المحلية

الأربعاء 04 أيار 2016 - 12:33 نور نيوز

إبراهيم كنعان وزنك النيابي من خارج الأوزان التقليدية

إبراهيم كنعان وزنك النيابي من خارج الأوزان التقليدية

أن تقصد في دولة الفشل رفع ضرر بيئي أو صحي عنك، فإنك تسعى للمستحيل، إذ من الأسهل عليك اجتياز القارات الخمس سيرا على الأقدام من أن تحصل على أبسط حقوقك الإجتماعية في دولة مسمّرة على صليب العذابات، دولة يأكلها الفساد وتتناتشها الطائفية وتقترع على ثوبها الأزلام والمحاسيب.

وأن تحاول في دولة الفشل مراجعة المؤسسات والإدارات والدوائر التي من المفترض أن تكون هي المرجعية الوحيدة والمسؤولة المباشرة عن حل مشكلتك البيئية، فأنت بحاجة الى معجزة كي يتمكن صوتك من اختراق آذانهم المسدودة وإيقاظ ضمائرهم النائمة.

فالولوج الى مغارة علي بابا يتطلب منك بالدرجة الأولى فك الشيفرة والرموز إما بواسطة مافيوزو خطير، وإما من خلال وسيط يسطو على جيبك قبل أن يفتح الطريق أمام شكواك باتجاه مكاتب المسؤولين وكبار الموظفين، وإلا فالبديل هو بقاؤك متسكعا على أبوابها، مستجديا حقوقك البديهية.

ففي دولة الفشل، قهر المواطن مباح، والفجور بكل أنواعه وأشكاله وألوانه متاح، بابها في وجهك مسدود وطلبك فيها مردود وحقك في قاموسها وناموسها بانتمائك مربوط، هي دولة مارقة فاسدة فاسقة بلا حدود، ولا فرق بينها وبين عرّاف أو منجّم أو بصّار بوجه ودود، تغدق عليك الإبتسامات والوعود، وتوهمك أنها تفتح أمامك المستعصي والمسدود.

هي دولة الكذب، وللكذابين والمنافقين فيها جوائز ومغانم ومال مسكوب، تحدثك عن وجود نظام وقوانين ودستور، وتتفاخر بتقديسها لحقوق الناس والمواطنين، وتوهمك أنها مقابل واجباتك تجاهها مستعدة لخدمتك وحمايتك من الليالي السود، حتى ما إذا بادرت الى طلب النجدة منها لإنقاذك من خطر مشهود، وهممت بقرع أبواب المرجعيات العنود، سرعان ما ستكتشف أنك تخوض معارك ضد من ظنوا أنفسهم أسود، فتعود أدراجك بعد شهور وشهور، خائبا منهكا مهانا ومذلول، لا شيء معك وفي جعبتك إلا كلام منمّق ومعسول.

ففي هذه الدولة اللا دولة إن أصابتك من فشلها وكذبها وفسادها السهام، وإن نالت من كرامتك وحقوقك بؤر الأنام، وتغلبت عليك عثرات الزمان، فاعلم أنك في لبنان، وأن كل مواطن شريف فيه مُهان .

لكن ما يعزيك ويستنهض فيك روح الاستمرار، هو أن فشل الدولة لم يلغِ من هم أهل للحفاظ على الكرامات وأبرزهم النائب المتني إبراهيم كنعان الذي شكل همّ الناس هاجسه الأكبر وقبلة إيمانه بدولة رفض أن يكون شريكا في صَلبها وموتها على خشبة المحاصصات والمذهبيات والمحسوبيات.

وما ينعش أملك بقيام الدولة من تحت أسواط الجلادين، هو وجود كنعان وأمثاله في المجلس النيابي كخميرة صالحة في العجين اللبناني الذي أراده كنعان عجينا مباركا ليحمل بارتفاخه بشارة الانتقال من دولة المزرعة الى دولة القانون والمؤسسات، الى دولة تتعاطى مع المواطن على أنه أساس الحكم ومصدر السلطات، وليس حطبا في مواقدها أو رقما انتخابيا على لوائح الشطب وفي حسابات الربح والخسارة.

فهل من يصّدق أن في البرلمان اللبناني نائب يهتم بمشاكل الناس على اختلاف انتماءاتهم الحزبية والطائفية ودون أن يقصده قاصد أو رسول، ودون أن تلاحقه الإتصالات من هذا الوسيط أو ذاك وعلى عدد الساعات؟

نعم إنه النائب إبراهيم كنعان الذي ما إن وصل الى مسامعه خبر تدفق نهر من المجارير في بلدة المطيلب المتنية، حتى بادر الى الإتصال بمكتب حميد كيروز للتعهدات متمنيا عليه التحرك سريعا لوقف الضرر البيئي الذي طال صحة الناس.

والجدير ذكره أن درجة اهتمام كنعان بالموضوع المشار اليه أعلاه، بلغت حد متابعته بشكل يومي عبر اتصالات مكوكية بين مكتب التعهدات وبيني شخصيا، كوني أحد المتضررين.

الحق كل الحق أقول وأشهد أمام لله، أن النائب كنعان فعل ما فعله مشكورا دون أن يتعرف على لا على هويتي ولا على هوية باقي المتضررين السياسية والحزبية والمذهبية، فتعاطى مع هذه القضية دون أي خلفية سياسية ودون البحث في الزوايا كما يبحث غيره من أهل السياسة عن شعبوية تحمله ثانية وثالثة ورابعة الى الندوة النيابية، بل عالج المشكلة بشفافية قل نظيرها، وترفّع بكبر عن الحسابات الشخصية والضيقة.

تتوافق سياسيا مع النائب كنعان أم تختلف معه، تنتخبه نائبا عن المتن أم تُحجم عن انتخابه، تؤمن بدوره أم تكفر به، تعترف بحيثيته المتنية أم تتنكر لها، أيّا يكن رأيك به، وأيا تكن المسافة بينك وبينه، لا بدّ لك من أن تعترف أنك أمام "سوبر" نائب، وزنه النيابي من خارج الأوزان التقليدية.

في الختام، قد يظن البعض أن ما تقدم هو مديح للنائب كنعان لغاية ما أحملها في نفسي، وقد يعتقد آخرون أنه جزء من التحضيرات للإنتخابات البلدية، وقد يذهب البعض الآخر الى حد القول أن هذا الكلام مدفوع الأجر سلفا، فلهؤلاء المشككين أقول وجهي أبيض بمواطنيتي، وكفي نظيف من نظافة قلمي ومهنيتي، وسجلي العدلي يفتخر بماضيه وحاضره، فالجريمة كل الجريمة تكمن بعدم الإضاءة على نائب اختبره المتن وتعرّف الى خامته فافتخر بهامته. النائب كنعان ليس بحاجة الى شراء أقلام وضمائر لتسليط الضوء عليه، إذ يكفي أن ترصد الشاشات والإذاعات لتشهد بالحق أنها تضج بأعماله ومواقفه في سياق متابعتها لصولاته في مجلس النواب ولجولاته المكوكية بين معراب والرابية في رحلة توحيد المسيحيين مع رفيق دربه رئيس جهاز الإعلام والتواصل في حزب القوات اللبنانية الأستاذ ملحم الرياشي.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة