَعُد تُخفى على أحد، ولو أنها ربما، خَفِيت على القناة اللاهثة وراء السبق الإعلامي وإن كان مدسوساً.
في التفاصيل، أن "أريج" عندما زوّدت "قبيسي" بوثائق "باناما" كانت تستهدف في العمق رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري. وكما يبدو، أنها هي التي أشرفت على إعداد "قبيسي" بحِرص على أن لا تُحذف أي معلومة تتصل ببري. وكان الإستهداف عبر إبنته ميساء وزوجها رجل الأعمال اللبناني المهندس أيمن جمعة الذي تربطه بآل الخياط مالكي الجديد، علاقة قربى إذ أن شقيقه "عماد" مُتزوّج من كريمة الاستاذ "تحسين الخياط"، بشرى.
وكان نشر أسماء شركات "أووف شور" متصلة بـ "أيمن جمعة" عبر تقرير "قبيسي" يستهدف الرئيس نبيه بري بشكلٍ مباشر، لاسيما تعمّده نشر صورة أبنته "ميساء" وزوجها "أيمن" ذلك للايحاء بأن هذه الشركات هي للرئيس بري وليست لجمعة في حين أن الأخير كان ينشر عبر صفحة أعماله إلكترونية أسماء هذه الشركات، فأي "جديد" يوثقه "رياض قبيسي"، لاسيما وأنّ تحسين خيّاط نفسه كان قد أنشأ شركات مماثلة، إنما كان عمله مبرّراً في التقرير كما كان مبرّراً في التقرير نفسه ، عمل الوزير الياس أبو صعب ورئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي، والسؤال، لماذا برّر "قبيسي" لخياط وأبو صعب وميقاتي ما حرّمه على أيمن جمعة الذي نُشِرت صورته العائلية في حين لم يتم نشر صورة لأبناء "ميقاتي"؟.
في كل الأحوال، يبدو أن معلومات وثائق "باناما" سطحية جداً قياساً بحجم الفضائح اليومية المرتكبة في لبنان، فهل أن هذه التقارير تتقاضى القناة ثمنها كي تُجبر على نشر ما يتصل بأقارب مالكي المحطة، وبطريقة فيها نوع من التجني والإستنسابية وعدم المعاملة بالمثل بين أصحاب الشركات آنفي الذكر؟، كلاماً أوردناه يظهر إنحداراً في أداء قناة الجديد التي طرحت نفسها مناضلة من أجل مجتمعها فإذ بالحقائق تتكشّف حول أهدافها.
ولا يمكن إغفال هنا، نسبة مشاهدة قناة الجديد التي تشهد إنحداراً كبيراً، وكأن القناة دائماً تبحث عن السبق الصحفي ولو على حساب المصداقية والحفاظ على كرامات الناس.
هل تعلم "الجديد" أن شبكة "أريج "مرتبطة بالمركز الدولي لتدريب الصحافيين، هذا المركز الذي شارك في أكثر من نشاط لـ "أريج" المهتمة بدورها بتدريب الصحافيين على الاسلوب الإستقصائي (إعلاميون من أجل صحافة إستقصائية عربية) .. امّا القيمون على المركز الدولي لتدريب الصحافيين فالأسماء كفيلة بكشف هوياتهم .. كل من رئيس المركز ونائبه "شارون موشافي" وباترك بوتلر" .. ومعلومات تكشف لاحقاً عن إرتباط "أريج".
"موشافي" و "بوتلر" يشاركان "أريج" بإنجازاتها ويزودانها بالتقارير الإستخباراتية الأميركية، والمعلوم أن عمل الإستقصاء المرتبط بالتزود بوثائق إستخباراتية قد تحول إلى قدرة الصحافي على الطاعة والولاء لهذه التقارير من أجل ذلك يحوز على الجوائز التي توزعها "أريج" في ظل أكثر من علامة إستفهام حول إرتباط هذه النشاطات بالمخابرات الأميركية والإسرائيلية وأسم "شارون موشافي" يوحي بذلك.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News