خاص "ليبانون ديايت" - لارا الهاشم:
في راس بعلبك الحدودية حيث الجيش اللبناني يخوض اشرس المواجهات في الجرود مع القوى المتطرفة وحيث الهاجس الامني يطغى على كل الاعتبارات الاخرى، شكلت لجنة لمحاولة ارساء التوافق البلدي وتجنيب البلدة معركة انتخابية هي بغنى عنها في المرحلة الراهنة، اذ بالنسبة لغالبية ابناء "الراس" لا داعي لنقل اللهيب الحاصل عند الحدود الشمالية الشرقية الى الداخل.
وبالتالي جرت المساعي لتشكيل لائحة توافقية تجمع بين المدعومين من الوزير السابق البير منصور ومعه القومي وسرايا المقاومة من جهة وبين المدعومين من التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية والكتائب والحزب الشيوعي من جهة اخرى. الا ان خلط الاوراق المستمر افضى الى فشل مساعي اللجنة وحتّم المواجهة بين اللائحتين غير المكتملتين حتى الساعة، اما السبب فهو كما يؤكد العميد المتقاعد دوريد رحال احد المرشحين في لائحة الاحزاب المسيحية والشيوعي، رفضهم مبدأ المداورة الذي شكل تجربة فاشلة في السابق. فلرأس بعلبك خصوصية معينة، اذ ثبّت العرف مبدأ ان تتوافق اكبر عائلتين باسم ابنائها وباسم العائلات الصغرى على شخصين يتداوران على رئاسة البلدية لثلاث سنوات على ان يكون هذان الشخصان من ضمن الفائزين في عضوية المجلس البلدي المؤلف من 15 عضوا. الا ان هذا العرف شكل على مدى ثلاث دورات تجربة فاشلة اضعفت البلدية وعطلت استمرارية المجلس كما يقول رحال.
اذا قبل ايام على موعد الانتخابات البلدية تتجه راس بعلبك نحو معركة حامية عائلية ذات طابع سياسي ضمن لائحتين غير رسميتين بعد، في وقت ارخى فيه التحالف القواتي- العوني بظلاله على الصعيد الحزبي الرسمي بغض النظر عن بعض التوجهات الفردية لمناصريهما.
لكن اذا كان "الراس" قد نجح في عكس صورة المصالحة العونية- القواتية فان بلدة القاع تشكل نموذجا معاكسا بالكامل، حيث تتنافس ثلاث لوائح: الاولى وهي لائحة "الانماء والاصلاح" مدعومة من العائلات و من التيار الوطني الحر والقومي وقوى 8 اذار برئاسة وهبة بيطار الذي يعتبر شخصية وسطية، اما الثانية "ارضي هويتي" فيترأسها منسق القوات اللبنانية في القاع المحامي بشير مطر وغالبية اعضائها من القوات، فيما اللائحة الثالثة "التخطيط والانماء" مؤلفة من مستقلين.
في القاع تبدو المواجهة شرسة حيث لم يحطّ التحالف القواتي- العوني رحاله. يشير منسق التيار الوطني الحر في البلدة انيس خوري الى ان الهيئة حاولت التحاور مع القوات مع حرصها على التمسك بحلفائها في 8 اذار اي البعثي والقومي، الا ان القوات رفضت وجودهما على الرغم من عدم طرح الحزبين اي مطالب. ويضيف خوري ان تدخلات عدة جرت من اجل التوافق على بيطار رئيسا كونه وسطي ومقبول من الجميع وذات شعبية مرتفعة نظرا لتاريخة الخدماتي الا ان القوات بقيت متمسكة بالرئاسة وبمرشحها، فيما التيار الوطني الحر كان قد قطع عهدا بعدم السير بمرشحين افشلوا البلدية السابقة عبر استقالتهم ومن بينهم المحامي بشير مطر.
لكن حدة رد مطر تعكس ضراوة المواجهة، اذ ينتقد عبر "ليبانون ديبايت" هيئة الوطني الحر في القاع لافتا الى انها مؤلفة من بقايا الحركة الوطنية الذين وضعوا يدهم على التيار، غير ان الهيئة في مكان والقاعدة العونية في مكان آخر وقرارها ليس بيدها. يؤكد مطر انه قدم طروحات عدة من بينها التوافق بين حزبي الاكثرية المسيحية على بيطار رئيسا شرط تأليف لائحة من شخصيات وازنة من مختلف العائلات القاعية ، ليتبين ان هدف الوفاق بالنسبة للبعض كان اقصاء بعض الاشخاص وتعزيز وضع عائلات اخرى كما يقول.
وفيما تؤكد اوساط قاعية ان الاخير غير مقبول لا من ابناء البلدة ولا حتى من القرى المحيطة، يعتبر منسق القوات ان المرحلة الراهنة لا تحتاج الى شخصية رمادية او وسطية او الى رئيس يدير ازمات، وانما الى رئيس يحافظ على الارض التي يقف الارهاب عند حدودها.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News